شعر روعة عن الحب

الحب

الحب هو الشعور بالانجذاب والتعلق بشخص ما، فيشعر المحب بالبهجة والفرح عند رؤية من يحب، ويشعر بالحزن والأسى والشوق عند غيابه، فلا يوجد أجمل من الحب في حياة الإنسان، وفي هذا المقال سنقدم لكم أجمل الأشعار عن الحب.

شعر عن الحب لنزار قباني

حديثك سجادة فارسيّة..

وعيناك عصفوتان دمشقيتان..

تطيران بين الجدار وبين الجدار..

وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك، ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار..

وإنّي أحبّك..

لكن أخاف التورط فيك، أخاف التوحد فيك، أخاف التقمص فيك

فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء، وموج البحار..

أنا لا أناقش حبّك.. فهو نهاري ولست أناقش شمس النهار

أنا لا أناقش حبّك..

فهو يقرّر في أيّ يوم سيأتي..

وفي أيّ يومٍ سيذهب..

وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..

دعيني أصب لك الشّاي، أنت خرافية الحسن هذا الصباح

وصوتك نقش جميل على ثوب مراكشية وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..

ويرتشف الماء من شفة المزهرية

دعيني أصبّ لك الشّاي، هل قلت إنّي أحبّك؟

هل قلت إنّي سعيدٌ لأنّك جئت..

وأنّ حضورك يسعد مثل حضور القصيدة ومثل حضور المراكب، والذّكريات البعيدة..

دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك

دعيني، أعبّر عما يدور ببال الفناجين، وهي تفكر في شفتيك..

وبال الملاعق، والسكرية.. دعيني أضيفك حرفاً جديداً.. على أحرف الأبجديّة

دعيني أناقض نفسي قليلاً وأجمع في الحب بين الحضارة والبربرية

شعر عن الحب لمحمود درويش

أعدِّي لي الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التّعَب

صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهب

ونحن لنا حين يدخل ظِل إلى ظِله في الرخام

وأشبه نَفسي حين أُعلق نفسي على عُنق لا تُعانِق غَير الغمام وأنتِ الهواءُ الذي يتعرى أمامي

كدمع العِنَب وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر حين اغترب

وإني أُحبُّكِ، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ يطير الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَة واحدة

أنا لحبيبي أنا، وحبيبي لنجمته الشاردة وندخل في الحلم، لكنَّهُ يَتَبَاطَأ كي لا نراه 

وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ ممّا يراهُ

وأطردُ عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي وأختار أيامنا بيدي

كما اختار لي وردة المائدهْ فَنَم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتي وَنم يا حبيبي لأهبط فيك

وأُنقذ حلمَكَ من شوكة حامدة وَنَمْ يا حبيبي

عليكَ ضَفائر شعري، عليك السّلامُ

يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ رأيت على البحر إبريلَ قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ نسيتِ التّراتيلَ فوق جروحي

فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني

لأصْرُخَ: أني أحبُّكِ.. كي تستريحي؟

أناديكِ قبل الكلامِ أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ فكم مَرة تستطيعين أن تضعِي في مناقير هذا الحمامِ..

عناوينَ روحي يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ ومن شجري، ومن سريري الصّغير، ومن ضجري

من مرايايَ من قمري

من خزانة عمري ومن سهري

من ثيابي ومن خَفَري؟

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين تُشعل في أُذنيَّ البراري

تُحملني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثمّ توقدني، ثمّ تتركني في طريق الهواء إليكِ حرامٌ

حرامٌ يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ

لأنّي أحبّك خاصرتي نازفة وأركض من وَجَعي في ليالٍ يوَسعها الخوفُ مما أخافُ..

تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً تعالي تعالي ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفة

أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ، أُحبُّك إذْ أشتهيك وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطوق بالنّحل والوردة الخاطفة

أحبّك يا لعنة العاطفة أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تَصِل

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ أحبّك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل

أُحبكِ إذ أشتهيكِ أُطوع روحي على هيئة القدمين، على هيئة الجنتين

أحكُّ جروحي بأطراف صمتك..

والعاصفة أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ لأنّي أُحبك

يجرحني الماء والطرقات إلى البحر تجرحني والفراشة تجرحني وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني يا حبيبي

أُناديكَ طيلة نومي

أخاف انتباه الكلام أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذي تبكي لأني أحبك

يجرحني الظل تحت المصابيح، يجرحني.. طائرٌ في السّماء البعيدة، عِطْرُ البنفسج

يجرحني.. أوَِّل البحر يجرحني آخِرُ البحر يجرحني

ليتني لا أُحبك يا ليتني لا أُحبُّ ليشفى الرّخامُ

أراكِ فأنجوا من الموت، جسمُكِ مرفأ بعشرِ زنابقَ بيضاء

عشر أناملَ تمضي السّماءُ إلى أزرقٍ ضاع منها وأُمسِك هذا البهاء الرخامي، وأُمْسِكُ رائحةً للحليب المُخبأْ..

في خوختين على مرمر، ثُمّ أعبد مَنْ يمنح البرَّ والبحر ملجأْ

على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين، سأشرب خَروبَ لَيلكِ

ثم أنامُ على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق، فيصدأ..

أراك فأنجو من الموت

جسمك مرفأْ فكيف تُشَرِّدني الأرضُ 

في الأرض كيف ينامُ المنامُ

يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ فَحُكَّ دمي كي تنام الفرس

حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجة أو نَفَس

شعر عن الحب لأبي القاسم الشابي

أرقٌ عَلى أرقٍ ومثلي يأرقُ

وجوىً يزيدُ وعبرةٌ تترقرقُ

جهدُ الصّبابة أن تكون كما أرى

عينٌ مسهدةٌ وقَلبٌ يخفقُ

ما لاح برق أو ترنّم طائرٌ

إلّا انثنيتُ ولي فؤادٌ شيقُ

جربتُ من نار الهوى ما تنطفي

نارُ الغضا وتكل عما يحرقُ

وعذلتُ أهل العشقِ حتى ذُقتهُ

فعجبتُ كيف يموتُ من لا يعشقُ

وعذرتهم وعرفتُ ذنبي أنّني

عيّرتهم فلقيتُ فيهِ ما لقُوا