شعر الحب

الحب

الحب عاطفة قويّة صافية نقيّة، تمتاز عن غيرها من المشاعر أنّها تشمل أكثر من عاطفة معاً، كما أن كل المشاعر في الحب لطيفة ومرغوبة. نقدّم لكم في هذا المقال باقة من الشعر الذي قيل في الحب.

شعر الحب

  • وما بعينيك أشياء تنسيني

كلام أو لحن أو شعر يواسيني

أو ماء لأمواج البحار يسقيني

في عينيك دواء من بلسم يشفيني

ومن ألم الجراح وما يأسيني

ومن سقم الجنون وما يغريني.

  • في سحر عينيك عطر ما أ حلاه

وفي هواء رؤياك نسيم لن أنساه

وفي خيال هواك عشق لا أعرف معناه

وفي نور دنياك مصباح لم أرى سواه.

  • بعينيك رويت ماء في لذته من ظمأ

وبعينيك أستمد روحي وإنما

فيها دفء أحسّ به كلما

جاءت صورتك في بالي بعدما

رأيت مالم أراه في الكون دائما

من طلاوة حسن بإشراقة تعظّما

  • بعينيك طريق تأخذني نحو الأعمق

لأرض العشق بالكلمات تتدفّق

ولون كلونِ السماء بعينيك موج أزرق

غطست فيه وصرت في سحر عينيك أغرق.

  • خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ

والغَواني يَغُرٌهُنَّ الثَّناءُ

أَتراها تناست اسمي لما

كثرت في غرامها الاسْماءُ

إن رَأَْتْنِي تميلُ عني، كأن لم

تك بيني وبينها أشْياءُ

نظرة، فابتسامة، فسلامُ

فكلام، فموعد، فَلِقاءَ

يوم كنا ولا تسل كيف كنا

نتهادى من الهوى ما نشاءُ

وعلينا من العفاف رقيبُ

تعبت في مراسه الأهْواءُ

جَاذَبَتْني ثَوبي العَصيِّ وقالَتْ

أنتم الناس أيها الشعراء

فَاتّقوا الله في قُلوبِ اَلْعَذَارَى

فالعذارى قُلوبُهُن هَواءُ.

  • الصبَا والجمال بين يديكِ

أي تاجٍ أعزُّ من تاجيكِ؟

نصب الحب عرشة فسألنا:

من تراها لهُ؟ فدل عليكِ.

  • أي شيءٍ في العيد أهدي إليك

يا ملاكي، وكل شيءٍ لديكِ؟

ليس عندي شيءٌ أعزّ من الروح

وروحي مرهونة في يديكِ

  • وتعطلت لغة الكلام وخاطبت

عيني في لغة الهوى عيناكِ

لا أمسِ من عُمرِ الزمانِ ولا غدُُ

جُمعَ الزمانُ، فكانَ يوم لقاكِ

  • وقد قلت في حبي لكم وصبابتي

محاسن شعرٍ ذكرهن يطول

فمت غاب عن عيني خيالكِ لحظةً

ولا زال عنها، والخيال يزول

  • الحب روح إلهيّ مجنّحةٌ

أيامه بضياءِ الفجرِ والشفقِ

يطوف في هذهِ الدنيا فيجعلها

نجماً جميلاً ضحوكاً جـِدّ مؤتلقِ

  • لعينيكِ ما يلقى الفؤادُ وما لقى

وللحُب ما لم يبقَ مني وما بقى

وما كنتُ ممن يدخُلُ العشقُ قلبهُ

ولكنّ من يبصِر جُفونكِ يعشقِ

  • ولما التقينا للوداع وقلبُها

وقلبي يُفيضانِ الصبابة والوجدا

بكت لؤلؤاً رطباً ففاضت مدامعي

عقيقاً، فصار الكل في نحرِها عقدا

  • عندما أهدي حبيبي أحرفي

أجدها لا تعطي معنى

مثل الذي في وجداني

لأن الذي في وجداني

أكثر بكثير

فأحتار

وتبدأ معاناتي

وتبدأ فصول اعترافاتي

بورقتي التي قد أمزّقها بعد ذلك

لأنها قد تظهر نقاط ضعفي

ولكن بعدها

أحسّ بالراحة

وأنّني وجدتُ ذاتي التائه

فهل يا ترى أستطيع إهداء أحرُفي؟

  • أحبك حبّ ما بعده مسافة

أحبك والهوى يجمع ثلاثة

قلب وقلبك والمسافة.

  • مهما يفرض القدر

غيبتك

تظلّ غالي

ومهما تغيب عن دنيتي

تظل في بالي.

  • يُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي

وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي

وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي

وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي

أيها الحب أنت سرُّ وُجودي

وحياتي، وعِزَّتي، وإبائي

وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري

وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي.

  • فياليت هذا الحب يَعشقُ مرّةً

فيعلم ما يلقى المحب من الهجر.

  • عيناكِ نازلتا القلوب فكلهـا

إمـا جريح أو مُصاب المقتل.

  • يقولون الحب أمان العشّاق

وأنا أقول أنّ حبّك أمانٌ لنفسي

وأمانٌ لعقلي

ومطلبٌ لحياتي لا أستغني عنه أبداً.

  • لا تهربي فما من فائدة إن تفعلي

ستكونين لي زوجة وأُدخِلُك منزلي

آخذاً بيديكِ إلى الخدر وإنَما

ليس المُساق إلى قلبي المكبَلِ

إنَ فرحةً في ذاك اليوم كأنَما

تنسيني اسميَ الآخر والأوَلِ

لا أظنَني فاعلاً شيئاً يومها

سوى التَيهان في لون عينيك الأكحلِ

لا أرى بي شغفاً يومذاك ولا رغبةً

بعد أن ظفرت بالملاك المتمثِّلِ

لن أَمسَّ منكِ ظفراً ولا شعرةً

ولن أرجو سوى بسمةً تروقُ لي

لن أطلب إلَا أن أبيت جالساً

مستأنساً بجنبك ويا ليلاً لا تنجلِ.

قصائد حب

من جميل القصائد التي قيلت في الحي، اخترنا لكم ما يأتي:

قصيدة حب إلى مطرح

سيف الرحبي

حاول أن يعصر عظامه في قصيدةٍ

حاول أن يدفع لياليه الموحشة إلى المقصلة.

لا يمكنه النوم لا يمكنه الكتابة

لا يمكنه اليقظة.

أشباحه تتقدّم إلى الغرفة

وتتمدّد على السريرٍ.

صقور ترعى في عينيه بمسرةٍ

قرية بكاملها ترتجف في أحشائه

وجد نفسه جندياً في حروب لا علاقة له بها

وجد نفسه مايسترو لجيش من المتسكعين.

وربما لم يجد شيئاً، عدا رماد أيّامه

المُقبلة

وحين أيقن أن لا فائدة حمل بندقيته

وبرصاصةٍ واحدةٍ سقط الفضاء

صريعاً في الغابة.

شحين تمدّدت لأول مرة على شاطئك

الذي يشبه قلباً، نبضاته منارات

ترعى قطعانَها في جبالك الممتدّة

عبر البحر.

أطلقُ بين مقلتيك منجنيق طفولتي

وأصطاد نورساً تائهاً في زعيق

السُفن.

نجومك أميرات الفراغ

وفي ليل عُربك الغريب تضيئين

الشموع لضحاياك كي تنيري

طريقهم للهاوية.

أبعثر طيورك البحرية لأظل

وحيداً. أصغي إلى

طفولة نبضك المنبثق من

ضفاف مجهولة،

تُمزّق عواصفها أشرعة

المراكب

كم من القراصنة سفحوا أمجادهم

على شواطئك

المكتظّة بنزيف الغربان

كم من التُجّار والغزاة

عبروك في الحلم

كم من الأطفال منحوك جنونهم

مثل ليلة بهيجةٍ

لعيد ميلاد غامض؟

القرويون أتوك من قراهم،

حاملين معهم صيفاً من الذكريات.

مطرح الأعياد القزحيّة البسيطة

والأمنيات المُخمّرة في الجرار،

الدنيا ذهبت بنا بعيداً

وأنت ما زلت تتسلقين أسوارك القديمة.

وما بين الطاحونة و (المثعابْ).

يتقيّأ الحطابون صباحات كاملة،

صباحات يطويها النسيانُ سريعاً.

هذه القلاع بقيت هكذا تحاورُ

أشباحاً في مخيّلة طفل، حيث

بناتُ آوى يتجولْن جريحاتٍ

بين ظلالها كموت مُحتمل

وحيث كنا نرى عبر مسافة قصيرةٍ

ثعباناً يخْتن جبلاً في مغارة

لم أنسَكِ بعد كل رحلاتي اللعينة

لم أنسَ صيّاديك وبرصاك النائمين

بين الأشجار.

حين تمدّدت لأول مرةٍ

كان البحر يشبه أيقونةً

في كف عفريت

لأنه كان بحراً حقيقياً يسرح زبده

في هضاب نساء يحلُمن بالرحيل

حين تمدّدتُ لأول مرةٍ

لم أكن أعرف شيئاً عدا

ارتجافة عصفورٍ

في خصرك

الصغير

ليلة أُخرى

سأنام وأترك كل شيء للريح

النابحة أمام بابي

سأترك القلم والسجائر والمنفضة

الملأى بفيالق المغول وهم

يغتصبون السبايا في

مدن الذاكرة

سأنام وأترك كل شيء للريح

والمطر الراعدُ وهو يقْرعُ نافذتي

طوال الليل ويتسلّل إلى نومي

مثل كابوسٍ هائجٍ أو رحمةٍ إلهيةٍ.

أغنية في هيكل الحب

إبراهيم ناجي

كم تجرّعنا هوانا

ولقينا في هوانا

وبلونا نار حب

لَم نذقْ فيها أمانا

وإِذا حلَّ الهوى هيهات

تدري كيف كانا

فإِذا ما ملك الأنفس

أصلاها عونا

فهو نصلٌ مستقرٌّ

ولهيب لا يداني !

يا حبيبي هدأ الليل

ولم يسهر سوانا

لا الدجى ضمَّد جرحينا

ولا الصبح شفانا

لا الهوى رقّ على الشّاكي

ولا قاسيه لانا

قد غدونا غرضِ الرامي

كما شاء رمانا

وافِنيْ بالله نطرقْ

هيكل الحب كلانا

ساعة نبكي على الكأس

ونشكو من سقانا!

الحب والبترول

نزار قبّاني

متى تفهمْ؟

متى يا سيّدي تفهمْ؟

بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ؟

متى تفهمْ؟

متى تفهمْ؟

أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

ورأساً بينَ آلافِ الرّؤوسِ على مخدّاتكْ

وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

ونهداً فوقَ مرمرة.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

متى تفهمْ؟

متى تفهمْ؟

بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

متى تفهمْ؟

متى يا أيها المُتخمْ؟

متى تفهمْ؟

بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

بناركَ أو بجنَّاتكْ

وأن كرامتي أكرمْ..

منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

متى تفهمْ؟

تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

تغوصُ القدسُ في دمها..

وأنتَ صريعُ شهواتكْ

تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

متى تفهمْ؟

متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ؟

حب الرجل المستحيل

غادة السّمان

شاهدت سنونوّة تعيش حكاية حبّ مع الشتاء

شاهدت أميرة تُقبّل ضفدعاً فتصير مثله

شاهدت زرافات ترقص التانغو

شاهدت فقمة ترتدي جلداً بشرياً فوق فرائها

شاهدت حصاناً يركب رجلاً في السباق

شاهدت قرداً يقوم بترقيص سائح

شاهدت نموراً في حديقة الحيوانات تلعق قضبانها بود

شاهدت عصفوراً يطير وقد حمل قفصه بمنقاره

شاهدت حلزوناً غادر قوقعته يتنزّه تحت الشمس

شاهدت أسماكاً ترتدي أقنعة الأوكسجين جالسة في المقهى

شاهدت طيور البطريق بثياب السهرة “السموكن”

وسنجاباً ضايقه الحر يحرك مروحة الدانتيل أمام وجهه…

هل تجد ذلك كله غريباً؟

وهل هو أكثر غرابة من أن أحب رجلاً مستحيلاً مثلك؟

بَدوُ الإساءة حبٌّ كان عن زللٍ

الخبز أُرزي

بَدوُ الإساءة حبٌّ كان عن زللٍ

وما لخلقٍ بردِّ الفائتات يَدُ

إذا لسان الفتى أضحى يقاتله

بسيف حتفٍ فمن يأخذ له القوَدُ

خطيئةٌ أخرجَتني من جنان مُنىً

وأضرمت فيَّ نار اليأس تَتَّقد

لو كان بي خَرَسٌ مما نطقتُ به

لكان في الخرس التوفيق والرَّشد

فإن تكن غفلةٌ جاءت بسيئةٍ

مني فقد كان إحساني له مددُ

إذا الأحبَّة لم يرعوا ولم يَصِلوا

فالموت إن قربوا والموت إن بعدوا

صبراً عليهم وإن جاروا وإن ظلموا

هم الأحبَّة إن غابوا وإن شهدوا

إني لأُنشِد بيتاً قد لهجتُ به

لأن شجوي على معناه يطَّردُ

لأخرجنَّ من الدنيا وحبُّكُمُ

بين الجوانح لم يشعر به أحدُ

أغنية حب

لطفي زغلول

أُلَوِّ نُ هَذَا المَدَى بِالقَصَائِدِ

أنثُرُهَا أنجُمَاً فِي الفَضَاءِ

فَتَزهُو الرُؤى ألَقَاً

تُمطِرُ الكَلِمَاتُ عَبِيرَا

فَكُلُّ قَصِيدَةِ عِشق ٍ

تَصِيرُ وَثِيقَةَ عِشق ٍ

وَكُلُّ كِتَابٍ .. سَفِيرَا

يُحَدِّثُ عَنكِ وَعَنِّي

وَيَروِي الكَثِيرَ الكَثِيرَا

يَقُولُ بِأنَّكِ أنتِ الَّتِي سَحَرَتنِي

فَصِرتُ أنَا شَاعِرَاً

فِي بَلاطِ جَلالَةِ سِحرِكِ .. وَحدِي

لأنَّكِ لَم تَعشَقِي الشِّعرَ قَبلِي

وَلَن تَفتَحِي دَفتَرَ الشِعرِ بَعدِي

وَأنَّكِ أنتِ الَتِي تَوَّجتِنِي

عَلَى دَولَةِ العَاشِقِينَ .. أمِيرَا

وَأنَّكِ أنتِ الَتِي أسَرَتنِي

فَأفنَيتُ أزهَارَ عُمرِي

وَأعلَنتُ فِي بَوحِ شِعرِي

بِأنِّي رَفَضتُ التَحَرُّرَ مِنكِ

وِمِن قَيدِ أسِري

وَأنِّي أُصِرُّ .. أُصِرُّ

عَلَى أن أظَلَّ أسِيرَا.