أشعار دينية
الحج
- يقول أحمد سالم باعطب:
لبَّيْك يا ربَّ الحطيم وزمزمِ
- يشدو بها قلبي وتعبقُ في فمي
رباه جئتُكَ والدُّعاءُ سقايتي
- يروي شراييني ويغسل أعظمي
لا زاد لي إلا صحيفةُ توبةٍ
- ورجاءُ ذي شغفٍ بوصلكَ مُغْرَمِ
رباه لا أحدٌ سواك يجيرني
- مما أكابدُ فاعفُ عَنِّي وارحمِ
ربَّاه جئتكَ طائعاً مستنجداً
- تكْوي حشاشاتي مراراتُ النَّدمْ
جاوزتُ في درب الخطيئات المدى
- وغرقتُ في لُججِ الندامة والألم
فأَقِلْ عِثاري إنْ كبوتُ أو اعتدى
- زمنٌ تمرَّس في معادات الأممْ
واجعلْ طريقي بالصلاح ممهَّداً
- وأنرْهُ بالحسناتِ ياربَّ الكرم
رباه جئتك تائباً مستغفراً
- أشدو بآهات التضرع والخضوع
ولزمت بيتك والسكينة لي قرى
- والشوق تصرخُ ناره بين الضلوع
يا من يرى من أمرنا ما لا نرى
- هيهات أن تمحو خطايانا الدموع
إن لم تجد بالعفو تهلكنا السرى
- لا أنجم تهب الضياء ولا شموع
ربَّاه أسْرِفُ في الضَّلال وتغفرُ
- وأهدُّ أبوابَ الصلاحِ وتجبرُ
كم جئتُ أحملُ مهجةً من لهفةٍ
- ظمأى تكادُ من الصدى تتفطَّرُ
وعلى جفوني أمنياتٌ برَّةٌ
- رفاَّفَةٌ بظلالها تتمحظرُ
أنتَ الكريمُ وسعْتَ بالحُسنى الدُّنا
- ترسو بها سفنُ العبادِ وتُبحرُ
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها
- يقول عروة بن حزام:
أُصَلّي فَأَبْكي في الصَّلاةِ لِذِكرِها
- لِيَ الويْلُ مما يكتبُ المَلَكانِ
خليليَّ عوجا اليومَ وانْتَظِرا غداً
- علينا قليلاً إِنَّنا غَرِضانِ
وإِنَّ غداً باليومِ رَهْنٌ وإِنَّما
- مَسيرُ غدٍ كاليومِ أوْ تَريانِ
إِذا رُمْتُ هِجْراناً لها حالَ دونَه
- حِجابانِ في الأَحْشاءِ مُؤْتَلِفانِ
يا وفود الله فزتم بالمنى
- يقول ابن جبير الشاطبي:
يا وفود الله فزتم بالمنى
- فهنيئاً لكم أهل منى
قد عرفنا عرفات معكم
- فلهذا برج الشوق بنا
نحن بأقطار الدنيا نجري ذكركم
- فغروب الدمع تجري هتنا
أنتم الأحباب نشكو بعدكم
- هل شكوتم بعدنا من بعدنا
علنا نلقى خيالا منكم
- بلذيذ الذكر وهناً علنا
لو حنا الدهر علينا لقضى
- باجتماع بكم في المنحنى
لاح برق موهناً من أرضكم
- فلعمري ما هنا العيش هنا
صدع الليل وميضاً وسناً
- فأبينا أن نذوق الوسنا
كم جنى الليل علينا من أسى
- عاد في مرضاتكم حلو الجنى
ولكم بالخيف من قلب شج
- لم يزل خوف النوى يشكو الضنى
ما ارتضى جانحة الصدر له
- سكناً منذ به قد سكنا
فيناديه على شحط النوى
- من لنا يوماً بقلب ملنا
سر بنا يا حادي العيس عسى
- أن نلاقي يوم جمع سر بنا
ما عنى داعي النوى لما دعا
- غير صب شفه برح العنا
شم لنا البرق إذا هب وقل
- جمع الله بجمع شملنا
الله ربي والحنيفةُ ديني
- يقول خالد الفرج:
اللهُ ربّي والحنيفةُ ديني
- فيهِ اعتقادي راسخٌ ويقيني
في المهدِ لُقِّنْتُ الشهادةَ، وَهْيَ لي
- زادٌ، وتكفيني بها يكفيني
لا أبتغي ديناً سواهُ، فهديه
- بالحقِّ والبرهانِ والتبيينِ
بعث النبي محمد والناسُ في
- غمرات جهل في النفوس مكينِ
شتى الطرائق والعقائد والهوى
- غلف القلوب وراء كل ظنوني
من مشركٍ وموحِّدٍ في دينِهِ
- أو حائرٍ في تيهِهِ لاديني
يدعون دون إلههم نصباً لهم
- صُنِعَتْ بِكَفِّ العابدِ المفتونِ
حتى أتاهم قارعاً أسماعَهُمْ
- بِنِداءِ حق بالدليل مبينِ
أنْ لا إله سوى العليّ بعرشه
- باري الورى ومكوِّن التكوينِ
وإلى الصراط المستقيم هداهم
- ودعاهم بكتابه المكنونِ
نشروا الهدى في الخافقين وطبقوا
- الاقطار من خال ومن مسكون
في كل قطر لَلأذان منائر
- أَصداؤها رعد من التأمين
فابدأ تَرَ الإسلام يشرق نوره
- بالصين وامض إلى ضفاف السين
وعلا على سود الزنوج لواؤه
- في الكاب حتى موطن السكسون
دين هو الماءُ المعين ملائم
- للدهر كل تحرك وسكون
يدعو إلى أمسى الكمال وأعدل ال
- تشريع والتنظيم والتقنيني
روح الحقائق روحه خلو
- من التخريف والتدجيل والتلوين
تجد الحقائق خالصات فيه من
- سخف الطقوس وقُحَّةِ اللاديني
يا أيها الرجل الحنيف تحية
- فأمدد يمينك ممسكا بيميني
هذي تحية أَحمد في دينه
- رمز الاخا لاشارةَ الماسون
لم تدخل الإسلام أنت لرهبة
- أو رغبة بل عن جلاءِ يقين
حكَّمت عقلك وهو خير محكم
- بالهدى والارشاد غير ضنين
فأَراك في دين الجدود مطاعنا
- تبدو لَلأول وهلة وبهون
ياليت نانك لم يزغ عن رشده
- فيضيع منا نيّف المليون
رام السيادة والسيادة بعضها
- سحر يُمَسُّ مُحبُّهَا بجنون
فَتَّشتَ في كتب الديانة باحثا
- ومقلبا من أَظهر لبطون
فوعيت آياتِ الكتاب مترجما
- بقرار صدق من نهاك رزين
ولو اطلعت عليه في اعجازه
- لنهلت من آياته بمعين
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم
- يقول أحمد شوقي:
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم
- لا يزعجنّك إعصار الأباطيل
إن كان قومك قد جاروا عليك وقد
- جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل
فقد مضت سننة العادين إذا حصروا ال
- بيت الحرام فردّوا كالهماليل
الله أرسل طيراً بين أرجلها
- قنابل الصخر ترمى صاحب الفيل
للدّين والبيت رب لا يقاومه
- حمر الثياب ولا سود الأساطيل
تلاميذ النبوة
- يقول عبد الرحمن العشماوي:
دعوا عنكم صحابتنا الكرام
- فكلٌ في مراتبه تسامى
وكلٌ عظّم الإسلام حتى
- عرفناهم عمالقة عظاما
وكلٌ نال في الأمجاد سهم
- فما أسمى وما أغلى السِّهما
نجوماً بعد خير الناس كانو
- وما زالوا, يُزيحون الظَّّلاما
تلاميذ النبوة, خير صحبٍ
- لمن كانت نبَّوته ختاما
رأتهم صافنات المجد جُند
- وقد نصبوا من النَّقع الخياما
فردّدت الصهيل لهم تحاي
- وألقت في أكفّهم الزِّماما
مُهاجِرهم, له شرفٌ عظيمٌ
- وأنصارّيهم حمل الوساما
رجالٌ سجلوا التاريخ عنهم
- بطولاتٍ تبُصّر من تعامى
نجومٌ في السماء فكيف يرقى
- إليها من أبى إلا الحطاما ؟