قصيدة عن حسن الخلق
زيادة حسن الصوت في الخلق زينة
يقول ابن جبير الشاطبي:
- زيادة حسن الصوت في الخلق زينة
- يروقُ بها لحن القريض المحبر
ومن لم يحركه السماع بطيبة
- فذلك أَعمى القلب أَعمى التصور
تصيخ إلى الحادي الجمال لواغباً
- فتوضع في بيدائها غير حسر
ولله في الأرواح عند ارتياحها
- إلى اللحن سر للورى غير مظهر
وكل امرىء عابَ السّماع فانه
- من الجهل في عشوائه غير مبصر
وأهل الحجا أَهل الحجاز وكلهم
- رأوه مباحاً عندهم غيرَ منكرِ
وهامَ به أَهل التّصوف رغبةً
- لتهييج شوق ناره لم تسعرِ
فان رسولَ الله قد قال زَينّوا
- بأصواتكم آي الكتاب المطهر
وزانت لداوود النبيِّ زبوره
- مزامرُه بالنّوح في كل محضر
وفي الخلد إسرافيل يسمع أهله
- فيسليهم المسموعُ عن كل منظر
فان أك مغرى بالسّماع وحسنه
- فحسبي اقتداء بالكريم ابن جعفرِ
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
يقول الشاعر الفرزدق:
- هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
- وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
- هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ
- بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا
وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
- العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ
كِلتا يَدَيهِ غِياثٌ عَمَّ نَفعُهُما
- يُستَوكَفانِ وَلا يَعروهُما عَدَمُ
سَهلُ الخَليقَةِ لا تُخشى بَوادِرُهُ
- يَزينُهُ اِثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشِيَمُ
حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا
- حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ
ما قالَ لا قَطُّ إِلّا في تَشَهُّدِهِ
- لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإِحسانِ فَاِنقَشَعَت
- عَنها الغَياهِبُ وَالإِملاقُ وَالعَدَمُ
إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها
- إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ
يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ
- فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ
بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ
- مِن كَفِّ أَروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ
- رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ
اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ
- جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ
ظننت حسودي حين غالت غوائله
يقول الشاعر ابن المقرب العيوني:
- كَذَلِكَ أَحوَالُ الحَسُودِ وَخِبُّهُ
- وَما تَقتَضي أَخلاقُهُ وَشمائِلُه
فَلا تَرجُ يَوماً في حَسُودٍ مَوَدَّةً
- وَإِن كُنتَ تُبدي وُدَّهُ وَتُجامِلُه
وَلا تَبغِ بالإِحسانِ إِرضاءَ كاشِحٍ
- فَلَيسَ بِمغنٍ في دَمالٍ تَدامُلُه
فَقُل لِخَليعٍ هَمُّهُ ما يَسُوءُني
- رُوَيدَكَ فاتَ الزُجَّ في الرُمحِ عامِلُه
وَلا تَحسَبَنّي ضِقتُ يَوماً بِما جَرى
- ذِراعاً فَما ضاقَت بِحُرٍّ مَراكِلُه
فَقَد يُدرِكُ البَدرَ الخُسوفُ وَتَنجَلي
- غَياهِبُهُ عَن نُورُهِ وَغَياطِلُه
وَقَد يَجزِرُ الرَجّافُ طَوراً وتارَةً
- يُسَيِّرُ ذاتَ الجُلِّ بِالمَدِّ ساحِلُه
فَإِن سَاءَني القَومُ الكِرامُ وَضَيَّعُوا
- حُقوقي وَهَديُ المَجدِ فيهِم وَكاهِلُه
فَقَبلي أَخُو شَنّ بنِ أَفصى أَضاعَهُ
- بَنُو عَمِّهِ دَونَ الوَرى وَفَضائلُه
وَلا بُدَّ هَذا الدَهرُ يَرجِعُ صَحوُهُ
- وَيَنجابُ عَنهُ غَيُّهُ وَيُزايِلُه
ويا سائلي عن عالم الخلق كلها
للشاعر اللواح:
- ويا سائلي عن عالم الخلق كلها
- فحسبك ما قالوا ثلاثة أَصناف
هم الثقلان والملائك كلها
- ثلاثة أصناف هم العالم الصاف
وما خلق الباري فليس بعالم
- سواهم يسمى بين نعت وأَوصاف
ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت
يقول الشاعرمحمود سامى البارودي:
- أَلا إِنَّ أَخْلاقَ الرِّجَالِ وَإِنْ نَمَتْ
- فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ
وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً
- وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ
ألا إن أخلاق الفتى كزمانه
للشاعر أبو العلاء المعري:
- أَلا إِنَّ أَخلاقَ الفَتى كَزَمانِهِ
- فَمِنهُنَّ بيضٌ في العُيونِ وَسودُ
وَتَأكُلُنا أَيّامُنا فَكَأَنَّما
- تَمُرُّ بِنا الساعاتُ وَهيَ أُسودُ
وَقَد يَخمُلُ الإِنسانُ في عُنفُوانِهِ
- وَينَبَهُ مِن بَعدِ النُهى فَيَسودُ
فَلا تَحسُدَن يَوماً عَلى فَضلِ نِعمَةٍ
- فَحَسبُكَ عاراً أَن يُقالَ حَسودُ
صفوا لي أخلاق النبي محمد
يقول أبو الحسين الجزار:
- صِفُوا لي أخلاقَ النبيِّ محمَّدٍ
- فإني عليها اليومَ في غاية الحِرصِ
صفاتٌ غدَت تُربى على الرَّمل والحَصى
- فمن ذا الذي يوماً لتعدادها يُحصى
صفا خاطري لما أجدتُ مديحَهُ
- وزاد ازدياداً لا يؤول إلى نَقصِ
صلاةُ إله الحقِّ في كلِّ ساعةٍ
- على خيرِ مبعوث بذا الوَصف مُختَص
صدوق إذا ما قالَ قولاً وجدته
- يوافقُ ما قد جاءَ في الوحي بالنَّص
صنائعُهُ في موقفِ الحَشر تُرتَجَس
- فسيَّان منها من يُطيع ومن يعصى
صفوحٌ عن الجاني صبورٌ على الأذى
- إذا خاف يوماً من جنى بأسِ مُقتصّ
صوارمُه في الحرب قد أفنت العدا
- فقل لمغازيه التي اشتهرت قُصى
صديد هلِ الشركِ ذَلتَّ لباسه
- فطوبى لمن يُدنى وويلٌ لمن يقصى
صحابتُه قد شيَّدُوا الدينَ بعدَهُ
- كما شيدُوا البُنيانَ أُتقِنَ بالجصِّ
الحق في الخلق خلق
يقول المكزون السنجاري:
- الحَقُّ في الخَلقِ خَلقُ
- وَالخَلقُ في الحَقِّ حَقُّ
وَالفَتقُ في الرَتقِ رَتقُ
- وَالرَتقُ في الفَتقِ فَتقُ
وَالشَرقُ في الغَربِ غَربُ
- وَالغَربُ في الشَرقِ شَرقُ
وَالنُطقُ في الصَمتِ صَمتُ
- وَالصَمتِ في النُطقِ نُطقُ
وَالبَرقُ في الغَيمِ غَيمٌ
- وَالغَيمِ في البَرقُ بَرقُ
وَالفَرقُ لِلجَمعِ جَمعٌ
- وَالجَمعُ لِلفُرقِ فَرقُ
صَريحُ قَولي المُعَمّى
- عَن كُلِّ فَهمٍ يَدُقُّ
وَفَهمُ حالي لِغَيري
- عَلى العُقولِ يَرِقُّ
وَفي سَحابي ماءٌ
- هامَ وَثَلجٌ وَوَدقُ
وَعَينُ مَغرِبِ شِمسي
- لِمائِها الدَهرُ دَفقُ
وَقَد حَماها حِماها
- إِذا فيهِ لِلعَينِ حَرقُ
حَديثُ وَجدي قَديمٌ
- لَهُ عَلى السَبقِ نَسقُ
وَسِرُّهُ في فُؤادي
- ما عَنهُ لِلخَلقِ نَسقُ
فَلَيسَ يَعرِفُ عُرفي
- مَن مالِهِ فيهِ نَشقُ
وَلا يُصَدِّقُ قَولي
- مِن مالِهِ فيهِ صِدقُ
وَلَيسَ يَشهَدُ غَيبي
- في الخَلقِ إِلّا المُحِقُّ
حُروفُ إِسمي بِسَعدِ الس
- سُعودِ في الأُفقِ وَفقُ