أهم قصائد المتنبي
لك يا منازل في القلوب منازل
لك يا منازل في القلوب منازل
- أقفرت أنت وهن منك أواهل
يعلمن ذاك وما علمت وإنما
- أولاكما ببكى عليه العاقل
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه
- فمن المطالب والقتيل القاتل
تخلو الديار من الظباء وعنده
- من كل تابعة خيال خاذل
اللاء أفتكها الجبان بمهجتي
- وأحبها قربا إلي الباخل
الراميات لنا وهن نوافر
- والخاتلات لنا وهن غوافل
كافأننا عن شبههن من المها
- فلهن في غير التراب حبائل
من طاعني ثغر الرجال جآذر
- ومن الرماح دمالج وخلاخل
ولذا اسم أغطية العيون جفونها
- من أنها عمل السيوف عوامل
كم وقفة سجرتك شوقا بعدما
- غري الرقيب بنا ولج العاذل
دون التعانق ناحلين كشكلتي
- نصب أدقهما وضم الشاكل
انعم ولذ فللأمور أواخر
- أبدا إذا كانت لهن أوائل
ما دمت من أرب الحسان فإنما
- روق الشباب عليك ظل زائل
للهو آونة تمر كأنها
- قبل يزودها حبيب راحل
جمح الزمان فما لذيذ خالص
- مما يشوب ولا سرور كامل
حتى أبو الفضل ابن عبد الله رؤ
- يته المنى وهي المقام الهائل
ممطورة طرقي إليها دونها
- من جوده في كل فج وابل
محجوبة بسرادق من هيبة
- تثني الأزمة والمطي ذوامل
للشمس فيه وللرياح وللسحا
- ب وللبحار وللأسود شمائل
ولديه ملعقيان والأدب المفا
- د وملحياة وملممات مناهل
لو لم يهب لجب الوفود حواله
- لسرى إليه قطا الفلاة الناهل
يدري بما بك قبل تظهره له
- من ذهنه ويجيب قبل تسائل
وتراه معترضا لها وموليا
- أحداقنا وتحار حين يقابل
كلماته قضب وهن فواصل
- كل الضرائب تحتهن مفاصل
هزمت مكارمه المكارم كلها
- حتى كأن المكرمات قنابل
وقتلن دفرا والدهيم فما ترى
- أم الدهيم وأم دفر هابل
علامة العلماء واللج الذي
- لا ينتهي ولكل لج ساحل
لو طاب مولد كل حي مثله
- ولد النساء وما لهن قوابل
لو بان بالكرم الجنين بيانه
- لدرت به ذكر أم انثى الحامل
ليزد بنو الحسن الشراف تواضعا
- هيهات تكتم في الظلام مشاعل
ستروا الندى ستر الغراب سفاده
- فبدا وهل يخفى الرباب الهاطل
جفخت وهم لا يجفخون بها بهم
- شيم على الحسب الأغر دلائل
متشابهي ورع النفوس كبيرهم
- وصغيرهم عف الإزار حلاحل
يا افخر فإن الناس فيك ثلاثة
- مستعظم أو حاسد أو جاهل
ولقد علوت فما تبالي بعدما
- عرفوا أيحمد أم يذم القائل
أثني عليك ولو تشاء لقلت لي
- قصرت فالإمساك عني نائل
لا تجسر الفصحاء تنشد ههنا
- بيتا ولكني الهزبر الباسل
ما نال أهل الجاهلية كلهم
- شعري ولا سمعت بسحري بابل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
- فهي الشهادة لي بأني كامل
من لي بفهم أهيل عصر يدعي
- أن يحسب الهندي فيهم باقل
وأما وحقك وهو غاية مقسم
- للحق أنت وما سواك الباطل
الطيب أنت إذا أصابك طيبه
- والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
ما دار في الحنك اللسان وقلبت
- قلما بأحسن من نثاك أنامل
ما للمروج الخضر والحدائق
- قال أبو الطيب هذه القصيدة يصف تأخر الكلأ عنه:[٢]
ما لِلمروجِ الخُضرِ وَالحَدائقِ
- يَشكو خَلاها كَثرَة العَوائقِ
أَقامَ فيها الثَلجُ كالمُرافقِ
- يَعقدُ فَوق السِن ريق الباصقِ
ثُم مَضى لا عادَ مِن مُفارقِ
- بِقائد مِن ذَوبهِ وَسائِق
كأَنّما الطُخرورُ باغي آبقِ
- يَأكلُ مِن نَبت قَصيرِ لاصِقِ
كَقَشرِكَ الحِبرَ عَن المَهارقِ
- أَرودهُ مِنهُ بِكلشوذانقِ
بِمُطلقِ اليُمنى طَويلِ الفائقِ
- عَبلِ الشَوى مُقاربِ المَرافقِ
رَحبِ اللبانِ نائهِ الطَرائقِ
- ذي مَنخر رَحب وَإِطل لاحقِ
مُحجّل نَهد كُمَيت زاهقِ
- شادِخَة غُرّته كالشارقِ
كَأَنّها مِن لَونهِ في بارقِ
- باقٍ عَلى البَوغاءِ وَالشقائقِ
وَالأبرَدينِ وَالهجيرِ الماحقِ
- لِلفارسِ الراكضِ مِنهُ الواثقِ
خَوفُ الجَبانِ في فُؤادِ العاشقِ
- كأَنّه في رَيدِ طَود شاهِقِ
يَشأى إِلى المِسمعِ صَوتَ الناطِقِ
- لَو سابقَ الشَمسَ مِنَ المَشارقِ
جاءَ إِلى الغَربِ مَجيءَ السابقِ
- يَتركُ في حِجارةِ الأبارقِ
آثارَ قَلعِ الحَليِ في المَناطقِ
- مَشيا وَإِن يَعدُ فَكَالخَنادقِ
لَو أَورِدت غِبّ سَحاب صادقِ
- لأحسبت خَوامسَ الأَيانقِ
إِذا اللِجامُ جاءهُ لِطارقِ
- شَحا لهُ شَحوَ الغُرابِ الناغقِ
كأَنّما الجُلد لِعريِ الناهقِ
- مُنحدِر عَن سِيَتي جُلاهقِ
بَز المَذاكي وَهوَ في العَقائقِ
- وَزادَ في الساقِ عَلى النَقانقِ
وَزادَ في الوَقعِ عَلى الصَواعقِ
- وَزادَ في الأُذنِ عَلى الخَرانقِ
وَزادَ في الحِذرِ عَلى العَقاعقِ
- يُميّز الهَزلَ مِنَ الحَقائقِ
وَيُنذِرُ الرَكبَ بِكُلِّ سارِق
- يُريكَ خُرقا وَهوَ عَينُ الحاذقِ
يَحكّ أَنّى شاءَ حَكَّ الباشقِ
- قوبِلَ مِن آفِقة وَآفِقِ
بَينَ عِتاقِ الخَيلِ وَالعَتائقِ
- فَعنقه يُربي عَلى البَواسقِ
وَحَلقه يُمكِنُ فِترَ الخانِقِ
- أُعدّه لِلطَعنِ في الفَيالقِ
وَالضَربِ في الأَوجُهِ وَالمَفارقِ
- وَالسَيرِ في ظِلّ اللِواءِ الخافِقِ
يَحمِلُني وَالنَصلُ ذو السَفاسِقِ
- يَقطرُ في كُمّي عَلى البَنائقِ
لا أَلحَظُ الدُنيا بِعَينَي وامِقِ
- وَلا أُبالي قِلّة المُرافِقِ
أَي كَبتَ كُلّ حاسِد مُنافقِ
- أَنتَ لَنا وَكلنا لِلخالقِ
لا تعذل المشتاق في أشواقه
ألقَلب أعلمُ يا عَذُول بدائهِ
- وَأحقّ مِنكَ بجفنهِ وبمَائهِ
فَومن أُحِبّ لأعصينّكَ في الهوَى
- قَسما بِه وَبحسنهِ وَبهائهِ
أأُحبّه وَأُحبّ فيهِ مَلامة
- إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعدائهِ
عَجِبَ الوُشاةُ من اللّحاةِ وَقولهِم
- دَع ما نَراكَ ضَعفت عن إخفائهِ
ما الخِلّ إلاّ مَن أوَدّ بِقَلبهِ
- وَأرَى بطَرف لا يَرَى بسوَائهِ
إنّ المُعينَ عَلى الصّبابَة بالأسَى
- أولى برَحمةِ رَبهَا وَإخائهِ
مَهلا فإنّ العَذلَ مِن أسقَامهِ
- وَترَفّقا فالسّمع مِن أعضائهِ
وَهَبِ المَلامَة في اللّذاذةِ كالكرَى
- مَطرُودَة بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاق في أشواقهِ
- حتى يَكونَ حَشاكَ في أحشائهِ
إنّ القَتيلَ مُضَرّجا بدُموعهِ
- مِثلُ القَتيلِ مُضَرّجا بدِمائهِ
وَالعِشق كالمَعشوقِ يَعذبُ قُربه
- للمبتلَى وَيَنَالُ مِن حَوبائهِ
لَو قُلتَ للدّنفِ الحَزينِ فَدَيتهُ
- مِمّا بِهِ لأغَرتهُ بِفِدائِه
وُقِي الأميرُ هَوَى العُيون فإنّه
- مَا لا يَزُولُ ببَأسهِ وسَخائهِ
يَستأسرُ البَطلَ الكَميّ بنَظرة
- وَيحولُ بَينَ فُؤادهِ وَعَزائهِ
إنّي دَعوتكَ للنّوائبِ دَعوة
- لم يُدعَ سامِعُها إلى أكفائهِ
فأتيت مِن فَوقِ الزّمانِ وَتَحته
- مُتصلصِلا وَأمامهِ وَورائهِ
مَن للسيوفِ بأن يكونَ سَميّها
- في أصلهِ وَفرندهِ وَوفائهِ
طُبعَ الحَديدُ فكانَ مِن أجناسهِ
- وَعَليّ المَطبوعُ مِن آبائهِ
المراجع
- ↑ أبو الطيب المتنبي، “لك يا منازل في القلوب منازل”، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28.
- ↑ أبو الطيب المتنبي، “ما للمروج الخضر والحدائق”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-28.
- ↑ المتنبي (1983)، ديوان المتنبي، بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، صفحة 350-351.