أشعار الطبيعة
أشعار عن جمال الطبيعة
- يقول عادل البعيني في قصيدته الطبيعة والجمال:
تنادى الجَمَالُ بِثَغْرِ الرُّبا
- وغنّى طَروباً على نَغْمَتَيْنِ
لِهِندٍ ولَيلى وحُسْنَيْهِما
- وألوانِ حبٍّ وغمَّازتيْنِ
تلاقَتْ بشوقٍ و طيْرُ الْهَوى
- يَحُطُّ وئيداً عَلى زَهْرَتَيْنِ
فَهَذِي رَبيعٌ أطلّ وديعاً
- تبِشُّ بِثَغْرٍ وتَرْنُو بِعَيْنِ
تغنِّي فوَيْقَ خُدودِ الدُّنا
- فيَحْنُو رويْضٌ على مُقْلتيْنِ
فَكَمْ مِنْ وُرودٍ تُحاكي خدودا
- ونَوْرِ جِنانٍ على الشَّفتَينِ
وتلكَ ذُكاءُ تَفيضُ عَطاءً
- تَشُعُّ بِنُورٍ على العالَمَيْنِ
كشالِ حَنانٍ دَفِيءٍ سناهُ
- وضَوْءِ ودادٍ كَفيْروزتَيْنِ
فَسَالَ لجَيْنُ الجُمانِ رُؤًى
- كَحُلْمِ رَضِيعٍ غَفَا غَفْوتيْنِ
سَرَى مِثْلَ طَيْفٍٍ يَمُوجُ انْبِهاراً
- تَجَلَّى نضاراً على وَجْنَتَيْنِ
و َبَدْرُ الليالي تَهادَى حَييّاً
- يُضِيءُ صِباها بِِلَونِ اللُجَينِ
و عِنْدَ ضِفافِ سَواقِي هوايَ
- تثَاءَبَ وَرْدٌ على قطْرتيْنِ
فقَبَّلَ عَرْفَ جُفُونٍ غَفتْ
- وَهُدْباً تَحَمَّم فِي دَمْعتَينِ
وهلَّ سَعيداً أَصيلُ غروبٍ
- لِيَسْقيَ شَوقاً رُبا رَوْضَتَينِ
فمالَ طَرُوباً فُويْقَ شِفاهٍ
- لِيَزْرَعَ جَمْرَهُ في لَمَتَيْنِ
ويَرْنُو إليها بِشَوقِ عَشيقٍ
- تَرِقُّ فتُهدي لهُ قبْلتَينِ
وغَيْثُ سَحابٍ ينثُّ عليلا
- كَدَمْعٍ تَرَقْرَقَ مِنْ مُقْلَتَينِ
وَطَلٌّ أَطَلَّ شفيفاً رؤاهُ
- تَوضَّعَ يَحْنُو على وَرْدَتَيْنِ
يُسِرُّ حَديثاً كَتوماً صداهُ
- وَيَجْهَرُ طوراً بِتَنْهيدتَيْنِ
وليلٍ تَبدَّى يُعانقُ موجاً
- تَمَدَّدَ سِحْراً على الكَتِفَيْنِ
عَراهُ انْتِشاءٌ فأغفى بحنوٍ
- يَضُمُّ اللّياليَ في خُصْلَتَينِ
وماسَت رُباهُ بقلبٍ مَشوقٍ
- تُداعِبُ في الصِّدرِ تُفاحَتَينِ
نُهَيْدُ حَنانٍ كَنَبْعٍ زُلالٍ
- أَمُوتُ شَهيداً على حَلْمَتَينِ
فأغفُو خجُولاً بظِلَّ ضياءٍ
- وَأَجثو رُكُوعاً للقِبْلَتَيْنِ
فَكَمْ مِنْ جَمالٍ براني سناه
- أراهُ طَلِيقاً كقُبّرتَيْنِ
حَبَتْهُ الطّبيعَةُ سِرّاً شفيفاً
- فَجاءَ شبَِيهاً بزيدٍ وزينِ
أشعار في وصف الطبيعة
- يقول إيليا أبو ماضي في قصيدته قصيدة الطبيعة:
روض إذا زرته كئيبا
- نفّس عن قلبك الكروبا
يعيد قلب الخليّ مغرا
- وينسى العاشق الحبيبا
إذا بكاه الغمام شقّت
- من الأسى زهرة الجيوبا
تلقى لديه الصّفا ضروبا
- ولست تلقى له ضريبا
وشاه قطر الندى فأضحى
- رداؤه معلما قشيبا
فمن غصون تميس تيها
- ومن زهور تضوع طيبا
ومن طيور إذا تغنّت
- عاد المعنّى بها طروبا
ونرجس كالرقيب يرنو
- وليس ما يقتضي رقيبا
وأقحوان يريك درّا
- وجلّنار حكى اللّهيبا
وجدول لا يزال يجري
- كأنّه يقتفي مريبا
تسمع طورا له خريرا
- وتارة في الثرى دبيبا
إذا ترامى على جديب
- أمسى به مربعا خصيبا
أو يتجنّى على خصيب
- أعاده قاحلا جديبا
صحّ فلو جاءه عليل
- لم يأت من بعده طبيبا
و كلّ معنى به جميل
- يعلّم الشاعر النسيبا
أرض إذا زارها غريب
- أصبح عن أرضه غريبا
أشعار عن سحر الطبيعة
- تقول نازك الملائكة في قصيدتها في أحضان الطبيعة:
أيها الشاعرون يا عاشقي النب
- ل وروح الخيال والأنغام
أبعدوا أبعدوا عن الحبّ وانجو
- بأغانيكم من الآثام
اهربوا لا تدّنسوا عالم الفنّ
- بهذي العواطف الآدميّه
احفظوا للفنون معبدها السا
- مي وغنوا أنغامها القدسيّه
قد نعمتم من الحياة بأحلى
- ما عليها وفزتم بجناها
يعمه الآخرون في ليلها الدا
- جي وأنتم تحيون تحت سناها
اقنعوا باكتآبكم واعشقوا الفنّ
- وعيشوا في عزلة الأنبياء
وغدا تهتف العصور بذكرا
- كم وتحيون في رحاب السماء
اقنعوا من حياتكم بهوى الفنّ
- وسحر الطبيعة المعبود
واحلموا بالطيور في ظلل الأغ
- صان بين التحليق والتغريد
اعشقوا الثلج في سفوح جبال ال
- أرض والورد في سفوح التلال
وأصيخوا لصوت قمرّية الحق
- ل تغني في داجيات الليالي
اجلسوا في ظلال صفصافة الوا
- دي وأصغوا إلى خرير الماء
واستمدّوا من نغمة المطر السا
- قط أحلى الإلهام والإيحاء
وتغّنوا مع الرعاة إذا مرّ
- وا على الكوخ بالقطيع الجميل
وأحبوا النخيل والقمح والزه
- ر وهيموا في فاتنات الحقول
شجرات الصفصاف أجمل ظلاّ
- من ظلال القصور والشرفات
وغناء الرعاة أطهر لحنا
- من ضجيج الأبواق والعجلات
وعبير النارنج أحلى وأندى
- من غبار المدينة المتراكم
وصفاء الحقول أوقع في النف
- س من القتل والأذى والمآثم
وغرام الفراش بالزهر أسمى
- من صبابات عاشق بشريّ
ونسيم القرى المغازل أوفى
- لعهود الهوى من الآدميّ
وحياة الراعي الخياليّ أهنأ
- من حياة الغنيّ بين القصور
في سفوح التلال حيث القطيع ال
- حلو يرعى على ضفاف الغدير
حيث تثغو الأغنام في عطفة المر
- ج وتلهو في شاسعات المجالي
وينام الراعي المغرّد تحت السّ
- رو مستسلما لأيدي الخيال
في يديه الناي الطروب يناجي
- ه ويشدو على خطى الأغنام
مستمدّا من همس ساقية السف
- ح لحون الشباب والأحلام
آه لو عشت في الجبال البعيدا
- ت أسوق الأغنام كل صباح
وأغنّي الصفصاف والسرو أنغا
- مي وأصغي إلى صفير الرياح
أعشق الكرم والعرائش والنب
- ع وأحيا عمري حياة إله
كلّ يوم أمضي إلى ضّفة الوا
- دي وأرنو إلى صفاء المياه
أصدقائي الثلوج والزهر والأغ
- نام، والعود مؤنسي ونجّيي
ومعي في الجبال ديوان شعر
- عبقريّ لشاعر عبقريّ
أتغّنى حينا فتصغي إلى لح
- ني مياه الوادي ومرتفعاته
وأناجي الكتاب حينا وقربي
- هدهد شاعر صفت نغماته
وخرير من جدول معشب الضفّ
- ة يجري إلى حفاف الوادي
وثغاء عذب من الغنم النش
- وى وهمس من النسيم الشادي
آه لو كان لي هنالك كوخ
- شاعريّ بين المروج الحزينه
في سكون القرى ووحشتها أق
- ضي حياتي لا في ضجيج المدينه
ليتني من بنات تلك الجبال ال
- غنّ حيث الجمال في كل ركن
ليتني ليتني وهل تبعث الأح
- لام إلا الدموع في كلّ عين
قدّرت لي السنين أني هنا أق
- ضي حياتي قلباً رقيقاً شجيّا
في ضباب الخيال أمشي وحولي
- عالم للغنى يموت ويحيا
قد أحبوا أيامهم وتمّرد
- ت عليها فعشت في أحلامي
إن أكن قد ولدت في هذه الضجّ
- ة فلألتجيء إلى أوهامي
ولأعش في الخيال حيث تهيم ال
- روح بين المروج والقطعان
هكذا تهدأ الأماني إلى حي
- ن وتخبو مرارة الأحزان
هكذا أدفن الطموح كما يد
- فنه كلّ طامح بشريّ
وعيون الأقدار يضحكن مني
- هازئات بضعفي الادميّ
ياعيون الأقدار لا ترمقي دم
- عي ولا تهزأي بقلبي الحزين
إن يكن في دمي طوح نبيّ
- فأسى اليائسين ملء عيوني
كان هذا الطموح لعنة أيّا
- مي فيا ليتني عصيت هواه
كلما حّقق الزمان لقلبي
- حلماً صورت حياتي سواه
لست أدري ماذا سيجنيه قلبي
- من شرودي في كل أفق ونجم
أبدا أرتقي النجوم وأرنو
- لمجاهيل عالم مدلهّم
لست أدري شيئاً أنا اليأس يا أر
- ض وأنت ابتسامتي ودموعي
أنت وحيي ومنك تنبع أحلا
- مي، وإن كنت في حماك الوضيع
إرفعيني إلى السماء إذا شئ
- ت بوحي من سحرك الشاعريّ
وأعيدي مني إذا شئت للطي
- ن فتاة تبكي على كل حيّ
أضحكيني وأطلقيني ورقاء
- تغني بحسنك الفّتان
أو دعيني أبكي على أشقياء ال
- أرض بين الحنين والحرمان
ضاع يا أرض فيك معنى الأماني
- وتبقّى الشقاء والأكدار
وخبت في كآبة الموت أصوا
- ت الأغاني واستسلم القيثار
فعلام العزاء والأمل المو
- هوم في حومة الدجى المدلهمّ
ولم الأشقياء يخفون بلوا
- هم ويحيون في خداع ووهم
قد وصفت الشقاء في شعري البا
- كي وصوّرت أنفس الأشقياء
وشدوت الحياة لحناً كئيبا
- ليس في ليله شعاع ضياء
فأثارت كآبتي عجب النا
- س وحاروا في سرّها المجهول
ما دروا أنني أنوح على مأ
- ساتهم في ظلامها المسدول
أنا أبكي لكل قلب حزين
- بعثرت أغنياته الأقدار
وأروّي بأدمعي كلّ غصن
- ظامىء جفّ زهره المعطار
أشعار عن روعة الطبيعة
- يقول أحمد شوقي في قصيدته تلك الطبيعة قف بنا يا ساري:
تلك الطبيعةُ، قِف بنا يا ساري
- حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري
الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا
- لروائع الآياتِ والآثار
من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها
- أُمُّ الكتاب على لسان القاري
دَلَّت عَلى مَلِكِ المُلوكِ فَلَم تَدَع
- لِأَدِلَّةِ الفُقَهاءِ وَالأَحبارِ
مَن شَكَّ فيهِ فَنَظرَةٌ في صُنعِهِ
- تَمحو أَثيمَ الشَكِّ وَالإِنكارِ
كَشَفَ الغَطاءُ عَنِ الطُرولِ وَأَشرَقَت
- مِنهُ الطَبيعَةُ غَيرَ ذاتِ سِتارِ