أشعار رومانسية قصيرة
الحب روح أنت معناه
يقول خليل مطران:
- الحُبُّ رُوحٌ أَنْتَ مَعناهُ
- وَالحُسنُ لَفْظٌ أَنتَ مَبْنَاهُ
وَالأُنْسُ عهدٌ أنت جَنتهُ
- وَاللفظُ رَوضٌ أَنتَ مَغناهُ
ارْحَمْ فؤاداً فِي هَوَاكَ غدا
- مَضْنًى وَحُمَّاهُ حُميَّاهُ
تمَّت بِرُؤْيَتِكَ المُنى فحكَتْ
- حِلماً تَمَتَّعْنَا بِرُؤْيَاهُ
يَا طِيبَ عيْنِي حِين آنسهَا
- يَا سَعْدَ قَلْبِي حِين ناجَاهُ
قل للمليحة مالها
يقول مصطفى التل:
- قل للمليحة مالها
- بعدت عن النظر الشفيق
هجرت مكاناً لم يكن
- يوماً بها أبداً يضيق
شفقية الخدين
- والثغر المعنبر بالرحيق
يا ليت شانيها يجا
- زى بالبعاد عن الصديق
يا حسنها بين البنا
- ت وكلهن لها رفيق
عيني تأمل حسنها
- إذ غير ذلك لا يليق
إن الجمال دواء دا
- ئك فليكن منك اللصيق
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
يقول كعب بن زهير:
- تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
- كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
- صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
- مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
- ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
- فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
- كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
- إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
- وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
- وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
أحبك حبّاً جاوز الحب بعضه
يقول المكزون السنجاري:
- أُحِبُّكَ حُبّاً جاوَزَ الحُبَّ بَعضُهُ
- وَفي طولِ عُمري لَيسَ يُمكِنُ عَرضَهُ
وَنافِلَةً لي مِنكَ أَمسى تَهَجُّدي
- بِذِكرِكَ يا مَن سُنَّةُ الحُبِّ فَرضُهُ
وَخالِدُ وَجدي في هَواكَ يَزيدُهُ
- مِنَ الجاهِلُ اللاحي عَلى العِشقِ بُغضُهُ
وَحُقَّ لِمِثلي أَن يَهيمَ بِمِثلِ مَن
- سَما كُلِّ حُسنٍ في البَرِيَّةِ أَرضُهُ
ما لحبيبي كسلان في فكر
يقول ابن المعتز:
- ما لِحَبيبي كَسلانَ في فِكَرٍ
- وَقَد جَفا حُسنَهُ وَزينَتَه
وَالصُدغُ قَد صَدَّ عَن مَحاسِنِهِ
- كَصَولَجانٍ يَرُدُّ ضَربَتَه
تَرى هَلِ اِعتَلَّ مَن هَواهُ لَنا
- وَجِسمُهُ رَبِّ فَاِشفِ عِلَّتَه
أَساخِطاً لا أُديمُ سُخطَتَه
- أَو سائِلاً لا أَرُدُّ حاجَتَه
بأنس الحبيب يطيب السمر
يقول العباس بن الأحنف:
- بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر
- وَتَلتَذُّ عَينايَ طولَ السَهَر
إِذا أَنا نادَمتُهُ مَرَّةً
- كَفاني بِهِ اللَهُ ضَوءَ القَمَر
إِرعَ المُنى واصِلاً وَإِن هَجَرا
- فَاِجزَع فَشَرُّ العُشّاقِ مَن صَبَرا
ما أَحسَنَ الصَبرَ في مَواطِنِهِ
- لا عَن حَبيبٍ لِطِيَّةٍ بَكَرا
لَم يَستَطِع ظاهِرَ الوَداعِ مِنَ ال
- عَينِ فَأَوحى السَلامَ مُستَتِرا
يا قرة العين إن العين تهواك
يقول ابن الأبار البلنسي:
- يا قُرَّةَ العَيْنِ إنَّ العَينَ تَهْوَاكِ
- فَما تَقَرُّ بِشَيء غير مَرآكِ
للَّهِ طرفَيَّ أضحا لا يَشُوقُهما
- إلا سناكِ وإلا طيبَ مغناكِ
قَد أخجلَ الشَّمسَ أنَّ الشَّمسَ غارِبَةٌ
- وَمُذ تَطَلَّعتِ لم يَغْرُب مُحَيَّاكِ
لا تَبْرُزي لِيَ في حَلْي وَفِي حُلَلِ
- فالحُسْن غشّاكِ مَا وشَّى وحلاكِ
يا شُغْلَ عَيْني إِذا لَمْ أخْشَ مِنْكِ نَوىً
- وَشُغْلَ قَلْبِي إِذا لَمْ أرْجُ لُقَيَاكِ
لا تَسْتَطيعُ حُمَيَّا الكَرْم تُسكرني
- وقَد تَسَاقَطْتُ سكْراً مِنْ حميّاكِ
سُمِّيتِ بالحُسنِ لَمَّا أن خُصِصْتِ به
- فَطَابَقَ اسمُكِ يا حَسْنَا مُسَمَّاكِ
لا وَاخَذَ اللَّه إلا مَنْ يُعَنِّفُني
- عَلَى هَوَاكِ اعتِداء وهْوَ يَهْواكِ
أَخشاكِ غَضْبَى كَما أَرْجوكِ راضِيةً
- فكَمْ أرَجِّيكِ يا هَذي وأَخْشاكِ
أبكِي لِبَيْنِكِ إنْ آبَى الكَرَى أسَفاً
- يا سُوءَ ما كَلَّفت عَينَيَّ عَيْنَاكِ
ما أعجب الدّهر يرْجو أنْ يُنَسِّيَنِي
- هَوَاكِ جَهلاً وَلا واللَّهِ أَنْساكِ
وكَيفَ أَنْسَى عُهوداً بالْحِمَى سَلَفَتْ
- لا صَبْرَ لي عِندَ ذِكرَاها وذِكراكِ
في الهوى لست وحدي
يقول محمد اسموني:
- يا فؤادي لستُ وحدي
- في الهـوى بل أنت أولى
أي حبيبـي لا تدنّـي
- منه خذ دعماً وحِمْـلا
مُنْيَتـي عَـوْدٌ فدمعي
- حار والأشجانُ حُبْـلى
تائـهٌ بـاكٍ حزينٌ
- أعطني من فيك قـولا
ليتنـي أشركتُ عقلي
- في مـخاضٍ وهْوَ أسْلى
حيث نـبدي أيَّ حَلٍّ
- قد نلـاقي منه كِفْـلا
رغم حُمْقي إن حـبي
- ماثـلٌ بل ليس قـولا
شَكْـلُ حب أرتـضيه
- منك إحسانا وفضـلا
لا تلومـي من فـراغٍ
- لو أنـا أبْقَيْتُ سُـؤْلا
إنمـا لـومي حـسوداً
- كـالَ لي غَمّـاً وذُلا
لا تزيـدي في شـقائي
- فشـقائي زاد فـصلا
وشَـكاتـي غـير آهٍ
- حين صار الوَجْدُ وصلا
عندما أعددتُ حـالي
- قلتَ لا تسرع فمهـلا
حينـها قدَّمتُ رجـلاً
- بعدها أخَّـرتُ رِجـلا
هل شُغِلتِ اليوم عنـي
- أم تـرين الأمـر سهلا
كلـما أثْنَيْتِ عـنـي
- زِدْتُ إكرامـاً وعـدلا
لم يكن ما شئتَ مـني
- ذات يـوم قـطََُّ حَـلا
فـإذا أنـكرت ودّي
- لا أرى من بـعدُ خِـلا
حسب قلبي ما به من حبها
يقول بشار بن برد:
- حَسبُ قَلبي ما بِهِ مِن حُبِّها
- ضاقَ مِن كِتمانِهِ حَتّى عَلَن
لا تَلُم فيها وَحَسِّن حُبَّها
- كُلُّ ما قَرَّت بِهِ العَينُ حَسَن
يا غزالاً له السيوف حجاب
يقول القاضي الفاضل:
- يا غَزالاً لَهُ السُيوفُ حِجابٌ
- في فُؤادي أَضعافُ تِلكَ الحُجْبِ
ما عَهِدنا وَالنائِباتُ كَثيرٌ
- أَنَّ ضَيفاً يُضامُ بَينَ العُرْبِ
أَغَليلاً وَالماءُ فَوقَ الثَنايا
- وَهَواناً بَينَ القَنا وَالقُضبِ
أَينَ تِلكَ الرُسومُ أَينَ تُراها
- تَبِعَت في الرحيلِ إثرَ الركب
أتُرى يا زمانُ أنتَ معنَّى
- بِرُباها كَمِثلِ قَلبِ الصَبِّ
زَفَرَت بِالصَّبا صُدورُ اللَيالي
- وَبَكَت بِالحَيا جُفونُ الشُهبِ
يا من سبي العشاق حسنه
يقول بلبل الغرام الحاجري:
- يا مَن سبي العُشّاق حُسنُهُ
- لَمّا رَنا بِالغنجِ جَفنُه
صل مُدنِفاً قَصُرَت يَدا
- هُ عَنِ السُلُوِّ وَطالَ حزبُه
أسهرته فالنجوم في
- كَ سميره والوجدُ خدنُه
يا عاذِلي في حُبِّهِ
- مَهلاً سُلوّي لا تَظُنُّه
أَرأَيتَ قَبلَ عِذارِهِ
- خَدّاً سحيقَ المِسكِ ضمنَه
اللَحظُ صارِمُهُ الصَقي
- لُ إِذا رَنا وَالقَدُّ لَدنَه
كُلٌّ لَهُ فَنٌّ وَقَل
- بي المُستَهامُ هَواكَ فَنُّه
أَلِفَ الضنى لَمّا هَجَر
- تَ وَواصَلَ التَسهيدَ جَفنَه
ما كانَ ظَنّي في هَوا
- كَ بِأَنَّ قَلبي خابَ ظَنُّه