أهم مصادر الشعر الجاهلي

المعلّقات

تعدّ المعلقات من أشهر قصائد الشعراء الجاهليين وأرفعها شأناً في تاريخ الشعر، واختلف المؤرخون في سبب تسميتها بالمعلّقات فقيل إنّها كتبت بماء الذهب وعلّقت على الكعبة فقد كان من عادة العرب أن يعلّقوا كل وثيقة مهمة على أستار الكعبة، لتأخذ مداها الإعلامي وتنتشر بين الناس، وقيل أيضاً إنّ هناك ملكاً كان كلما استحسن قصيدة قال لخدمه علّقوها وثبّتوها على خزانتي، وذهبت بعض التفسيرات إلى أنّ الاسم مشتقّ من الأعلاق وهي النفائس، وذلك لتميّزها ورفعة شأنها بين الشعر، ولم يكن الاختلاف مقتصراً على سبب التسمية فقط، بل اختلف المؤرخون أيضاً على عدد القصائد وأسماء شعرائها، وترتيب أبيات المعلقة الواحدة، لكنّ المشهور أنها سبع طوال تعود لكل من امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة ولبيد بن ربيعة.[١]

المفضليات

تُنسب المفضليات للمفضل الضبي وهو من أشهر رواة الشعر العربي القديم وعالم لغوي معروف، جمع هذه القصائد على مرحلتين؛ وفي المرة الأولى جمع منها بناءً على طلب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن لمّا كان متوارٍ ومستتراً عنده في البصرة ليستأنس بها، وفي المرة الثانية أضاف عليها وانتقاها ليعلّم المهدي الذي صار خليفة بعد ذلك، فاختار قصائد ذات طابع تأديبي وتعليمي، تحمل على النفس امتثال الأخلاق الفضيلة، وكان عددها 128 قصيدة تزيد أو تنقص.[٢]

الأصمعيات

سُمّيت الأصمعيات بهذا الاسم نسبة إلى الأصمعي الذي جمعها ووضعها في كتاب كان وما زال من أبرز مصادر الشعر الجاهلي من بعد المعلّقات والمفضليات، فالأصمعيات هي قصائد شعرية نفيسة اختارها الأصمعي للخليفة هارون الرشيد ليعلّم ابنه ويطلعه على عيون الشعر العربي الأصيل، فحرص الأصمعي على اختيار قصائد تكون مادة يُنتفع منها كل من يريد تعلّم اللغة والأدب والتحلّي بصفات العرب الحميدة والتزام أخلاقهم السامية، فجمع الأصمعي في الأصمعيات ما يناسب ذوقه ويحقق رغبته ويلبي حاجات عصره في التربية، وانتهج في اختياراته نهج المفضل الضبي صاحب المفضليات من حيث التبويب والترتيب والانتقاء، لكنّها اختلفت عن المفضليات بعددها وطول مقاطعها.[٣]

المراجع

  1. أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، المعلقات السبع، صفحة 6-8. بتصرّف.
  2. ميساء صلاح وداي السلامي, لغة الشعر في المفضليات, Page 6,10. Edited.
  3. كوثر ھاتف كريم عبد الرضا الشيباني، لغة الشعر في ديوان الأصمعيات، صفحة 26,27. بتصرّف.