موضوع تعبير عن اختيار الأصدقاء

الصديق روحٌ إضافية يحيا بها الإنسان، وقلبٌ ينبض بالوفاء والإخلاص، فالصديق الحقيقي لا يُشترى بالمال ولا بالكلمات، بل هو قدرٌ يسوقه الله لمن يشاء، وهو زهرة منتقاة من بستان الحياة الذي يغصّ بالكثير من البشر، فالبعض يُحسن اختيار أصدقائه، فيقطف من بستان الأصدقاء أجمل الزهور والثمار، والبعض يختار أصدقاء السوء فيختار الشوك بدل الثمر، ويقع في ندمٍ شديد فيما بعد، والبعض يقع في مطبّ قاتل فيقع في ودّ صديقٍ متلوّن يقطر لسانه عسلًا لكن قلبه لا يُضمر الخير أبدًا، والبعض يختار صديقًا ماكرًا كالثعلب، يجرّه إلى الهلاك والسوء، فالصاحب يسحب بيد صديقه إلى حيث يُريد، وتأثير الأصدقاء على بعضهم البعض حقيقة لا يمكن إنكارها.

على كل شخصٍ أن يختار من يُخالل وأن يتريّث في اختياراته وأن يُمعن فيها النظر جيدًا، فالصديق ليس بضاعة تُستبدل ولا هو ظرفٌ طارئ يتخلص منه الإنسان بلحظة، فالصديق من عادته المكوث مع صديقه، وهذا يُبرز الأهمية الكبرى لاختيار الأصدقاء بالشكل الصحيح، وأول ما يجب الانتباه إليه هو الأخلاق، فالأخلاق زينة الإنسان، والصديق الذي يحمل الأخلاق النبيلة والصفات الراقية ينقل أخلاقه لصديقة دون أن يشعر، كما يجب أن يكون الصديق ملتزمًا وقريبًا من ربّه، فالتمرّد والانحراف مثل المرض المعدي، ينتقل بين الأصدقاء ويُصيبهم، وإن لم يكن الصديق سويًا وملتزمًا، فلا بُدّ من الابتعاد عنه وتغيير الدرب الذي يسير فيه.

عند اختيار الصديق لا بُدّ من البحث عن غاية سامية من الصداقة، فالصداقة القائمة على حب الخير والإيثار للصديق، هي بحق صداقة قائمة على قاعدة ثابتة وأصلٍ متين، أما الصداقة القائمة على الغيرة والحسد هي صداقة هشّة لا خير فيها ولا فائدة منها، وعلى كل شخصٍ أن يستفتي قلبه في صديقه وأن يختبره بتجرّدٍ وحذر ليعرف ما إن كان اختياره صحيحًا أم لا، فالشعور بالوحدة والبقاء دون صديق، خيرٌ من صديقٍ يملأ حياة صديقة نفاقًا وفوضى، والعبرة في نوعية الأصدقاء وليس في عددهم، والعبرة أيضًا في شخصياتهم وانتماءاتهم، فصديقٌ عاقل واحد خيرٌ من عشرة أصدقاء جاهلين لا يحفظون العهد.