موضوع تعبير عن فضل الوطن علينا
الوطن مساحة صغيرة بوسع الكون، وهو الحضن الكبير الذي يحتضن أبناءه ويُعطيهم كل ما فيه من خيراتٍ دون أن ينتظر منهم إلا أن يصونوه ويُحافظوا عليه، ففضل الوطن لا تتسع بضعة سطورٍ لذكره، ولا تكفي الكلمات لوصفه، فالوطن أكبر من أن تحتويه الكلمات، وارتباط الإنسان بوطنه ارتباطٌ نابعٌ من الأعماق، وهو ارتباطٌ فطري يُخلق معه ويكبر يومًا بعد يوم، فالوطن هو الذي يُعطي الهوية والكيان والانتماء للإنسان، وهو الذي يضم أبناءه في حياتهم ومماتهم، وهو مستقرّهم الذي يكبرون فيه وينعمون بالأمن والاطمئنان.
من عظيم فضل الوطن على أبنائه أنه يُمثل السند المنيع لهم، فالإنسان بلا وطن يشعر بالضياع والخوف وعدم الاستقرار، لهذا فإنَّ الجميع ينتمي لوطنه دون تفكيرٍ أو تخطيط، لأنه يجد نفسه منتميًا له ولترابه وسمائه بشكلٍ فطري، لأنه يعرف جيدًا أنَّ الوطن هو الأم الحنون التي لا تُضيع حق أبنائها أبدًا ولا تتنازل عنهم، ومهما تغرّب الإنسان أو ابتعد عن وطنه، لا بدّ أن يعود له وأن يشعر بالحنين إليه في كل وقت، فالإنسان لا يشعر بحريته الكاملة إلا في وطنه، وهو الذي يُعطيه الحرية والاحترام لأنه جزءٌ من حضارته ومستقبله.
فضل الوطن لا يقف عند حد، فهو يكفل حقوق أبنائه في كل مكانٍ وزمان، فالإنسان الذي لا يملك وطنًا هو إنسان مهضوم الحقوق، لأنَّ الوطن يفتح له الأبواب والآفاق ويجعل منه كائنًا محترمًا، كما أنَّ الوطن يتكفل بحماية أبنائه في الداخل والخارج، ويُقدّم لهم خدمات التعليم والعمل والصحة وممارسة الشعائر الدينية والأنشطة الترفيهية وغير ذلك، كما أن الإنسان يكتسب من وطنه جميع عاداته وتقاليده وتراثه، ويتعلّم منه كيف يبني مستقبله، ويُعزز لديه الانتماء إليه، لهذا يجب على الإنسان أن يجعل وطنه في قمة أولوياته، وأن لا ينسى فضله عليه أبدًا، فحتى الطيور والحيوانات تنتمي إلى أوطانها وتعود إليها مهما هاجرت، وكما قال الشاعر في حب الوطن: “لا شيء يعدل الوطن”.