موضوع تعبيرعن الطبيعة

الطبيعة عالمٌ من الدهشة والجمال، بل هي كونٌ من الأسرار التي أودعها الله -سبحانه وتعالى- في جميع مخلوقاته التي تحتضنها الطبيعة، فهي بمثابة صندوقٍ واسعٍ تختبئ فيه جميع مكوّنات الطبيعة من نباتات وحيوانات وجبال وسهول وطيور وعواصف وغير ذلك الكثير، فالطبيعة منحة الله لمخلوقاته، وهي أمانةٌ في عنق الإنسان، لأنّ كلّ ما فيها مسخرٌ له ولخدمته، فإن مسّها تلوثٌ أو خلل ما، فإن الخلل في الغالب سببه الإنسان المستهتر بهذه الطبيعة.

التأمّل في الطبيعة يمنح شعورًا بالراحة والسكينة والأمان، ففطرة الإنسان تتعلّم في أحضانها، لهذا تُعلّمه الحياة على أصولها، وتُعطيه دروسًا في كيفية التعامل مع الأحداث، وتُعلّمه إصلاح نفسه، كما أنها تُعلّمه القوة والضعف في الوقت نفسه، فالطبيعة فسحة مليئة بالأمل والتفاؤل والحياة، وفي ذات الوقت مليئة بالوحشة التي تسكن في كثيرٍ من مكوناتها، ولا غرابة أبدًا من أنّها تثور أحيانًا وتهدأ أحيانًا أخرى، ولهذا تُعدّ الطبيعة أكبر ملهمٍ للإنسان، ونالت حظًا وافراً في كتب الأدب والشعر، حيث وصفها الشعراء والأدباء بكلماتهم، ووصفوا إحساسهم وهم بين أحضانها، كما وصفوا تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، مُعرّجين على ذكر الشجر والحجر والطير والحيوان وحتى التراب.

الطبيعة نعمة كبيرة يجب صيانتها والحفاظ عليها، خصوصًا في ظلّ الاعتداءات الكثيرة التي تشوّه جمالها، فالتطوّر الذي شهده العالم يُعدّ من أكبر أعداء الطبيعة، ورغم الفوائد الكثيرة له إلّا أنّ الطبيعة كانت الخاسر الأكبر، خصوصًا أنه جاء مصحوبًا بالملوثات الكيميائية والصناعية المختلفة، كما قضى على ملامح الطبيعية الأساسية، فأصبحت وكأنّها محاطة بسجنٍ كبير، بحيث لا تستطيع أن تأخذ حريّتها في التمدّد، وانحصرت في أجزاءٍ صغيرة من كوكب الأرض، لهذا تحتاج الطبيعة إلى عقولٍ واعية تعرف قيمتها وتُقدّرها، وتُحافظ على جميع ما فيها من كائناتٍ حية وبحار وصحارٍ وسهول وجبال ووديان.