كيف أكتب قصة للأطفال

كيفيّة كتابة قصّة للأطفال

لقد عرف المثقّف العربيّ أنّ تلك القصص المترجمة للأطفال لا تهبهم الفائدة التي يطمح إليها الأهل ويرجون أن يحصل عليها طفلهم، فالطّفل العربيّ يحتاج إلى القصص التي تتحدّث عن عالمه، القريبة من بيئته، والتي تتكلّم بلغته وعن شعبه ودينه، فتؤكّد على عادات أهله وتقاليد بلده، ولذلك لن تفلح القصص المترجمة في إثراء معرفته عن هذه الجوانب، على الرّغم من نجاحها في حثّ الطّفل على التّصرّف السّليم، فالأخلاق الحميدة سمةٌ مشتركةٌ لأهداف قصص الأطفال في كلّ الّلغات.

عناصر كتابة قصص الأطفال

الشّخصيّات

أهمّ عناصر القصّة هم أبطالها، فالطّفل بطبعه يبحث عن أبطال يقلّدهم، فلابدّ أن تمتلك الشّخصيات أسماء من بيئة الطّفل، وتمتاز بصفات متنوّعة، فمن الحكمة وجود أطفال سمر وآخرين بيض، أصحّاء ومرضى، ليتعلّم الطّفل تقبّل الاختلاف، ويجب أن ترتقي شخصيّة من شخصّيات القصّة إلى درجة البطل، ليتركّز اهتمام القاصّ والطّفل عليها عند الكتابة والقراءة، كما يجب أن يتمتّع هذا البطل بصفات مميّزة لكن غالباً ما يفضّل ألّا يكون البطل خارقاً، فعلى الطّفل أن يتعلّم أنّ الأخلاق الحميدة في متناول الجميع، كما يفرح الأطفال عندما يتحدّث في قصصهم الحيوان فليس شرطاً أن يكون البطل طفلاً أو إنساناً، فالطّفل لا يهتمّ بنوع بطله بل يهتمّ بأفعاله.

الحبكة

الحبكة هي أحداث القصّة وليس المقصود بها العقدة كما يظنّ البعض، أي أنّها ترتيب أحداث القصّة حسب رؤية القاص؛ وكما يقرأها القارئ.

السّرد والحوار

تحتاج قصص الأطفال كما الكبار إلى الحوار والسّرد، ويفضّل الايجاز والاختزال أكثر في قصص الأطفال، فهم سريعو الملل، وسيساعد الحوار الطّفل على فهم الأحداث والتّعايش معها.
وهذا يختلف حسب الفئة العمريّة التي ستتوجّه لها القصّة، فإن كان السّرد للأطفال فوق سبع سنوات وجب الايجاز، وعلى القاص الاعتماد على الحوار المباشر، أمّا قصص الأطفال تحت سنّ الخامسة يحتاج الطّفل إلى قارئ فعلى القاص الاختصار أكثر بحجم النّصّ وكلماته. وإن قرأ الأب أو الأمّ أو أيّ شخص آخر فعليه أن يعتمد التّشويق بطريقة القراءة، ويمكن أن يختصر ويتكلّم بلغته أحياناً، فالطّفل سيحبّ أن يقرأ له القارئ بالعاميّة لكن الأفضل أن يُقرأ النصّ كما هو، فمن البداية يجب أن ينجح القاصّ في الكتابة بلغة سليمة يدركها الأطفال بلا جهد.

المغزى والفكرة والقيمة

دائماً ما تكون القصّة محصورةً ضمن هدفٍ ما، فالقاصّ يرغب أن يخبر الطّفل عن أمر مهمّ، ثيمة، أو حكمة، أو فكرة يرغب أن يقنع الطّفل بمدى أهميّتها في هذه الحياة، لكن من أهمّ أساليب التّدريس أو التّربية بشكل عام ألّا يتمّ تلقين الطّفل أو فرض الأوامر عليه، ولذلك يحاول القاصّ أن يمرّر للطّفل غايته عبر القصّ، فلو سُئل الطّفل بعد نهاية القصّة عن هدفها ورأيه بتصرّف أبطالها سيخبر السّائل أنّ الفعل الإيجابيّ هو الصّحيح، دون أن يُفرَض عليه ذلك.