كيف تكتب السيناريو
السيناريو
السيناريو المكتوب هو نوع خاصّ من الكتابة لا يدخل في نطاق الكتابة الأدبية، حيث يكون الهدف الأساسي منه هو إخراجه سينمائياً أو تليفزيونياً ويتمّ عرضه للمشاهدين بالصوت والصورة، يمثل السيناريو في ذلك المرحلة الأولية من العمل حيث يتضمّن المشاهد مدوّناً فيها شكل الديكور والصوت والإضاءة والحوار بين الممثلين، وكتابته تتطلب تنظيماً خاصّاً، حيث يوجد لها طريقتين أمريكية وفرنسية يمكن للكاتب اختيار ما يريد منهما أثناء الكتابة، إلا أنّ الأشهر الكتابة بالشكل أو التقسيم الأمريكي.
طريقة كتابة السيناريو
- في البداية على الكاتب تجهيز خط سير الأحداث قبل الشروع في الكتابة التفصيليّة عن طريق كتابة ملخّص للفيلم في بضعة ورقات، وترجع أهمية إعداد الملخص إلى تسريع العمل في حالة التوقّف ثمّ العودة مرة أخرى.
- ينقسم سيناريو الأفلام أو المسلسلات بشكل عام إلى ثلاثة أقسام كما في المسرح، بداية وذروة ونهاية، ويجب على الكاتب تجهيز تلك المعلومات ووضع خطة الكتابة وتقسيمها بما يتناسب مع تلك المعطيات إن كان سيلتزم بها، حيث إنّ بعض السيناريوهات تترك النهاية مفتوحة.
- يتمّ تقسيم الورقة إلى رأس وجسد، في رأس الورقة تكتب المعلومات الخاصّة بالمشهد وهي رقم المشهد وتوقيت حدوثه ومكانه (داخلي/خارجي)، وتحتهما يكتب مكان المشهد، أمّا بقية الورقة وهي جسد المشهد فيتمّ تقسيمها طولياً ثلث وثلثين، في الثلث على اليمين تتم كتابة المعلومات المتعلّقة بالصورة، وتضمّ: وصف الشخصيات، والحركة، والديكور، والإضاءة، وفي الجزء المتبقّي الذي يمثل الثلثين تتم كتابة المعلومات المتعلقة بالصوت: الحوار، والمؤثّرات الصوتيّة، والموسيقى التصويريّة، والتعليق الصوتي.
- توجد العديد من التقنيات التي يمكن كتابتها على رأس الصفحة أيضاً، حيث يكتب “فلاش باك” في حالة العودة بالزمن إلى الوراء، أو “قطع متبادل” في حالة المشاهد التي تدور في نفس الوقت ولكن في مكانين مختلفين كالمحادثات الهاتفية.
- أسلوب اللغة في كتابة السيناريو يعتمد على توضيح الصورة والمشاهد فقط، لذا لا يجب على الكاتب إرهاق نفسه في البحث عن كلمات شديدة البلاغة لتوضيح المعنى، بل يفضّل الوصف البسيط، كذلك يمنع تماماً استخدام الأساليب البلاغية مثل التشبيهات والتورية التي تحتمل التأويل المزدوج من منفذي العمل، كما تكتب الأحداث دائماً في السيناريو بصيغة المضارع.
- عند كتابة الحوار يجب مراعاة عدّة نقاط هامّة، وهي أنّ الحوار يجب دائماً أن يقدم معلومات للقارئ عن طبيعة الشخصيات وعن سير الأحداث، كما يجب أن يكون شيّقاً وغير مملّ أو سطحيّ وكذلك غير مستغلق، فالنظريّات العلمية أو الأحداث التاريخيّة التي ترويها إحدى الشخصيات على سبيل المثال يجب أن تحكى بشكل جذاب، كذلك يجب أن تكون لغة الحوار مناسبة لطبيعة الشخصية، فمن غير الطبيعي أن يحكي شخص متوسّط التعليم عن النظريات الفيزيائيّة.. إلا في حالة كونه عبقرياً في سياق الأحداث.