تعبير عن أفضل صديق

تعبير عن أفضل صديق

لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ

بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ

إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ

أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ

ترددت في بالي هذه الأبيات عندما رأيت أحمد صديقي الصدوق ذا الوجه الوسيم، والعيون السوداء، والقامة الطويلة مقبلاً عليّ من بعيد، فما زلت أذكر تلك اللحظات التي جمعتني به أيام الدراسة الجامعية، فقد كانت أجمل أيامنا تلك التي قضيناها مع بعضنا حينها، كانت أياماً تقاسمنا فيها السرور والحزن، والراحة والتعب، كنت آراه وأتحدث إليه فيتبدد كل شعور سيء بوجوده، ويزول كلّ أمر صعب بحكمته، إنّه نعم الأخ، ونعم الصديق، لم يتخلف يوماً عن موعده، ولم يبخل بمساعدته لي في موادنا الدراسية يوماً، وكان لي سنداً فيما مررت به من ضائقات مادّية، فلطالما كان مثلاً للمساعدة دون مصلحة، وأذكر أنّه لم يتوانَ يوماً عن الوقوف إلى جانبي في ظروفي السهلة والصعبة، لم يعاتبني يوماً على ما بدر مني من تقصير تجاهه، بل كان يلتمس لي العذر في كل أموري، أتذكر كيف كان يحثني على فعل الخير بمودّة ولطف، وينصحني بالابتعاد عن المنكرات بحكمة ولين، لقد كان حقاً نِعم الرفيق ولا زال كذلك.

إنّ أفضل صديق؛ من يحفظ السر فلا يبوح به، ومن يسدي لك النصح دون مقابل، وهو الذي إن أخطأ اعترف واعتذر، وإن أساء صديقه صفح عنه وسامحه، وهو الصديق الذي لا يتغيّر بالزمان ولا يتحوّل بالمغريات، هو السعادة عند التعاسة، والأمن عن القلق، والراحة عند التعب، إنّه صادق الوعد الذي لا يخذل، وهو وفيّ لا يخون، إنّه طيب القلب وحسن السمعة، والصديق الحقيقي يتحلّى بمكارم الأخلاق، وصالح الأفعال وصدق الأقوال، وهو من يكتم عيب صديقه، ويصونه في غيبته، ويذكره بأحسن الأوصاف، ويُسرَّ لسروره، إنّ الصديق الصالح هو الذي يقود صاحبه إلى النجاة في الدنيا والآخرة؛ إذ يقول رسولنا الصادق ((المرءُ على دينِ خليلِه فلْينظرْ أحدُكم من يخاللُ))[١] حتى إنّ الله ضرب لنا أروع الأمثلة في صحبة أبي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ).[٢] فالصديق يصدق صاحبه ولا يكذّبه، وينصره في الظروف الصعبة، وإن كان مغلوباً.

الاحتفاظ بالصديق واجب مشترك بين الأصدقاء؛ فحفظ الود والصداقة يبدأ بتقبل الآراء والاختلافات فلا خلاف يفسد الصداقة، وبتقبُّل نصح الصديق دون حساسية؛ ذلك لأنك تثق به وبحبه للخير لك منذ اختياره ليكون صديقاً، فالصديق مرآة صديقه يدلّه على عيوبه ليتفاداها وعلى الخير فيه ليطوّره، والصداقة تقتضي المصارحة لاستمرارها، كما أنّ الصداقة لا تعني فحش القول وتوجيه الشتائم للصديق للدلالة على متانتها، بل علينا أن نحسن القول دوماً وألّا نذكر أصدقاءنا إلّا بما يحبّون من ألقاب، فلنحسن اختيار أصدقائنا ليكونوا لنا عوناً عند الحاجة وشفعاء في الآخرة.

فيديو عن أثر الصداقة على الصحة

للتعرف على المزيد حول الموضوع شاهد الفيديو

المراجع

  1. رواه الزركشي (البدر)، في اللآلئ المنثورة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 89، حسن .
  2. سورة التوبة ، آية: 40.