موضوع تعبير عن العائلة

موضوع تعبير عن العائلة

قال تعالى:
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ)
[سورة النّحل: 72]

عندما خلق الله أبا البشرية آدم عليه السلام لم يخلقه وحيداً، بل خلق له من ضلعه زوجة تؤنس وحدته، وتقضي على وحشته، وتكثُر من نسله، فكانت تلك أول لبنة وضعها الله عز وجل في حياة البشرية لإعمار الأرض بالسعي في مناكبها، والوقوف على مظاهر النقص فيها لسدّها.

العائلة هي أساس المجتمعات والسر الإلهي الذي وضعه الله فيها لإحيائها، فالأسرة هي نواة المجتمع وليسوا الأفراد متفرقين، وهي المسار السليم الذي وضعه الله تعالى لتكاثر ابن آدم ليحدد به غريزته، وهي أداة حفظ النسل من الضيّاع، كما أنّها الحيّز الذي تُخلق فيه عواطف الأمومّة والأبوة بدفئها، فليس أجمل من علاقة الدفء التي تجمع الوالدين بأولادهما، وعلاقات التعاون والمحبّة والبر التي تتجلى في طاعة الأبناء لآبائهم، ففي العائلة يحرص الآباء على تربية أبنائهم تربية سليمة ليصبحوا قادة المستقبل، ويعملوا على تلبية حاجاتهم النفسية والمادية بشتى الطرق، في الحين الذي يجب على الأولاد فيه طاعتهم واحترامهم ومساعدتهم في كل ما يستطيعون، حتى تغدو الأسر متماسكة وتؤدي دورها في المجتمع.

العائلة كالشجرة الحانية التي يجتمع في ظلها الأفراد، لذا لا بدّ لنا من الحفاظ عليها، ويبدأ هذا من علاقة الزوجين ببعضهما البعض واحترامهما لبعضهما، وحنوّهما على الأبناء، وتوعيتهما إياهم بحقوقهم وواجباتهم، وحرصهما على أن يربّيانهم تبعاً لما يرضي الله، وأن يُنفقا عليهم من الرزق الطيب، ومتابعة ما يستخدمونه من وسائل اتصال تكنولوجيّة وتوجيهها لاستخدامها فيما هو مفيد وبعيد عما يهدم الأسر والعلاقات.

فما أجمل أن تسود عوائلنا قيم الصلاح والمسؤولية والعفاف، وأن يُراعى في حل ما تتعرض له من مشاكل وأزمات الحكمة والتَّفهم والروية؛ لنكون خير أمّة أخرجت للناس، ولنؤدي ما أوكله الله إلينا من أمانة على خير وجه، فالأسرة مصنع الرجال وبذرة المجتمع الذي إن صَلحت صَلُح، وإن ساءت أضحى لا خير فيه.