تعبير عن النظافة

تعبير عن النظافة

“امتناعك عن إلقاء القمامة في الشارع يعني توفيرك انحناءة لظهر عامل النظافة، فهل من إحسان لديكم؟!”

هل هنالك أفضل من بيئة نظيفة تُجمّل أيّامنا، وتعكس عنا أبهى منظر؟ فالنظافة هي التي تُشكّل صورة عنّا، فإن لم يكن كذلك فلماذا حثّ عليها الله تعالى في كتابه الكريم حين قال: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)؟ (المدثّر: 4)؛ فالنظافة وما تعنيه من نقاء البدن والمكان والحاجيات من الدنس والأوساخ هي ما دعى إليها الدين الحنيف في هذه الآية؛ لما لها من أثر بالغ في تحسين أنفسنا وكلّ ما حولنا، وجعل كلّ ما يحيط بنا نقيًا وخالياً مما يمكن أن يلوّثه، فنعيش فيه سعداء هانئين تملؤنا الراحة النفسيّة، متنفسين الهواء النقيّ ومتمتعين بالجو الرائق!.

إنّ النظافة هي الانطباع الأوّلي الذي نأخذه عن الأشخاص والأشياء، فكيف يمكن أن نرى الجمال الحقيقي لشخص أو لمكان إذا لم يكن يشعّ بالنظافة؟ فللنظافة أهميّة اجتماعية تكمن في عكس صورة مشرقة عن الشخص المقابل وتعزيز تقبّلنا له، وأهمية نفسيّة تتمثل في تحقيق الشعور بالراحة والثقّة للشخص الذي يهتم بنظافة نفسه ونظافة المكان والمقتنيات من حوله، بالإضافة إلى أهميّة صحيّة تتمثل في حماية الجسم من الأمراض، فكم من الأشخاص الذين يلقون حتفهم حول العالم كل عام بسبب الأوبئة التي يسببها التلوث وانعدام النظافة؟

نظافة الأوطان

على مدى الأزمان ِ

ترقى بها وتعلو

مكانة الإنســان ِ

ودونها يعانـي

مرارة الهــوان ِ

تخلف العقـول

وعلة الأبــدان ِ

نظافة الإنسان الشخصيّة تقوده لما هو أكبر من ذلك وأعمق، فالحفاظ على هذا النوع من النظافة يقودنا إلى الحفاظ على نظافة أوطاننا بما فيها من شوارع وحدائق وباحات، فلا نلقي من النفايات ما يتسبب في انحناءة ظهر عامل الوطن الشريف الذي يكدّ ليحصل على قوت يومه، كما يقودنا إلى الارتقاء في فكرنا وما يحويه من قناعات وقيم، فكما يقول جورج برنارد شو: (ما أجمل النظافة ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا!).

على الأهل أن يزرعوا قيمة النظافة وأهميتها في أولادهم منذ الصغر، وأن يعملوا على إكسابهم مبادئ النظافة المتمثلة في الحرص على غسل اليدين، والاستحمام بشكل دوري، وتنظيف الأسنان، وتسريح الشعر، وقص الأظافر، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة الملبس والمسكن وما يملكونه من مقتنيات، كما إنّ على المدارس متابعة هذا الدور المهم أيضاً، والحرص على زرع هذه القيم العظيمة فيهم، وحثّهم على الالتزام بها من خلال عمل الأنشطة المسليّة والمفيدة التي توصل لهم هذه الرسالة، وتفيدهم ليشكّلوا جيلاً واعياً يعكس حضارة مزدهرة، ويكون قدوةً برقيّه للجميع.