موضوع تعبير عن وطني
وطني الحبيب
“آه، أيّ وطن رائع يمكن أن يكون هذا الوطن، لو صدق العزم وطابت النفوس وقلّ الكلام وزاد العمل!.” (الطيّب صالح)
وطني أيا أبهى الأماكن بكلّ ما فيه؛ أراضيه، وسمائه، وبحاره، وشعبه، وتراثه، وطني يا من تعلّمني أسمى معاني الحياة والعزة والإباء، والتي لا يدرك قيمتها إلا من يفتقدك، ويا من أسير من أجله في دروب التطور والتقدم، ففيك يا وطني الحبيب أجد قرب الأحبة والاستقرار، أجد الدفء والأمان والحريّة، فأنتَ يا وطني كالأم التي تحتضن أبناءها ولا تتخلى عنهم مهما كانت الحال، فالغصن اليابس فيك يعادل مروجاً من الخضرة والورود في أي مكان غيرك.
إنّ قيمة وطني لا يمكن أن تُحصر في بضع كلمات، ولا يمكن أن تستطيع اللغة بكلّ ما فيها من عبارات وصور فنيّة أن تصف روعته وبهاءه، فحبّي للوطن يسكن القلب والروح، وجماله يتخطى الأماكن كلّها، ففيه الخيرات الوفيرة، وفيه تشرق الشمس كلّ نهار، معلنةً بدء أمل يحييه في نفوسنا بكلّ ما يمنحه لنا من فرص جديدة تحقق لنا أحلامنا وطموحاتنا، وتشجعنا على تنمية مواهبنا لاستثمارها لخدمة هذا الوطن والنهوض به والمحافظة عليه، لردّ ولو جزء من جميله علينا، فيا وطني دمتَ لي سكنًا هانئًا، لا أملّ منه أبدًا أو أتخلى عنه مهما مرّ بي الزمان.
لا توجد سعادة حقيقيّة نابعة من أعماق القلب إلا في وطني، فوطني هو فخري واعتزازي، وطني قبلةٌ على جبين الأرض، وطني هو الحبّ الخالص، وهو المجد العطاء غير المنقطع، إذ يقول الشاعر:
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراً لهُ
- فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
دمتَ ذخرًا يا وطني، دمتَ تربةً طيّبة نزرع فيك البذور بعملنا الدؤوب من أجلك، ونحصد الثمار الناضجة، لذا ومن أجل وطني يجب أن نكون يدًا واحدة تحافظ عليه وتحميه وتدرأ السوء عنه، فاجتماع العقول والسواعد والقلوب يبني الوطن، هذا الوطن الذي يبقى كما هو ولا يزول، مهما تغيرنا أو تبدّلنا أو ابتعدنا عنه، فهو باقٍ لآخر رمق، يفتح يداه وقلبه لنا إلى الأبد، اُحِبُّكَ وطني فأنت لي دليل، وسيظلُّ حُبّك في دمي.. لا أحيد عنه ولا أميل.. وسيظلُّ ذِكرُكَ في عقلي وقلبي على مدى السنين.