موضوع تعبير عن فضل الوطن

فضلُ الوطن

وطني لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه

نازعتني إليه في الخلدِ نفسي

الوطن هو المكانُ الذي ينتمي الإنسان إليه، والذي مهما ابتعد عنه يبقى دائمَ الحنين للرجوع إليه، وهو الذي يستفيد الإنسان من خيرات أراضيه من مياه وثمار وثروات طبيعيّة وغيرها الكثير، ففضله عظيم، وخيره وفير، كيف لا وهو الذي يحمينا ويوفر لنا كرامة العيش، ويمنحنا من الاستقرار والطمأنينة والدفء ما لا يمنحه لنا أيُّ مكان آخر على هذه البسيطة؟

حُبّ الوطن فطرة موجودة في قلب كلّ شخص سكن وترعرع وعاش فيه، فلا يقوى على مغادرته ولا ينسى ما يقدمه له دومًا، فالإنسان المنتمي لوطنه بشكل صادق يظلّ دائم المحاولة بالمحافظة عليه، وفعل ما يساهم في تطوّره وارتقائه، والحرص على طلب العلم في سبيل النهضة ونشر الثقافة والوعي لمن حوله، لينشأ جيل ناضج واعٍ بأهميّة بناء الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعته، جيل مسؤول يحمل همّ الوطن ويرعاه، ويساند أفراده بعضهم ويساعدون من يحتاج للمساعدة، ليكون وطنًا يعكس الحضارة والخُلق الرفيع، ويكون أبناؤه متكاتفين دومًا كالجسد الواحد.

إنّ للوطن أهميّة عظيمة للإنسان، فلا يهنأ بالعيش من كان بلا وطن، ولا يستلذّ بأمر من شرّدته السُبُل، لذا من واجبنا أن نعمل لعمارته وإقامة الحقّ والعدل فيه، ونحن نجد أهميته العظيمة في ديننا الإسلاميّ إذ قال سبحانه وتعالى على لسان نبيّنا إبراهيم عليه السلام في قرآننا الكريم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ ) (سورة البقرة: 126) فهذا يدلّ على حبّ إبراهيم عليه السلام لوطنه وتعلّقه به، فنجده يرجو له الأفضل ويدعو الله تعالى ليجعله بلدًا آمنًا مليئًا بالخيرات لأهله، فنتعلّم من ديننا الكريم كيف نحبّ الأوطان ولا ننسى فضلها علينا.

عزيزٌ أنتَ يا وطني، فكما يُقال: “إنّنا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمّهاتنا”، فأنتَ الذي نحيا فيه ومن أجله، وأنتَ الذي مهما رأينا من جمال الأماكن إلا أنّك تبقى الأجمل في قلوبنا وعيوننا بكلّ ما فيك، وأنتَ الفخر الذي نشعر به كلّ يوم ونتعلّم مما شهدت أرضه من بطولات أجدادنا، فدمتَ لنا أيّها الوطن الغالي.