مراحل تحليل نص فلسفي

النصّ الفلسفي

النصّ الفلسفي هو عبارة عن بنيةٍ معنويّة، تتمثل في نسيجٍ من المعاني والمفاهيم متكاملة العناصر ومتداخلة، بحيث تتوحّد الأفكار والمعاني لتدور في فضاء محورٍ إشكالي، ويكتسب دلالته من خلال نصٍ فلسفيٍ محدد، بحيث ينتمي إلى بيئةٍ ثقافيّةٍ وتاريخيّة محددة بحيث يتمّ بناء النص من خلالها.

كما هو معروفٌ فإنّ النص الفلسفي يبحث في إشكاليّةٍ معيّنة سواء كانت معلنة أو ضمنيّة (وحدة الإشكال) بحيث تتضمن موقفاً واحداً محدداً من هذه الإشكاليّة، ويبرهن عليها عبر عددٍ من المراحل المتكاملة والمتدرّجة.

خصائص النصّ الفلسفي

يمتاز النص الفلسفي بعددٍ من الخصائص التي تميّزه عن غيره من النصوص الأدبيّةِ والدينيّة والعلميّة، وهذه الخصائص هي:

  • النص الفلسفي هو عبارة عن نصٍ إشكالي، وهذا ما يدعو الباحث للتفكير في الإشكاليّة، بحيث إنّ هذا النصّ لا يقتصر في أهدافه إلى مجرد الإخبار، بل إنّه يبعث على طرح التساؤل، إضافةً لاستدعاء نقد الباحث أو القارئ.
  • النص الفلسفي عبارة عن نصٍ مفهومي: وهذا يعني أنهّ يتكوّن من حقلٍ دلالي، من شبكةٍ من المفاهيم المراد تحديد دلالاتها ومجال استخدامها، إضافةً لضبط علاقاتها.
  • النص الفلسفي هو نصٌّ حجاجي: أي أنّ من إهدافه إقناع القارئ بالأطروحة المتعلّقة بالإشكاليّة التي تمّ طرحها، وذلك عن طريق استخدام تحليل استدلالي مدعّمٌ بكافة الحجج.

مراحل تحليل النصّ الفلسفي

للقيام بتحلي نصّ فلسفي يتوجّب الوصول لمرحلتين، هما:

مرحلة الفهم

يتم الوصول إلى هذه المرحلة باتباع ما هو آتٍ:

  • قراءة النصّ الفلسفي لمراتٍ عدّة.
  • القيام بضبط المصطلحات والمفاهيم الفلسفيّة.
  • القيام بتقسيم النصّ وفقاً للعبارات الواردة فيه وكافّة دلالاتها عن طريق استخدام جدول خاصّ يستخدم في المرحلة التالية.

مرحلة التصميم

أو البناء تكون وفقاً للخطوات التالية:

  • طرح الإشكاليّة: وذلك من خلال إجراء تمهيد بشكلٍ عام ليخدم الموضوع او الإشكاليّة المطروحة، إضافةً لتحديد انتماء النص سواء كان بحثاًَ في القيم أو في المعرفة أو في الوجود أو السياسة أو علم النفس أو الاقتصاد وغيرها.
في هذه النقطة يجب إبراز العناد الفلسفي المتمثل بالدوافع لكتابة النص، إضافةً للتعريف بصاحب النص (إن كان فيلسوفاً معروفاً) مع ذكر نزعته وعدد من أعماله وكتبه، ومن ثمّ صياغة الإشكاليّة بشكلٍ واضح، بحيث يتمّ استغلال كافة العبارات التي تدلّ على الإشكاليّة في طريقة صياغتها.
  • محاولة حل الإشكاليّة: يتمّ هنا استخراج الفكرة العامّة أو أطروحة هذا النص، مع ذكرٍ لموقف كاتبها من تلك الإشكاليّة بالإستعانة بكافة العبارات الدالّة على الموقف والمستخدمة في الجدول الذي تمّ تنفيذه في المرحلة الأولى، إضافةً لبعضٍ من الأقوال الفلسفيّة الواردة في النص والمراد شرحها.
يأتي لاحقاً بيان الحجج والأدلة الواردة، بالاستناد إلى الجدول في خانة العبارات الدالة على الدليل والحجّة، سواء كانت حجّة واقعيّة أو علميّة أو عقليّة أو تاريخيّة أو قوليّة أو نقليّة، وفي النهاية تتمّ الصياغة المنطقيّة لتلك الحجة، إضافةً إلى طرح عدد من المواقف الفلسفيّة المساندة لموقف كاتب النص، مع ذكر أسماء هؤلاء الفلاسفة وأقوالهم المساندة، ويتمّ طرح المواقف الفلسفيّة المعارضة والمناقدة لموقف كاتب النصّ، ويتم بعدها ذكر أسماء الفلاسفة المعارضين وأقوالهم وكافّة الحجج التي استندوا عليها.
في النهاية يأتي دور الرأي الشخصي للباحث في القضيّة المطروحة، مع الإشارة إلى عددٍ من الأمثلة المأخوذة من الواقع، ومن ثم حل المشكلة عن طريق استخلاص النتائج والإجابة عن الإشكاليّة المطروحة.

فيديو فتاوى أرسطو

بم كان أرسطو يفتي؟ وماذا يعني تطهير النفس بالفلسفة والرياضيات كما يقول أفلاطون؟ :