تعبير عن العمل
مفهوم العمل
يمكن تعريف العمل بأنّه: مجموعة مُحدَّدة من المسؤوليّات، والواجبات التي يتطلَّب إنجازها الالتزام بشروط مُعيَّنة تتَّفق مع أهمّيتها، ونوعها، وهي تسعى إلى تحقيق الأهداف التي وُجِد العمل بهدف تحقيقها، كما أنّ العمل يُمثِّل الجهد الإنسانيّ المبذول في العمليّة الإنتاجيّة؛ بهدف إنتاج الخدمات، والسِّلَع، ويمكن تعريف العمل ضمن المفهوم الحديث بأنّه: الوسيلة التي تُمكِّن الإنسان من السَّعي في الحياة، وإشباع رغباته، وحاجاته المُتجدِّدة باستمرار، والوصول إلى بيئة اجتماعيّة صالحة، عن طريق العمل الجماعيّ المُنظَّم الذي يستدعي وجوده جملة من الأهداف المُحدَّدة؛ فالعمل هو عنصر أساسيّ في حياة الإنسان، وكلّ شيء في هذه الحياة مُرتبِط بطريقة، أو بأخرى بالعمل، كالعبادة، والأنشطة الحياتيّة، وقضاء الحوائج، والتواصل الاجتماعيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض المفاهيم المُرتبِطة بمفهوم العمل، حيث قد تُستخدَم في بعض الأحيان كمُرادف له، وأهمّ هذه المفاهيم:[١]
- المهنة: وتعني الجهد الذي يُمكن من خلاله معرفة إمكانيّة تطبيق المعرفة، والخبرة التخصُّصيّة المُكتسَبة في أحد مجالات المعرفة، أو العلوم، كما يمكن تعريف المهنة بأنّها: أيّ عمل يؤدّيه الإنسان مقابل أجر، ودون النظر إلى ما يملكه من خبرات، أو مهارات، أو مُؤهَّلات علميّة.
- الحِرفة، أو الصَّنْعة: وهي الأعمال التي تعتمد في أَصْلها على العمل اليدويّ، حيث تطوَّرت أساليب الإنتاج فيها، ممّا أدّى إلى استخدام الأدوات، والآلات، ومختلف الأساليب، والطرق الحديثة.
- الوظيفة: وهي عمل مُنظَّم يشتمل على مجموعة من المسؤوليّات، والواجبات، وهي تُلزم الشخص الذي يؤدّيها بمجموعة من الالتزامات المُحدَّدة مقابل حصوله على مجموعة من المزايا، والحقوق، كما أنّها تعتمد بشكل أساسيّ على وجود المُؤهَّل العِلميّ لدى المُوظَّف.
أهمّية العمل في حياة الإنسان
يُعتبَر العمل ذا أهمّية كبيرة في حياة الإنسان؛ فهو ما يُحقِّق أهدافه، ورغباته، وتتحدَّد أهمّية العمل في النقاط الآتية:[١]
- يُعتبَر العمل السبب الأساسيّ لنهضة الأُمَم وتطوُّرها.
- تحقيق الأجر والثواب للإنسان إذا أدّى العمل بنِيّة حسنة، ومارسه بإتقان، وحِرَفيّة.
- تحقيق كرامة الإنسان، وحفظها؛ فالعمل يُغني صاحبه عن الحاجة، وسؤال الآخرين.
- تحقيق ذات الإنسان، ورضاه عن نفسه، ممّا يُشعره بقيمة الحياة.
- الوصول إلى الأهداف، والرغبات التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها.
- تنمية المهارات الاجتماعيّة، وتعزيز قِيَم المشاركة، والتعاون مع الآخرين.
خصائص العمل
يتميَّز العمل بمجموعة من الخصائص التي تدلُّ على مدى أهمّيته في المجتمع، وأهمّ هذه الخصائص هي:[١]
- العمل نشاط واعٍ، وإراديّ؛ فمن خلال العمل، سيتمكَّن الإنسان من تطوير نفسه، وتغيير واقعه، وبإمكانه اختيار وتحديد مجال العمل الذي يرغب فيه، والمقارنة بين ما سيبذلُه من جهد، والعائد الماليّ نتيجة هذا الجُهد.
- العمل يتطلَّب بَذل الجهد، والوقت؛ فالعمل يحتاج إلى تقديم التضحية البدنيّة، والذهنيّة، بالإضافة إلى التضحية بجزء من الوقت، في سبيل وصول الإنسان إلى ما يصبو إليه.
- العمل مصدر للمُتعة، والسعادة؛ فالإنسان حين يعمل في المجال الذي يُحبُّه، ويميل إليه، سيشعر بالسعادة، والمُتعة عند تحقيق الإنجاز، والنجاح، ويدفعُه ذلك إلى تطوير مهاراته، وخبراته في مختلف المجالات.
- العمل نشاطٌ له غاية، وهدف؛ فلا بُدّ من أن يكون وراء العمل الذي نؤدّيه منفعة نهدف من خلاله إلى الوصول إليها؛ لتحقيق الرغبات، والأهداف.
أخلاقيّات العمل
يدلُّ مصطلح أخلاقيّات العمل على أنّ الفرد مسؤول عن العمل الذي يُؤدّيه؛ حيث يرتبط هذا المفهوم بالأفراد الذين يُمارسون أعمالهم بجِدٍّ، واجتهاد، وهم يُحسنون الصُّنْع فيما يعملون، وحتى يُحقِّق الفرد أخلاقيّات العمل على النحو الأمثل، فإنّه لا بُدّ من اتّباع الخطوات الآتية:[٢]
- الالتزام بمواعيد الحضور إلى العمل: حيث يُؤثِّر حضور، وانضباط الفرد في مواعيد العمل بشكل كبير في نجاحه، وتطوُّر عمل المُؤسَّسة، وعلى العكس من ذلك، فإنّ التأخير، والغياب عن العمل يؤدّي إلى ضَعف الأداء، وعدم المقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات، والمهارات. وللحفاظ على الحضور المُنضبِط، يمكن اللجوء إلى بعض الأساليب، كاستخدام المُنبِّه، وتنظيم وسيلة المواصلات، ومعرفة جدول الأعمال، والنوم بشكل كافٍ.
- الشخصيّة: إنّ المُوظَّف الذي يتوقَّعه صاحب العمل هو من يُحقِّق أهداف المُؤسَّسة، أمّا المُوظَّف الحكيم، فهو الذي يُنشئُ علاقة عمل جيّدة مع صاحب العمل، ويسعى إلى مساعدته في تحقيق النجاح، كما أنّ المُوظَّف المثاليّ يتخلّى بمجموعة من الصفات، كالأمانة، والوفاء، والمُبادَرة، والمسؤوليّة، والمقدرة على ضَبْط النفس.
- العمل الجماعيّ: إنّ العامل المثاليّ هو من يعمل مع الجماعة، ويتمتَّع بروح الفريق، ولا يسعى إلى نجاحه الشخصيّ فقط، بل يبحث عن نجاح الجماعة، والمُؤسَّسة ككلّ. وللتمتُّع بهذه السِّمة، يمكن اتّباع يعض الأساليب، كاحترام الآخرين، والتعاون، والعمل ضمن الفريق، وتقديم الخدمة، واحترام خصوصيّات الآخرين.
- المظهر الخارجيّ: يأخذ الناس الانطباع الأوّل للشخص المقابل من خلال مظهره؛ فنظافة اللباس، وترتيبه، يدلُّ على أنّ الشخص مُحترِف في عمله.
- إظهار المواقف الإيجابيّة: فالعامل المثاليّ هو من يُظهر المواقف الإيجابيّة، ويبدو واثق الخطوة، ويحمل آمال واقعيّة لنفسه.
- الإنتاجيّة: يجب على العامل المثالي أن يتمتَّع بالإنتاجيّة في العمل، ويتحقَّق ذلك من خلال المحافظة على الأدوات، والأجهزة، ومكان العمل، واتّباع الإجراءات الوقائيّة، وتتبُّع كافّة الإرشادات.
- مهارات التنظيم: يجب على العامل أن يُنظِّم وقته، ويُحسِّن إدارته، ويُحقِّق الانسجام في الحياة بين المنزل، والعمل.
- مهارات الاتّصال: يجب أن يتمتَّع العامل المثاليّ بمهارات اتّصال جيّدة، سواء كان الاتّصال شفويّاً، أو غير شفويّ، وأن يتعامل مع الآخرين كما يحبُّ أن يُعاملوه.
- التعاون: إذ إنّ العامل الجيّد يتَّصف بالمقدرة على حلّ المشاكل، وحُسن التصرُّف في حلّ النزاعات، وتنمية علاقات جيّدة مع الآخرين.
- الاحترام: يجب على العامل المثاليّ أن يحترم مرؤوسيه، وزملاءه في العمل.
المقابل المادّي للعمل
يمكن تعريف المقابل المادّي للعمل، أو ما يُعرَف بالراتب بأنّه: “التعويض الذي يحصل عليه العامل مقابل ما يُمارس من نشاط مهنيّ مشروع تحت تصرُّف الغير، وقيامه بهذا النشاط لحساب الغير، أو لمن يعمل لصالحه، بأمره، وتوجيهه، أو هو التعويض المادّي لعمل الإنسان”؛ فالراتب يُمثّل التعويض المادّي عن ما يبذلُه الإنسان من جُهد بدنيّ، أو ذهنيّ، أو كليهما معاً، في سبيل تحقيق أهداف مُحدَّدة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت فريق من المتخصصين، المهارات الإدارية: ثقافة العمل وأخلاقياته، صفحة 14-18. بتصرّف.
- ↑ جامعة السلطان قابوس، النجاح في العمل، صفحة 10-17. بتصرّف.
- ↑ عماد لعلاوي، مفهوم العمل لدى العمال وعلاقته بدافعيتهم في العمل الصناعي ، صفحة 33. بتصرّف.