موضوع تعبير عن فوائد عمل الخير والمعروف

عمل الخير والمعروف

بات من ركائز ومقومات التواصل الاجتماعي بين البشر جميعاً عمل الخير والمعروف، حتّى أصبح من لوازم الحياة، وقد أضحت الحياة به مشرقةً مزدانةً، وعمل الخير لا ينفصل في مفهومه كثيراً عن عمل المعروف، فكلّ عمل خير بذاته معروف، إلّا أنّ عمل الخير تكون فيه المبادرة من ذات الشخص بالقيام به، في حين أنَّ المعروف في أحيانٍ كثيرة يقترن بالأمر والحثّ على القيام به، فكان ما يعرف بالأمر بالمعروف، ويقابله النهي عن المنكر، وهما دعامتان هامتان لاستقامة الحياة المجتمعيّة واستقرارها وشيوع الخير واضمحلال الفساد، وقد امتدح سبحانه الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في مواضع متعددة، وحذر صلى الله عليه وسلم من عدم القيام بذلك، وكذلك كان امتداح من يقوم بعمل الخير في صوره المتعددة بدءاً من إماطة الأذى عن الطريق، مروراً بكلّ علاقات الناس مع بعضهم البعض.

هناك ميادين متعددة لعمل الخير والمعروف، وهناك آثار عظيمة تترتب عليه، من هذه الميادين:

  • الأسرة: وهي الأساس في عمل الخير، حيث يُنشَّأ الأطفال والأفراد على ذلك فيكون الآباء قدوةً لهم في عمل الخير ابتداءًَ، ثمّ يكون الحثُّ على عمل الخير والتفاعل به مع الأسرة متى امتدت بعد أن كانت بسيطة، واعني هنا ما يعرف بالأسرة الممتدة كأبناء العمّ والخال، وأبناء أبناء العم والخال، وسائر الأقارب، ثمّ بعد ذلك مع سائر أفراد المجتمع، فهذا هو النسق الإسلامي الصحيح في التأثير والتغيير.
  • المجتمع: وفيه ينخرط أفراد المجتمع وقد جاؤوا من أسر مبادرةٍ في عمل الخير في شتى أصناف عمل الخير، ابتداءً من الأعمال التطوعيّة الجماعيّة، كحملات النظافة، ومساعدة المحتاجين، وحملات تطوير المجتمع ورعايته، كتشجير الأراضي، ورعايتها ورصف الطرق والاهتمام بها، والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة وتفقد الأسر المحتاجة، والاهتمام بكبار السن والضعفاء والفقراء.
  • المؤسسات الرسميّة: كالمساجد والمدارس والجامعات، وسائر الدوائر الحكوميّة والخاصة، وذلك بجعل لها نصيباً من الاهتمام بأعمال الخير، كزيارة المرضى، والعناية بالفقراء وتفقد أحوالهم والاهتمام بأبناء الأسرى والشهداء وأسرهم، وتطوير المؤسسات ورعايتها قدر المستطاع بما يلزم عبر حملات التبرع المختلفة.

جعل الإسلام لعمل الخير حيِّزاً مناسباً من الاهتمام، تحدث عنه القرآن الكريم، والسنة النبوية، فقد حثَّ على الزكاة، وجعلها أحد أركان الإسلام، وحثّ على الصدقات، كصدقة الفطر، بل جعل من الصدقات كفارةً لبعض المخالفات الشرعية ككفارة الحنث باليمين، وكذلك نجد أنَّ الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا يتسابقون في عمل الخير، كما حصل مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهما يتسابقان على تنظيف بيتٍ لعجوز وخدمتها، ويسر كلّ منهما عن الآخر حتى يستأثر بالأجر العظيم، وكما حصل مع عمر بن الخطاب عندما مرّ ببيت يتضور أهله جوعاً، فما كان منه إلّا أن أسرع وجلب الدقيق بنفسه من بيت مال المسلمين وأوقد النار وأعدَّ لهم الطعام.

هناك فوائد عظيمة تترتب على عمل الخير، فعلى مستوى الفرد، فيه تربيةٌ وإعدادٌ له، وتخليصٌ لنفسه من الشح والبخل والأنانيّة، وفيه كذلك طاعة لله سبحانه وتحقيق رضاه، وصولاً إلى استحقاق جنته، فهذا رجلٌ كما وضح صلى الله عليه وسلّم قد دخل الجنّة في كلبٍ سقاه، وعلى مستوى المجتمع ففيه تماسك المجتمع وترابطه، وانتشار المحبّة بين أبنائه، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى رفعته وازدهاره.