موضوع تعبير عن شباب المستقبل

شباب المستقبل

تعدُّ فئة الشباب في المجتمعات من أهمّ الفئات وأكثرها تأثيراً في الأحداث، فلا عجب من ذلك، فهم يمثلون مرحلةً عمريةً مليئةً بالحيوية والنشاط والتفتح الذهني في شتى المجالات، فهم عدة الحاضر، وأمل المستقبل وذخيرته.

تعدّّ فئة الشباب في المجتمع من الفئات الهامّة والحيويَّة فيه؛ لضخامة الدور الذي يقومون به، ففي كلّ فنٍ أو إبداعٍ نجد للشباب بصماتٌ فيه، حتّى في ميادين الدفاع عن الأوطان والجهاد، وحمل الدعوة فقد كان للشباب دورٌ عظيمٌ في ذلك، فلو رجعنا قليلاً في التاريخ لرأينا كيف كان دور الشباب، فهذا أسامة بن زيد في ريعان شبابه، يقود جيشاً إسلامياً لتأديب الفرس، وهذا علي بن أبي طالب يفتدي الرسول بجسده وروحه عندما بات نائماً في فراشه قبل الهجرة، وفي المعارك الإسلاميّة في صدر الدعوة نجد تنافساً بطولياً بين الشباب وحتّى الفتية الصغار في العطاء والجهاد، وقد وصف الله سبحانه أهل الكهف بأنّهم فتيةٌ آمنوا بربهم، وهذا ورقة بن نوفل عندما شكت إليه خديجة أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم بعد عودته من غار حراء فزعاً، حيث تمنى أن يكون جذعاً أي شاباً فتياً لينصر الرسول إذ يخرجه قومه.

في التاريخ المعاصر، نجد للشباب دوراً عظيماً في الذود عن أمتهم، كما هو الحال في فلسطين، حيث نجد أنَّ للشباب الفلسطيني دورٌ هامٌ في الانتفاضات المتعاقبة، وأنَّ السجون الصهيونية، مليئةٌ بفئة الشباب، ونجد المنع من الصلاة في يوم الجمع دون تصريح خاص، يطال فئة الشباب، حيث تحدد أعمار الذاهبين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، إذاً في كلّ امَّة من الأمم نجد لفئة الشباب حضوراً مميزاً، فهم أكثر حيويةً ونشاطاً وعقلهم أكثر تفتحاً، وهممهم أكثر عطاءً، وقد وصف القرآن الكريم مرحلة الشباب بأنّها مرحلة القوة التي تأتي بين ضعفي الطفولة والشيخوخة، حيث قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54).

هناك عدة تحدياتٍ تواجه فئة الشباب، منها على سبيل المثال:

  • كثرة وقت الفراغ: وعدم وجود التخطيط المناسب لشغله، ولا سيَّما بعد الثورة التكنولوجية الهائلة في الاتصال والتواصل، حيث قتل في الشباب كلّ إبداعٍ وركنوا إلى الدعة والكسل وإضاعة الوقت على الانترنت وفي الطرقات.
  • الإحباط والملل: حيث أكد علماء النفس والباحثون أنّ نسبة الإحباط في صفوف الشباب هي الأعلى في المجتمعات، ومردّ ذلك في الحقيقة أنَّ الشباب لديهم طاقةٌ هائلةٌ من الحيويَّة والنشاط، وروح المبادرة، فعندما لا يتمُّ استيعابها أو توجيهها ويصدمون بالواقع السيء الذي يعاني ضعف الإمكانيات الماديّة من جانب، وقلة البرامج الاستيعابيّة لطاقات الشباب من جانبٍ آخر، فهذا يولد لديهم شعوراً باليأس والإحباط.
  • الخطاب العاطفي السلبي: الموجه بالصوت والصورة، حيث أصبح الانترنت وشبكات التواصل المختلفة منابر له، تركز الخطاب على فئة الشباب، وتخاطب فيهم العاطفة والغريزة الجنسيّة، الأمر الذي يستدعي تجديد وتوجيه الخطاب التربوي المضاد.

للنهوض بواقع الشباب، والإفادة بهم وبطاقاتهم الهائلة لا بدَّ من القيام بالعديد من الخطوات، منها:

  • التثقيف المجتمعي عبر وسائل الإعلام المختلفة بدور الشباب وسبل التعامل مع أخطائهم، ولا بدَّ هنا من ذكر البدائل المناسبة لسلوكياتهم الخاطئة، وتوفير البرامج المناسبة لاستيعابهم.
  • التركيز على التربية المناسبة، والبرامج الوقائية عبر المدارس والجامعات، وسائر مؤسسات المجتمع المدني، والمخيمات الصيفية.
  • قيام النوادي الرياضية والثقافية بدورها في هذا المجال، بما يستوعب طاقات الشباب، ويضبط سلوكهم في الوقت ذاته.
  • تشجيع المبادرات الإبداعيّة والمسابقات المختلفة
  • المتابعة الإعلامية الحثيثة، وذلك عبر القنوات الفضائيّة المختلفة، وشبكة الانترنت، حيث يتمُّ التعاطي مع الشباب بخطابٍ تربوي شمولي،

يتناول برامج تربويّة تركز على غرس الأخلاق والعقيدة، وربط الشباب بالقرآن الكريم، ومتابعة هموم الشباب ومشاكلهم وتطلعاتهم المستقبليّة، والقضايا الرياضية التي تشغل بالهم.

  • تشجيع الزواج المبكر ومعالجة العراقيل التي تحول دون ذلك.
  • إعادة صياغة المناهج الدراسيّة، بما يحقق استيعاب دور الشباب وطاقاتهم.
  • عمل ما يلزم من أجل تشجيع الشباب على تطوير أنفسهم ومجتمعهم اقتصادياً.
  • إيجاد القيادات الشبابية المجتمعية في مختلف نواحي الحياة.