موضوع حول ساحة جامع الفنا
ساحة جامع الفنا
تقع ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش بالمملكة المغربيّة شمالاً، حيث إنها عبارة عن فناء شعبي خاص بالترفيه والفرجة والتسوّق لسكان المغرب والسياح القادمين إليها، لذلك فهي كالقلب النابض للمدينة، إذ ما تزال نقطة التقاء ما بين مراكش ومنطقة الملاح ومنطقة القصبة المخزنيّة، كما يأتيها الزوار والسياح من أغلب مناطق العالم من أجل الاستمتاع برؤية العروض الجميلة خاصة عروض مروّضي الأفاعي، ورواة القصص والأحاجي الرائعة، وكذلك توجد فيها عروض موسيقيّة وراقصون وعارضو الحيوانات ورسم الحناء وغيرها من مظاهر الترفيه الشعبي التي تختزل تراثاً فريداً من نوعه، ولذلك فقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث غير المادي الإنساني من قبل منظمة اليونيسكو خلال العام 2001م.
نبذة تاريخيّة
يعود تاريخ هذه الساحة إلى عهد تأسيس مدينة مراكش، أي ما يُقارب عام 1070-1071م، فقد تم بناء الساحة خلال فترة عهد الدولة المرابطيّة بالقرن الخامس للهجرة، حيث كان الهدف من بنائها هو التسوّق، ولكن زادت أهميتها من بعد تشييد جامع الكتبيّة بعد ما يقارب قرن كامل من تاريخ بنائها. في ذلك الوقت استغل ملوك وسلاطين الدولة المرابطيّة هذه الساحة من أجل استعراض الجيوش واستعدادات قواتهم قبل خوض معارك توحيد المدن والمناطق المجاورة وحروب الاستقلال، ومنذ ذلك العهد وهي تعتبر رمزاً لمدينة مراكش المغربيّة، يفتخر بها كل من يمر منها من المسافرين.
التسمية
يرى البعض أن أصل تسميتها بهذا الاسم يعود لقربها من ساحة قصر الحجر المرابطي، والذي تم اكتشاف بعض أنقاضه تحت جامع الكتبيّة، ويرى البعض أيضاً أن مصطلح “الفنا” قد يفيد معنى “الفَناء” أي الدمار والتخريب، حيث توجد العديد من الشهادات التاريخيّة التي تؤكد هذا الرأي وتُجمع أغلبيتها على وجود مسجد مهجور في منتصف الساحة والتي أصبحت مشهورة عالميّاً.
فعاليات في الساحة
الحلقة هي عبارة عن فن وحرفة يُصر المغربيون على الاستمرار في مزاولته، حتى ولو لم يجنوا منه إلا القليل، حيث يقضون يومهم ينفخون المزامير، ويلاعبون الحيوانات مثل: الأفاعي والقردة، وينشدون الأهازيج، ويقرعون الطبول خلال روايتهم لقصة أو أُحجية، كما يعرض العشابون نباتاتهم الطبيّة، ويوجد أيضاً بعض سائقي الخيول برفقة عرباتهم ينقلون السياح بين أرجاء الساحة.
يصف بعض المؤرخين الحَلقات الشعبيّة بأنها تعدّ أكبر خشبة مسرحيّة استعراضيّة في المملكة المغربيّة، حيث يروي الممثلون حكاياتهم بشكل عفويّ، ويجسّدونها بصورة هزليّة، ويتجمع حولهم الجمهور بشكل تلقائي، فالراوي ينقل المشاهدين إلى زمن القصة، وبعد انتهاء العرض يُلقون قطعاً نقديّة؛ تشجيعاً لراوي الحلقة ومكافأة له على العرض.