مفهوم النص التخييلي

الخيال

الخيال يعرف بأنه حدوث الأشياء في المنطقة الحسيّة غير الماديّة في وعي البشر، أي تكون بالعادة منافية للمنطق وللظواهر الواقعيّة الفزيائية، ولهذا السبب نجد أن الخيال مرتبط بشكل أساسي في الجانب الإبداعي من الحضارة البشرية، سواء في الأداب والفنون التشكيليّة والموسيقى وصناعة السينما أيضاً.

النص التخييلي

عندما نتحدث عن النص التخييلي فإننا نقصد بشكل مباشر كتابة الأدب الذي يقوم بالأساس على الخيال في خلق حيوات متكاملة داخل النصوص الأدبية، والنصوص التخيلية في الأدب لها العديد من الأساليب السردية المختلفة، قد تكون نصوص خيالية في الأحداث لكن منطقية الحدوث، وإنما هي مجرد أحداث خيالية في عقل الكاتب، وقد تكون أحداثها خيالية ضد الواقعية الفزيائيّة في عالمنا، لا يقبلها العقل والمنطق ككتاب ألف ليلة وليلة من أبرز التراث العربي في تاريخ الأدب، يستطيع الأبطال الطيران على السجادة أو الانتقال من بلد لآخر في لحظات معدودة، ويوجد العديد من الأمثال الأدبية العالميّة كسلسلة سيد الخواتم للكاتب الأمريكي جورج تولكن، نجد في السلسلة مخلوقات غير بشريّة خرجت من خيال الكاتب بشكل إبداعي.

التخييل الذاتي

نوع مختلف من أنواع النصوص التخيلية في الأدب، كانت بداية معرفتي بمصطلح التخييل الذاتي عندما قرأت رواية “سمر كلمات” للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، الرواية في أحداثها خياليّة تماماً لكن القارئ يفاجأ أنّ شخصيّة الكاتب ضمن شخصيات الرواية مقحماً نفسه في الأحداث، فيقع القارئ في حيرة، هل الأحداث حقيقية أم من اختلاق الكاتب؟ أثناء بحثي عن إجابة لهذا السؤال، وجدت التفسير في مصطلح التخييل الذاتي، والذي يعتبر تكنيك أدبي حديث في كتابة الرواية. يُعتبر الروائيّ الفرنسيّ سيرج دوبروفسكي أوّل روائيّ استخدم هذا التكنيك في روايته الإبن عام (1977)، لذا يعتبر هو المخترع لهذا التوجه الجديد في عالم الكتابة.

ما هو التخييل الذاتي

ما زال الغموض يحيط بهذا المصطلح؛ لأنّه يختلط مع كثير من الأساليب السردية الروائيّة، نستطيع اعتبار روايات التخييل الذاتي أشبه ما يكون بروايات السيرة الذاتية، ولكن الكاتب يدخل شخصه في أحداث خيالية، ويلبس شخصيته سمات مختلفة عن سماته الواقعية، وكأنه يعمل على توسيع الهوة بينه وبين ذاته، والتعامل معها لو كانت طرفاً مخالفاً له، وعندما نرجع إلى التعريف الذي قدمه سيرج دوبروفسكي فنجده تعريفاً بسيطاً للتخييل الذاتي وهو “المؤلف الأدبي الذى من خلاله يخترع الكاتب وجودا آخر ويتقمص شخصيّة أخرى مع المحافظة على هويته الواقعية”