موضوع تعبير عن قناة السويس

قناة السويس

قناة السويس هي أحد أهم المجاري المائية في العالم، ويعتبرها البعض أهمّ المجاري المائية الصناعية على الإطلاق؛ حيث تصل تلك القناة بين كلٍّ من البحر الأحمر جنوباً والبحر الأبيض المتوسط شمالاً عبر ممرين متوازيين في أغلب أجزائها، لتصل بذلك الطريق الملاحية بين قارتي آسيا وأوروبا موفّرةً حوالي أسبوعين من وقت الرحلة البحرية عبر رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الذي يمر حول قارة إفريقيا من الجنوب.

يعبر تلك القناة سنوياً ما يزيد عن عشرة بالمائة من حجم التجارة حول العالم، لتدرّ بذلك على الدولة المصرية التي تقع القناة بالكامل ضمن حدودها حوالي أربعين مليار جنيه كل عام.

ترجع فكرة حفر قناة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر إلى القرن السادس عشر الميلادي عقب اكتشاف الرحالة البرتغال طريق رأس الرجاء الصالح؛ حيث عرض التجّار الإيطاليين على المماليك في مصر تلك الفكرة، ولكنها لم توضع قيد التنفيذ، ومن بعدها تكرر عرض الفكرة على حكام مصر في فترات مختلفة حتى القرن التاسع عشر الميلادي، عندما استطاع أحد الدبلوماسيين الفرنسيين ويدعى فرديناند دليسبس إقناع الحاكم في مصر سعيد باشا بحفر القناة، وبالفعل بدأ حفر القناة عبر جلب العمال المصريين للعمل بنظام السخرة؛ حيث لاقى الكثير منهم مصرعه خلال عمليات الحفر وسط ظروف العمل القاسية والإهمال المتعمد من قبل إدارة شركة القناة، ليصل عدد العمال الذين قاموا بالحفر إلى أكثر من مائة وعشرين ألف عامل مصري، وبعد عشر سنوات من العمل تمّ افتتاح قناة السويس في السادس عشر من نوفمبر لعام ألف وثمانمائة وتسعة وستين في عهد الخديوي إسماعيل.

لم تكد تمضي ستّ سنوات على افتتاح القناة حتى قام الخديوي إسماعيل ببيع حصة مصر في الشركة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، واشترت بريطانيا تلك الحصة لتصبح المسيطر على الوضع في القناة، مع منح شركة القناة امتياز الإدارة لمدّة تسعةٍ وتسعين عاماً، وفي عام ألف وتسعمائة وعشرة حاولت الشركة مد الامتياز أربعين سنة أخرى.

قوبل الطلب بالرفض من مجلس النواب المصري بضغط من القوى الوطنية في ذلك الوقت، إلى أن قامت الثورة المصرية في عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر عن تأميم القناة بعد أربعة أعوام من قيام الثورة، لتمويل إنشاء مشروع السد العالي، الأمر الذي أدى إلى إعلان كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الحرب على مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي، وهو ما لم يحقّق أهدافه لتدخل الاتحاد السوفييتي لإيقاف العدوان.