الخصائص الفنية للأقصوصة

الأقصوصة

وهي نوعٌ من أنواع القصص القصيرة، ويشار إليها أيضاً بأنّها قصة قصيرة، ولكنها تتميز عن القصص القصيرة العادية، أو القصص عموماً بأن نصها بسيطٌ، ولا يحتوي على الكثير من التفاصيل، كما أنها تتكون من عناصر القصة المعروفة، وتعرف أيضاً بأنها نوعٌ من أنواع الفنون الأدبيّة في الأدب العربي، وهي عبارةٌ عن سردٍ لمجموعة من الأحداث المرتبطة مع بعضها البعض، والتي تعبر عن حدثٍ معيّنٍ من الأحداث الحياتية لشخصٍ، أو مجموعةٍ من الأشخاص.

يغلب على الأقصوصة أنّ شخصيّاتها تكون قليلة العدد، وأحياناً لا تتجاوز شخصيةً واحدةً رئيسية، ولكنها تلعب دوراً محوريّاً في كافة الأحداث؛ إذ تعتبر المحرك الأساسي لها، والتي تبنى عليها الأقصوصة من بدايتها حتى نهايتها، لذلك قد لا تتميّز الشخصية الرئيسية بدور البطولة المطلقة، بل بأنها التي أثرت في الفكرة الرئيسيّة، وساهمت في تبرير كافة الأحداث المرتبطة بها.

الخصائص الفنية للأقصوصة

تتميّز الأقصوصة بمجموعةٍ من الخصائص الفنيّة، التي اتفق الكُتاب والأدباء المهتمون بدراسة فن القصة على صياغتها، واشترطوا أن تتكون منها حتى يتم تمييزها بأنها أقصوصةٌ أدبية، لذلك تم وضع ثلاث خصائص فنية للأقصوصة، وهي:

الانطباع

هو من أكثر الخصائص الفنيّة المهمة في الأقصوصة، وأدقها وضوحاً عند الكُتّاب، والقراء؛ لأنه يعكس الرأي الشخصي للكاتب بعد انتهائه من كتابة أقصوصته، عن طريق الاعتماد على أسلوب التقييم الذاتي لها، وتوقع مدى نجاحه في صياغتها بطريقةٍ صحيحة، كما يساهم في عكس الرأي الشخصي لكل قارئ، ويحدد مدى قبولهِ لأحداث الأقصوصة، ولأسلوب كتابتها، وكيفية توصيلها لفكرتها الرئيسية.

ويختلف الانطباع بين القراء، والنقاد فلكلٍ منهم رأيه، والذي يعتمد على مجموعةٍ من العوامل المؤثرة، كالذوق الشخصي في القراءة، وقوة تأثير النص، ووصول الفكرة بأسلوب ناجح، وغيرها من العوامل الأخرى، وأيضاً يعد نص الأقصوصة دوراً مهماً في الانطباع حولها، فعندما يكون ناجحاً، ومؤثراً عندها يساهم في فهم فكرتها الرئيسية بشكل أفضل من قبل القراء.

لحظة الأزمة

والتي تعرف في فن القصة عموماً باسم (الحبكة، أو العُقدة)، ولكنها تختلف في الأقصوصة، ففي القصة العادية ترتبط بتعقد الأحداث، وكيفية تفاعل الأبطال الرئيسين، والثانويين معها، أما في الأقصوصة فهي ترتبط بشكل مباشرٍ في شخصيّة بطلها، وتكشف دوره الرئيسي في التأثير في أحداث الأقصوصة.

وليس بالضرورة أن تكون هذه اللحظة قصيرة زمنيّاً، ولكن من الممكن أن تحتاج لمجموعة من الفقرات حتى يتم الكشف عن كافة تفاصيلها، ولكن من الواجب على الكاتب أن يُحسن صياغة نص الأقصوصة، حتى يساعد القارئ على معرفة بداية لحظة الأزمة، ومتى تنتهي، وطبيعة تأثيرها في سير الأحداث، مع الحرص على الاحتفاظ بدور عنصر التشويق في التحكم بالأحداث المحيطة بها.

التصميم

والمقصود به هنا ترتيب النص، وتوزيع فقراته بطريقة صحيحة، ومناسبة مما يساهم في توضيح ملامح النص، والعناصر التي اعتمد عليها الكاتب في صياغته، وكلما كان تصميم النص متناسقاً مع بعضه البعض ساهم ذلك في سهولة فهمه من قبل القراء، وجعل أحداثه أكثر منطقية، وواقعية.