خصائص شعر عمر بن أبي ربيعة
التّعريف بعمر بن أبي ربيعة
عُمر بن عبد الله بن أبي ربيعة هو الشّاعر العربيّ القُرشيّ الذي كان يعود نسبه من قُريش تحديداً إلى قبيلة كعب بن لؤي، والذي كان يُعنى بشِعر الغَزَل المتمثل في مدح النّساء وأوصافهنّ، حيث ذُكر في كتاب “الأغاني” أنّ العرب كانوا قد اعترفوا بتقدُّم قريش في جميع الأمور إلّا في الشِّعر، لكن بعد قدوم ابن أبي ربيعة اعترفوا لهم بالشِّعر كذلك فلم يتفوّق عليهم أحد بعد ذلك،[١] كما أشار الأستاذ الدّكتور “يوسف خليف” إلى أنّ الشّاعر الأُمويّ عمر بن أبي ربيعة يعدّ أكبر شُعراء الغزل في تاريخ الأدب العربيّ، كما وصف حياة أبي ربيعة بأنّها كانت مليئة بالحبّ، حتى أنّها لم تكن إلّا قصّة حبّ طويلة تتناول شخصيّات وأحداث متنوّعة، كما تميّز ابن أبي ربيعة كذلك في كونه وسيماً بهيّ الطّلعة يلفت أنظار من حوله بجماله.[٢]
يجب الإشارة إلى أنّ أبي ربيعة عُرف بغِناه الكبير، حيث كانت تعود بعض ثروته إلى ما ورثه عن والده التّاجر منذ أيّام الجاهليّة، فعمل ابن أبي ربيعة على إنمائها حتّى تضاعفت ووصلت إلى ثراء واسع، أمّا أمُّه فعاد أصلها إلى اليمن، والتي كانت قد قامت على رعايته وحدها بعد وفاة زوجها لكنّها أشبعته دلالاً في تربيتها له حتّى وصل الحال إلى أن تَصِله بسيدات مكّة ذوات الطّبقة الأرستقراطيّة الرّفيعة وكانت هي واحدة منهنّ، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أبي ربيعة أُغدِق بالعديد من مظاهر التّرف، والنّعيم، ومُتع الحياة، فكان له من الخدم ما يكفي للقيام بأموره، كما أنّ مُجتمعه الذي كان يبلغ من التّرف والحضارة مبلغاً عظيماً ساهم أيضاً في إيجاد هذه الحالة من الفراغ لديه والانصراف إلى الشِّعر والغزل.[٢]
نشأة عمر بن أبي ربيعة وأثرها في شِعره
عاش عمر بن أبي ربيعة حياته في المدينة فكان يهنأ فيها بأسباب التّرف والجاه، كما كان شديد التّعلّق بالنّساء، فلم يكن يُفوّت فرصة لقائهنّ في اجتماعاتهنّ في المُنتزه أو رحلات الصّيد، أو أماكن الّلهو المعروفة عندهم، ولأنّه كان صاحب وجه حَسَن ومال فُتحت أمامه طُرق الّلهو على اختلافها، ثمّ انتقل ابن أبي ربيعة للعيش في مكّة لكنّه استمرّ في حياته المليئة بالّلهو، وقال يوماً يصف فيه تحرّيه لمواسم الحجيج رغبة في رؤيته للنّساء ومجالستهم إنّه يتمنى لو كان الحجّ يأتي كلّ يومين، وقد أمضى ابن أبي ربيعة حياته بمعرفته العديد من المحبوبات الّلواتي كان ينتقل بينهنّ من واحدة لأخرى، فقال في تنقّله هذا:[٣]
سلام عليها ما أحبّت سلامنا
- فإنْ كرهته فالسّلام على أُخرى
بقي ابن أبي ربيعة على هذه الحال حتّى تاب في آخر أيّام حياته، وعلى الرّغم من عدم التّيقُن من إتمامه الثّمانين من عمره إلّا أنّه قيل في توبته أنّه عاش أربعين عاماً في الضّلالة والغواية، وأربعين أخرى في نُسُك وتوبة، وذُكر في قِصص توبته أنّه أعتق تسعة عبيد من عنده إثر نذر نذره أنّه في كلّ بيت شِعريّ يقوله سيُعتق عبداً، فمرّة في الطّواف رأى شابّاً يُكلّم فتاة، وكانت الفتاة ابنة عمّه، والشّاب كان قد تقدّم لخطبتها سابقاً لكّن عمّه رفض، بل كلّفه مهراً كبيراً لا يُطيقه، فعَمَد ابن أبي ربيعة إلى عمّه ومعه الشّاب، فخطب ابنة عمّه له بالإضافة إلى دفعه مهرها عنه، وقد كان لهذه الحادثة أثر كبير في نفسه، فكتب فيها تسعة أبيات لكنّه إيفاءً للنّذر أعتق تسعة عبيد من عنده، ومطلع هذه الأبيات هي:[٣]
تقول وليدتي لمّا رأتني
- طربتُ، وكنتُ قد أقصرتُ حينا
أراكَ اليوم قد أحدَثْتَ شوقاً
- وهاج لك الهوى داءً دفينا
خصائص شِعر عمر بن أبي ربيعة
السّرد في شِعر عمر بن أبي ربيعة
يُعدّ السّرد من الخصائص البارزة في شِعر ابن أبي ربيعة، فقد عمل على تقديم الأحداث في شِعره على نحو تسلسُليّ مُترابط، ومُتناغم يُساهم في رُقيِّ شِعره، وفيما يلي العناصر الأساسيّة التي تقوم عليها خاصيّة السّرد:[٤]
- الرّاوي: يتمثّل هذا العُنصر في تتبّع صوت الرّاوي في سياق السّرد لمعرفة المُتكلّم في الحكاية، بالإضافة إلى معرفة التّداخلات التي يكون بها الرّاوي ضمن سّرد الحكاية، فالمُتكلّم يكون مثلاً في حالتين الأولى أن يكون راوياً للحكاية وهو خارج عنها، والثّانية أن يكون جزءاً من الحكاية وداخلها، وذلك بكونه شخصيّة تُمثّل في الحكاية، وهذا يكون على هيئة مُشاهد غير مُشارك للأحداث ومسارها من بعيد مع الانتقال من كان لآخر، أو يكون شخصيّة رئيسيّة في الحكاية، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الرّاوي إذا كان مُشاركاً في الحكاية بالمُشاهدة يُضيف إليها بعض التّعليقات التي تدخل ضمن تسلسل الأحداث، وتكون هذه الإضافات واضحة وملموسة؛ فهي تقطع تسلسل السّرد في الحكاية، أمّا إذا كانت مُشاركة الرّاوي بالبطولة فيصعب تمييز هذه الإضافات كونها تتداخل مع مسار السّرد على نحو مُضمَر، ويجب الإشارة إلى أنّ صوت عمر بن أبي ربيعة هو البارز في ديوان أشعاره، فالقصائد تدور حوله فكان هو الرّاوي فيها، فقال في هذا:[٤]
فأنت أبا الخطّاب، غير مُدافع
- على أمير ما مكث مُؤْمَر
- المَحكي: يتمحور هذا العنصر حول الأحداث التي تُروى داخل النّص السّرديّ، فالحدث من العناصر الأساسيّة لبناء هذا النّص، كما يتناول الحدث الشّخصيّات والحوارات الحاصلة بينها في بيئة وزمان مُلائمين لهذا الحدث، وهذا كلّه ضمن نَسَق مُتسلسل ومُرتّب يجعل القارئ مُنجذباً بتتبّعه لهذه الأحداث، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الأحداث الرّئيسيّة قد تُصحب بأحداث ثانويّة لإثراء الحدث الرّئيسيّ الذي هو عِماد قصّة القصيدة، ويجب الإشارة إلى أنّ ديوان ابن أبي ربيعة مليء بالأحداث التي تصحب قارءها إلى عوالم الحبّ، والمُحبّين بمشاعرهم وأحاسيسهم، وتُعدّ قصيدته “الرّائيّة” من الأمثلة الواضحة على قيامه بعرض تسلسل الأحداث وربطها مع انتقاله من حدث لآخر بسلاسة، وفيما يلي تسلسل الأحداث للقصيدة:[٤]
- الذّهاب لمُقابلة “نُعْم” وهي محبوبة عمر بن أبي ربيعة.
- الوصول إلى محلّ إقامة المحبوبة وعدم القدرة على رؤيتها.
- ترقّب موعد نوم القوم في حذر.
- دُخول الّليل وذهاب القوم إلى النّوم.
- التّعرف على المحبوبة من رائحتها، ثمّ الاقتراب من خيمتها.
- صدمة المحبوبة عند رؤيتها للشّاعر.
- ذِكر الحوار الذي نشأ بين الشّاعر والمحبوبة.
- الشّخصيات: يُعدّ هذا العنصر من أهمّ العناصر في النّص السّردي التي يرتكز عليها الرّاوي، فهو يساهم في جذب القُرّاء إلى العمل الأدبيّ كلّما كانت الشّخصيّات تُثير القارئ على تتبّعه، كما يُعرّف مُعجم لسان العرب لابن منظور لفظة “الشّخص” على أنّها “كلّ جسم له ارتفاع، وظهور يُراد به إثبات الذّات”، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أفكار النّص السّرديّ لا تتوضّح دون شبكة الشّخصيّات المُترابطة معاً، أو كما يقول الكاتب رولان بارت في كتابه “النّقد البنيويّ للحكاية” إنّه لا يوجد نصٌّ في العالم يُسرد بلا شخصيّات، فكاتب القصيدة والرّواية لا يُمكنه أن يكتب دونها، كما أنّ لهذا العنصر اتّصالاً مع كافّة عناصر النّص السّرديّ، وهذا ما أشار إليه الكاتب ضياء غني في كتابه “البنية السّرديّة في شِعر الصّعاليك” حول الشّخصيّات: “فهي تُمثّل العنصر الوحيد الذي تتقاطع عنده كافّة العناصر الشّكليّة الأخرى، بما فيها الإحداثيّات الزّمنيّة والمكانيّة الأخرى”، بالإضافة إلى كون الشّخصيّات عالماً يتناول جميع مظاهر السّرد وكافّة العواطف والمخاوف كما وصفها الكاتب عبد الملك مرتاض في كتابه “القصّة الجزائريّة المُعاصرة”، وفيما يلي تقسيم الشّخصيّات والأمثلة عليها:[٤]
- تقسيم الشّخصيّات في النّص السّرديّ:[٤]
- الشّخصيّات الرّئيسيّة: هي الشّخصيّات الفاعلة في النّص السّرديّ وأكثرها استخداماً فيه، ويتّضح هذا في شِعر عمر بن أبي ربيعة، بكيف تمّ التّركيز على الشّخصيّات الحاملة للفكرة، وذلك بظهورها في مواطن أكثر مع توجيهها لأحداث النّص، وتتضّح هذه الشّخصيّة في شِعر ابن ربيعة من خلال وُرود شخصيّتين بالتّناوب، فالشّخصيّة الأولى هي السّارد للحدث والواصف له، كما تظهر بمظهر المُحرِّك للشّخصيّة الثّانية التي تقوم بتوجيه الأحداث، ثمّ يختفي السّارد وتبرز الشّخصيّة الثّانية في كونها المُتحكّمة في سير السّرد، ويكون ظهور هذه الشّخصيّات في شِعر ابن أبي ربيعة بالتّبادل في إمساك دفّة الحوار.
- الشّخصيّات الثّانويّة: هي الشّخصيّات غير الفاعلة والمُساعدة في النّص السّرديّ، وقد أشار الكاتبان عبد القادر أبو شريفة، وحسين لافي قزق في كتابهما “مدخل إلى تحليل النّص الأدبيّ” إلى أنّ الشّخصيّة الثّانويّة تقوم بإبراز الجوانب غير الظّاهرة والمجهولة للشخصيّة الرّئيسيّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذه الشّخصيّة لا تندمج مع الأحداث بشكل مُباشر ممّا لا يجعلها لامعة في القصّة، فهي تقوم بتوضيح بعض صفات الشّخصيّة الرّئيسيّة ومساعدتها، وربّما تكون كما قال الكاتب غريد الشّيخ: “مُناقضة له، فتُحدّد له ما يتحتّم عليه فعله، وتضع العراقيل في دربه”، وهكذا فقد لا تُقدّم الشّخصيّة الثّانويّة المُساعدة بل قد تأتي بالمتاعب والمحِن للشّخصيّة الرّئيسيّة، وقد يصل الأمر إلى أن تُحدّد مصيرها، ويتّضح هذا في شِعر ابن أبي ربيعة، فمثلاً عند ذكره لقريب محبوبته “نُعْم” وهُنا هذه هي الشّخصيّة الثّانويّة قام بتصويره على أنّه يغار منه، وأنّها ربّما يُحبّ محبوبته.
- الأمثلة على أنواع الشّخصيّات في شِعر ابن أبي ربيعة:[٤]
- تقسيم الشّخصيّات في النّص السّرديّ:[٤]
فيما يلي أبيات تُوضّح الشّخصيّات الرّئيسيّة في شِعر ابن أبي ربيعة:
فقالت فإنّا قد بذلنا لكِ الهوى
- فبالطّائر الميمون تُلقى وتُحبَر
فقلتُ له: إن كنت أهل مودّة
- فميعاد بيني وبينك عزوَر
وهذا بيت في إحدى الشّخصيّات الثّانويّة، وهي قريب محبوبة ابن أبي ربيعة “نُعْم”:
إذا زُرت نُعماً لم يزل ذو قرابة
- لها كُلّما لاقيتها يتنمّر
- الحِوار: هو كلّ ما يدور بين شخصيّات النّص السّرديّ، كما أنّه من أهمّ العناصر التي يرتكز عليها الكاتب أو الشّاعر لتصوير الشّخصيّات، ويجب التّنويه إلى أنّ أشعار عمر بن أبي ربيعة اشتملت على الحوارات المُتّصلة بالسّرد، فالسّرد يتناول الأحداث الحاصلة، ووصفها، والتّعريف بالشّخصيّات، والحوار يتمثّل بالكلام المُتداول بين هذه الشّخصيّات، ومن الجدير بالذِّكر أنّ ابن أبي ربيعة تميّز في تحكّمه في الحوارات الواردة في أشعاره بمهارة، فيتنقّل بين “قُلت لها”، و”قالت لي”، ويكثر هذا في قصائده، فقصيدته الرّائيّة مثلاً مبنيّة على حوار أساسه “عُمر”، ومحبوبته “نُعْم” وأختها، على الرّغم من أنّ القصيدة تقع في أكثر من عشرين بيتاً، ومِثال الحوار فيها، دخول ابن ربيعة إلى خيمة محبوبته، فيُصوّر الحال بقوله:[٤]
فحيّيتُ إذ فاجأتُها فتولّهت
- وكادتْ بمخفوض التّحيّة تجهرُ
وقالت وعضّت بالبنان فضحتني
- وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسرُ
- المكان: يُعتبر هذا العنصر “بمثابة العمود الفقريّ لأيّ نصّ”، وهذا على حدِّ قول الكاتب حميد الحميدانيّ في كتابه “بُنية النّص السّرديّ”، فهو يرى أنّ العناصر الأخرى التي تُكوّن النّص تسقط تلقائيّاً إذا اختفى هذا العُنصر، ويجب الإشارة إلى أنّ عُنصر المكان يُشكّل هيكلة من هياكل الكلام في النّص السّرديّ، ومن الجدير بالذِّكر أنّ المكان يظهر بهيئة مُتلوّنة حسب الشّخصيّة في شِعر ابن أبي ربيعة، وتتضّح الشّخصيّات في قصائده دائماً في حيّز ما يُضيف جمالاً للحدث، ومِثال ذلك ذِكره للعديد من الأمكان في شِعره مثل “الجزع” وهو مكان مُنعطف الوادي، و”الأذاخر” وهو مكان يقع قريباً من مكّة، كذلك “الحرّاء” الذي يُعدّ جبلاً من جبال مكّة ويبعد عنها ثلاثة أميال، أمّا الأبطح فهو مكان بين مكّة ومنى ويقع على مسافة متساوية بينهما، فكانت تُعدّ هذه المواقع مُلائمة للحديث عن الحُبّ، كما أنّ ابن أبي ربيعة ذكرها في شِعره على هذا النّحو:[٤]
حدِّث حديث فتاة حَيٍّ مرّة
- بالجزع بين أذاخر وحرّاء
قالت لجارتها (عشاء) إذ رأت
- نزه المكان وغيبة الأعداء
في روضة يمّمنها موليّة
- ميثاء رابية بعيد سماء
في ظلّ دانية الغُصون وريقة
- نبتت بأبطح طيب الثّرياء
- الزّمان: يتّسم هذا العُنصر في استطاعته نقل الأحداث والشّخصيّات من حال إلى أُخرى، وإذا كان الحدث ينعدم إذا لم يقترن بزمان ما فإنّ بيئة الحدث تتغيّر كثيراً عند وجود الزّمان كنعصر يُحدث تغيّرات فيها، وعند النّظر في قصائد عمر بن أبي ربيعة يُرى الزّمان على حالتين، فإمّا يكون مُحدّداً بوقت مُعيّن، مثل “يوم”، أو “ليلة”، وإمّا أن يكون غير مُحدّد، فيكون زماناً مفتوحاً غير مُقيّد، ويجب الإشارة إلى أنّ قصائد ابن أبي ربيعة يغلب عليها استعمال الزّمن الماضي، ومِثال ذلك قوله في “الّليل”، كما كان كثير الإيراد له في أشعاره؛ لما يملكه من جمال ساحر ولأنّ لقاءاته التي عاشها كانت في الّليل:[٤]
فيا لك من ليل تقاصر طولهُ
- وما كان ليلي قبل ذلك يقصُرُ
الّلون في شِعر عمر بن أبي ربيعة
إنّ لوجود الّلون ودلالاته في الشِّعر أهميّة لتصوير المشهد النّفسيّ، فيظهر هذا واضحاً عند الشّاعر الأُمويّ عمر بن أبي ربيعة، كما تصف هذه الخاصيّة في شِعره الحياة التي كان يعيشها في الحجاز بصورة مُلوّنة تعكس الحياة والحضارة فيها، ويجب الإشارة إلى أنّ الّلون وَرَد في شِعر ابن أبي ربيعة على نَسَقين اثنين هُما:[٥]
- نسق الصُّور: يتعلّق هذا النَّسق في ثلاثة صُوَر هي:[٥]
- نَسَق الّلون نفسه: يقوم هذا النَّسَق على ثلاث صُوَر هي:[٥]
- الّلون الصّريح: هو استخدام الشّاعر لمُعطيات الألوان ودلالاتها بشكل واضح، وذلك في تصويراته الشِّعريّة، لذلك يُسمّى أيضًا بالّلون المُباشر، كما أنّ عمر بن أبي ربيعة تنوّع في استخدامه للألوان في شِعره، ويجب الإشارة إلى أنّ العديد من أبياته الشِّعريّة غلب فيها الّلونان الأبيض والأسود، بالإضافة إلى إيراده القليل لبعض الألوان الأخرى مثل الأزرق، والأخضر، والأصفر.
- الّلون الضّمنيّ: هو الّلون غير المُباشر في شِعر عمر بن أبي ربيعة الذي كان يتّجه إليه إذا لم يُسعفه الّلون المُباشر في تصوير فكرته، أو لعدم استطاعته إيجاد صورة لونيّة تُعطي طابعاً موحياً لها، ويُعدّ هذا الّلون الأكثر وُروداً من هذه الأنواع الثّلاثة، ويجب التّنويه إلى أنّ ابن أبي ربيعة عَمَد إلى استخدام ظلّ الّلون وانعكاسه في هذا النّوع، حيث تمثّل ذلك بذكره بعض المُفردات مثل القمر، والشّمس، والّليل، ودُجى الظّلام، والبرق، كذلك حصى برد، الأقحوان، والأغر، وعناقيد الكرم، والشّيب، وأيضاً الحور، الورس، المُخضب، والكافور، والمسك، بالإضافة إلى الذّهب، والدّيباج وغيرها. ومن الجدير بالذِّكر أنّ أكثر الألوان غير المُباشرة استخداماً هو لون البياض في بريقه ولمعانه باستخدام مُفردتيّ الشّمس والقمر، وذلك لكونهما من مصادر الضّوء والّلون، ومِثال هذا تشبيه ابن أبي ربيعة بياض وجه المرأة في أحد أبياته بأنّه ضياء القمر في الّليلة الظلماء، وذلك في قوله: “كما يضيءُ ظلامَ الحندسِ القمر”.
- الّلون دالاً: هو ذِكر مُفردة “الّلون” بشكل واضح، وتُسمّى هذه الصّورة لنَسَق الّلون “تعبيريّة الّلون”، وهو أن يقوم الشّاعر بترك القارئ لخياله، وذلك في احتمالات يختار منها لوناً يُناسبه، فلا يُحدّد الشّاعر لوناً صريحاً ولا لوناً ضمنيّاً في قصيدته، ويجب الإشارة إلى أنّ هذا النّوع هو أقلّ هذه الأنواع الثّلاثة استخداماً في شِعر ابن أبي ربيعة، كما أنّ أكثر صُور الرِّجال تُصوَّر من خلال هذا الّلون في شِعره، ومن الأمثلة على استخدام هذا الّلون أبيات ابن أبي ربيعة في “أسماء” وشخصيّة أخرى لم يُسمّيها، فيُورد الحوار بينهما على هيئة سؤال وجواب لتصوير لون الشّخصية الرّئيسيّة وهو “المُغيريّ”، ثمّ تأتي الأسئلة حول هذه الشّخصيّة من قِبل الشّخصيّة غير المُسمّاة: “هل تعرفينه؟”، “أهذا المُغيريّ الذي كان يُذكرُ؟”، ثمّ يُورد الإجابة القطعيّة من أسماء أنّه هو، مع إيراد لفظة “الّلون”، على نحو مُتقدّم لإظهار أهميّتها هُنا وهذا هو البيت:
قِفي فانظري أسماءُ هل تعرفينَهُ
- أَهذا المُغيريُّ الذي كان يُذكَرُ
فقالت نعم لا شكّ غيّر لونهُ
- سُرى الّليل يُحيِي نَصَّهُ والتهجُّرُ
لُغة عمر بن أبي ربيعة الجماليّة
تتمثّل هذه الخاصيّة في شِعر عمر بن أبي ربيعة في لُغته الخاصّة لِنَظمه الشِّعريّ، فهي تنبعث من النّظرة المُختلفة لطبيعة الجمال، فكانت التّراكيب والمُفردات، والصِّيغ، والتّصويرات الشِّعريّة تُشكّل أساساً لجمال شِعره ابن أبي ربيعة، وتتفاعل هذه العناصر مع جمال تجربته الذّاتيّة لتُكوّن حالة من التّشكيل الجماليّ الخاصّ به. ومن الجدير بالذِّكر أنّ الّلغة في شِعر ابن ابي ربيعة تتمثّل في اختيار المُفردة المُناسبة التي تحمل الطّابع العُرفيّ التّابع للتُراث، بالإضافة إلى استخدام الصّيغ المُتكرّرة ضمن العمل الأدبيّ الشِّعري، وهذان العنصران مُهمّان لإبراز الجمال في شِعره، ويتّضح هذا في بلاغة تصويره للمرأة، أو الأعراف والعادات.[٦]
يُمكن اختصار منطق الّلغة عند ابن أبي ربيعة، أنّه خاضع للمفاهيم التُراثيّة الجماعيّة التي تُستخدم في البيئة التي كان ينتمي إليها، فكانت الأوصفات للمرأة تتمحوّر حول لفظة “الجمال”، على الرّغم من ذِكره للعديد من المحبوبات في قصائده، لكنّ هذا النّوع من التّصوير البلاغيّ يجعله يُميّز امرأة عن غيرها من خلال توزيعه لصفات الجمال بينهنّ، ليُشكّل في النّهاية صورة مِثاليّة لمفهوم جمال المرأة عنده، وعلى الرّغم من ذِكره لمواطن الجمال في المرأة كلّ مرّة في قصائده، إلّا أنّ لكلّ موقف حالة دلاليّة، ونفسيّة، وفِكريّة خاصّة به. ويجب الإشارة إلى أنّ لُغة ابن أبي ربيعة تتّسم بِليونتها، وقُربها من ألسنة النّاس في حياتهم المُتداولة، خاصّة أنّه كان يُعبّر عن المُجتمع الذي يقطن فيه.[٦]
رُوح الدُّعابة والظّرف في غَزَل أبي ربيعة
تُعطي هذه الخاصيّة لشِعر عمر بن أبي ربيعة طابعاً خفيفاً ظريفاً وبعيداً عن الملل، وهذا من خلال إيراد حكاياته الغزليّة بحوارات وسرد يحمل طابع الفُكاهة والأُلفة دون تكلّف في استخدام الّلغة، إنّما بشكل بسيط يتناسب مع الطّابع الفُكاهيّ، ويجب الإشارة إلى أنّ هذه الخاصيّة تتميّز باحتوائها على أساليب متنوّعة من الحوارات والسّرد، بالإضافة إلى عنصريّ المفاجأة والمُفارقة. ومن الجدير بالذِّكر أنّه كان يَكثُر وُرود هذه الخاصيّة في شِعر الغزل لأهل الحجاز المُتحضّر، خاصّة في شِعر ابن أبي ربيعة الذي كان يروي قصصه الغزليّة في قصائده بأسلوب هزليّ طريف، ممّا جعله أولّ ناهض للقصص الّلاهية في الشِّعر كنوع من الفنّ الأدبيّ، كما أنّ القصّة الهزليّة تظهر بعدّة مظاهر في شِعر ابن أبي ربيعة، وهي:[٧]
- القصص الحواريّة: هي القصص التي ترتكز على عُنصر الحوار كقاعدة لها في بنائها للقصيدة، كما أنّ مُعظم الحوارات المُدرجة فيها تكون بين الشّاعر ومحبوبته، أو بين المحبوبة وصديقاتها، أو أطراف أخرى تتعلّق بهم، فكان يتناول الشّاعر هذه الشّخصيّات بطريقة ضاحكة وهزليّة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ قصائد ابن أبي ربيعة الحواريّة تتعلّق أغلبها بواقعة مُعيّنة، فلولا وجود الأحداث ما ظهر العمل قصصيّاً.
- القصص المُتعلّقة بالمواقف: هي القصص التي ترد فيها المشاهد على نحو فرديّ، فيكون للمشهد الواحد أحداث مُتفرّقة، ويظهر هذا من خلال إظهار مواقف مُعيّنة للشخصيّات من خلال أساليب الحوار، والسّرد الموجود ضمن القصّة كَكُلّ.
- القصص الغزليّة التّامة: هي القصص التي تتّسم بالزّخم والكثافة في أساليب السّرد والحوار، وهو ما يُسمّى بالسّرد المُرَكّز، فيتمّ إيراد القصّة الغزليّة في شِعر ابن أبي ربيعة كاملةً بشخصيّاتها، وأحداثها، وزمانها، ومكانها، لتكوّن حدثاً تامّاً، ويجب الإشارة إلى أنّ للأشكال السّرديّة التي اعتمدها ابن أبي ربيعة للكتابة في هذا النّوع من القصص دوراً في إبراز الجانب الهزليّ على نحو مُتنوّع.
صورة المرأة في شِعر عمر بن أبي ربيعة
تحتلّ المرأة مكانة كبيرة وغالبة في شِعر عُمر بن أبي ربيعة لحُبّه للنّساء عامّة، لكنّه لم يكن له محبوبة واحدة يكتفي بها، إنّما له العديد من النّساء الّلواني تغزّل بهنّ، كما لم يكن مثل من تستهويه الأغاني، والأموال، والأكل، إنّما جعل المرأة جُلّ اهتمامه بجمالها وحُسنها، حتّى أنّه لم يُفوّت فُرصة رؤيتها في أيّ موقف، فكان يَعْمَد إلى مواطن الطّواف ليسترق النّظر إليهنّ، كما ذُكر في كتاب “الأغاني” أنّه تنكّر مرّة في ثِياب أعرابيّ ليرى بعض النّسوة. ويجب الإشارة إلى أنّ أشعار ابن أبي ربيعة تناولت وصفاً كاملاً للمرأة ومفاتنها، وذلك من خلال ذِكره أجمل شيء في كلّ امرأة يذكُرها، ثمّ إضافة ما كان يراه جميلًا في واحدة إلى أخرى، ثمّ جمعهما في ثالثة وهكذا.[٨]
كان النّمط الذي يتتبّعه ابن أبي ربيعة في وصفه للمرأة مبنيّاً على التّجميع، فلم تكن معايير جمال المرأة عنده مُنظّمة؛ فهي لم تكتمل في امرأة واحدة إلّا إذا جُمعت كلّها معاً لتكوّن جمالاً حِسّيّاً لا يراه ابن أبي ربيعة إلّا باجتماع هذه الصّفات معاً، فلن تتواجد جميعها في امرأة واحدة بنظره، وممّا كان يعدّه ابن أبي ربيعة من مواطن جمال المرأة خدّها، ووجهها، وشَعرها، وقوامها خاصّة لما كان سائداً عند العرب، وغير ذلك الكثير، وهكذا نرى أنّ ابن أبي ربيعة كان يتنقّل في كلّ مواطن الحُسن في المرأة، وقد قال واصفاً حاله هذه:[٨]
إنّي امرؤ مُولع بالحُسن أتّبِعهُ
- لا حظّ لي فيه إلّا لذّة النَّظرِ
الصورة الحِسيّة في شِعر عمر بن أبي ربيعة
تتجسّد هذه الخاصيّة في عكسها للتّجارب والمُغامرات التي خاضها عمر بن أبي ربيعة في حياته، فإنّ الصّور التي كان يعمل على إيرادها في شِعره تتركُ أثراً عند قارئه يجعلُه يُعيد قراءتها مرّات كثيرة لما فيها من إبداع الصّياغة، وإظهار عُمُق التّجربة للشّاعر، بالإضافة إلى إضفائها حِسّاً يُمتعُ القارئ ويُلامس حِسّه. ومن الجدير بالذِّكر أن التّصوير الحِسيّ في شِعر ابن أبي ربيعة يُظهر المرأة الحجازيّة بشخصيّتها، وحكمتها، وذكائها من خلال ذِكره لما تُعانيه من تجارب، وهذا من مُنطلق كونها إنسانة قبل أن تكون أُنثى. ويجب الإشارة إلى أنّ عُنصر الصّورة في الشِّعر العربيّ يُعدّ أساسيّاً فيه، وذلك في كون الصّورة أداة الكاتب التي تُعبّر عن أفكاره وعاطفته، فهي تستوعب أبعاداً كثيرة من الخيال في ذِهن الشّاعر، ونفسيّته.[٩]
إنّ الصّورة الحِسيّة والبصريّة منها تحديداً تعكس دواخل الشّاعر من عواطف الحنين، والرّغبات، والغضب، والوله، والخوف، وغيره ممّا رسمه ابن أبي ربيعة في شِعره الذي صوّر أهميّة البصر من خلال تصويرات بعيدة عنه، وذلك لما للنُكران من أثر الدّهشة والقلق في نَفْس القارئ، أمّا عند استخدام الصّورة الشِّعريّة البصريّة التي تخلق حالة من اليقين لوجود الشّيء، فلم يكتفي ابن أبي ربيعة بإيرادها لإثبات الحدث وتشخيصه بشكل دقيق، إنّما أوجد حالة من التّصوير لِذِكرياته فيها، وأورد كلّ ما يُمكن تجسيمه في صورة بارعة يتلّقاها القارئ بشكل تفصيليّ واضح لا جهالة فيه، فقال في إحدى قصائده التي غلب عليها التّصوير البصريّ في حديثه عن محبوبته هند:[٩]
لِمَن الدّيارُ كأنّهُنّ سُطورُ
- تسدي معالمَها الصَّبا وَتُنيرُ
لَعِبَت بها الأرواحُ بعد أنيسِها
- نَكباءُ تَطَّرِدُ السَّفا وَدَبورُ
دارٌ لهندٍ إذ تهيمُ بِذِكرِها
- وإذا الشّبابُ المُستَعارُ نَضيرُ
إذ تَستَبيكَ بِجيدِ آدمَ شادِنِ
- دُرٌّ عَلى لَبّاتِه وَشُذورُ
تلك التي سَبَتِ الفؤادَ فأصبحت
- والقلبُ رَهنٌ عندها مأسورُ
لو دَبَّ ذَرُّ فوق ضاحي جلدِها
- لَأبانَ مِن آثارهِنَّ حُدورُ
غَراءُ واضحةُ الجبينِ كأنّها
- قمرٌ بدا للناظرينَ مُنيرُ
نقد الشُّعراء لشِعر عمر بن أبي ربيعة
كان النّقد المُوجّه لعُمر بن أبي ربيعة في عدم إحسانه في “الغزل”، وأنّه دائمُ الوصف لنفسه، ومنهم من رأى أنّه لم يُحسن وصف المرأة، كما قِيل أنّه لم يملك ما مَلَكه الشُّعراء من الرِّقة في شِعرهم الذي يحوي شكواهم من أحبّتهم، وهجرهم، وآلامهم من الصُّدود تجاههم، بل أنّه كان دائم الوصف لعاطفة أحبّائه فيه، وحسرتهم عليه، وأنّه لم يجد فيهم ما وجوده به من العاطفة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذا النّقد عائد إلى المُفضَّل الضَّبَي، بالإضافة إلى كون هذا النّقد مُشابه لرأي الشُّعراء المُعاصرين في شِعر ابن أبي ربيعة، أمثال شاعر الغزل العُذري “كثير” الذي شَهد له في كثير شِعره، إلّا أنّه أخذ عليه إيراد المرأة في أشعاره بمظهر لا يُناسب حياءها كامرأة، فكان نقد “كثير” مثل غيره من نُقّاد الحجاز مبنيّ على الصّورة المِثاليّة للمرأة، أمّا النّاقد الحجازيّ ابن أبي عتيق فردّ على أبيات لابن أبي ربيعة قائلاً إنّه لم ينسب أحد إليه بشيء إنّما أنسبه لنفسه، وهذه هي الأبيات:[١٠]
بينما ينعتني أبصرنني
- دون قيد الميل يعدو بي الأَغرْ
قالت الكُبرى: أتعرفن الفتى؟
- قالت الوسطى : نعمْ، هذا عمر
قالت الصغرى ، وقد تيّمتها:
- قد عرفناهُ، وهل يخفى القمر!
إنّ الصّورة المِثاليّة للمرأة نابعة من آثار الحضارة والتّرف الذي جعل الشِّعر مُتوغّلاً في نفوس من يسمع الشِّعر، فكان نِتاج ذلك أن يكون النّقد الحجازي لِشِعر الغزل من خلال وضع حدود له لا يصحّ تعدّيها، فكان النّاقد لشِعر الغزل دائم الرّفض للأشعار التي لا تتناسب مع الصّورة المِثاليّة للمرأة، ويقبل من يوافقها، ومن النُّقّاد الذين امتلكوا هذا النّهج في النّقد “قُدامة بن جعفر”، ومِثال هذا النّهج قول الناقد الحجازيّ ابن أبي عتيق في بيت شِّعر لابن أبي ربيعة قال فيه لمحبوبته: “فعدِّي نائلاً وإنْ لم تنيلي”، فقال ابن أبي عتيق فيها إنّها أبيات صادقة تنبع من عاشق حقيقيّ صادق، ثمّ قارنها ببيت للشاعر العُذريّ “كثير” قال فيه لمحبوبته: “ولستُ براضٍ من خليل بنائلٍ”، فنقده أنّ ليس من تصرّفات العاشق الحقيقيّ أن يُساوي نفسه بمحبوبته، وأنّ ما كتبه كان كلام مكافأة وليس كلام عشق حقيقيّ، ولم يكن نقد ابن أبي عتيق مبنيّاً على أكثر الشُّعراء إحساساً، إنّما على التّصوير الأقرب لحقيقة للمرأة على الحالة التي يجب أن تكون فيها تحت الصّورة المِثاليّة لها.[١٠]
المراجع
- ↑ أ. حسن توفيق العدل (2002)، تاريخ آداب اللغة العربية، الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 218. بتصرّف.
- ^ أ ب د. خليل محمد عودة، صورة المرأة في شعر عمر بن أبي ربيعة (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب د. فايز محمد (1996)، ديوان عمر بن أبي ربيعة (الطبعة 2)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 8.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ دلیلة بوراس (2014)، شعرية السرد عند عمر بن أبي ربيعة، الجزائر: جامعة العربي بن مهيدي، أمّ البواقي، صفحة 29،30،32،37،38،43،44،46،54،56. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د. صالح محمد حسن أرديني (2011)، “اللون في شعر عمر بن أبي ربيعة”، مجلة التربية والعلم، العدد 3، المجلد 18، صفحة 122،123،127،132. بتصرّف.
- ^ أ ب د. رفيقة بن رجب (2014)، “أنموذج الجمال في شعر عمر بن أبي ربيعة”، مجلة العلوم الإنسانيّة، العدد 23، صفحة 189،190. بتصرّف.
- ↑ أ.د. نضال ابراھیم یاسین (2011)، “تقنيات القص الهازل في غزل عمر بن أبي ربيعة”، مجلة آداب البصرة، العدد 55، صفحة 110،111. بتصرّف.
- ^ أ ب ممدوح محمد الحسن الجزولي (2008)، صورة العصر في شعر عمر بن أبي ربيعة، السودان: جامعة الخرطوم، صفحة 82،83. بتصرّف.
- ^ أ ب د. إبراهيم علي شكر (2014)، “الصورة الحسية في شعر عمر بن أبي ربيعة”، مجلة كلية التربية الأساسية، العدد 86، المجلد 20، صفحة 1،2. بتصرّف.
- ^ أ ب د. ابتسام مرهون الصفار، د. ناصر حلاوي (2014)، محاضرات في تاريخ النقد عند العرب (الطبعة 1)، السّعوديّة: دار العطار، صفحة 61،62،63. بتصرّف.