مراحل تطور الشعر
تطور الشعر
مر الشعر العربي منذ نشأته بعدد من المراحل التي ساهمت إلى تحوله وتطوره إلى الشكل المتداول في عصرنا الحالي، وكان للشعر العربي دور كبير وفعال عبر العصر؛ وذلك كونه وسيلة التواصل الأمثل للتعبير عن وقائع الحياة والمعيشة التي كانت سائدة في كل مرحلة منها، كما ساهم في حفظ عدد كبير من الوقائع التاريخية المهمة التي وصلت إلينا على شكل قصائد شعرية.
مراحل تطور الشعر
مرحلة الشعر الكلاسيكي
اقتصر استخدام الشعر في العصر الجاهلي على المتعة والتسلية فقط، وكان الشعر آنذاك ينظم على شكل قصيدة مشكلة من أبيات شعرية، حيث يتكون كل بيت منها من نصفين ويستقل عما سبقه وتبعه من أبيات، وتنتهي جميعها بحرف واحد والذي كان يعرف باسم القافية، كما كانت تنظم على موسيقى واحدة والتي عرفت باسم البحر العروضي.
استخدم الشعر في العصر الجاهلي للتعبير عن طبيعة حياة القبائل العربية، واستطاع أن يصورها بشكل دقيق، مما دفع المؤرخين إلى تسميته بديوان العرب؛ كونه يقدم ويفصل جميع أخبار العرب وقصصهم، سواء كان من حيث وصف الخيام، ورحل الصيد، والمعارك، والحرب، وغزل المرأة، والمدح، والهجاء، والرثاء.
مرحلة البعث والأحياء
اعتمد الشعراء في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي على تقليد الشعر الكلاسيكي الذي كان سائداً في العصر الجاهلي من حيث نظم القصيدة الشعرية والقافية والموسيقى، دون أن يطوروا أو يجددوا عليها، إلا أنهم غيروا في مواضيعها فاتجهوا إلى وصف وتصوير الحياة العربية الجديدة، وما تحتويه من قيم دينية واجتماعية جديدة.
مرحلة الشعر الرومانسي
سعى الشعراء في العصر العباسي إلى التجديد في المواضيع المطروحة في شعرهم، كما ركزوا على كتابة القصيدة الشعرية بشكل جديد وتغيير شكلها الخارجي، وساعد على ذلك اتساع رقعة الدولة الإسلامية واطلاع واهتمام عدد كبير من الشعراء العرب المسلمون بالشعر العجمي ودراسته وتقليدهم له، حيث قام الشعراء بوصف الترف والغنى وأشكال الحضارات المتنوعة التي كانت سائدة آنذاك ومظاهرها، كما جددوا من شكل القصيدة الشعرية وموسيقاها ولغتها.
مرحلة الشعر الحديث
يتمثل الشعر الحديث في الشعر الذي ساد الوطن العربي مع بدايات القرن العشرين والذي لا زال متداولاً حتى عصرنا الحالي، واستطاع أن يكسر القيود التقليدية للشعر العربي وأن يتحرر منها، كما تطور بشكل سريع وكبير ليتخلى بشكل كلي عن وسائل الشعر التقليدية مثل الشكل الخارجي وغير ذلك من تبعية المواضيع المطروحة.
ساعد على ذلك إطلاع الأدباء العرب على الشعر الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وظهر ما عرف باسم الشعر الحر، والذي يختلف بموسيقاه اختلافاً جذرياً عن الشعر التقليدي، كما استطاع أن يتحرر من الشكل التقليدي للقصيدة بأبياته ذات النصفين، مما مكن الشعراء من التعبير عما يدور في أنفسهم بحرية أكبر، كما تحرر من استخدام القافية الواحدة إلى تعدد القوافي وتنوعها في القصيدة الواحدة.