مفهوم أدب الرحلة

أدب الرحلة

هو نوعٌ من أنواع الأدب القديم الذي عُرفَ في المَاضي، وارتبط بالرحلات التي كان يسافرُ فيها الرحالةُ العرب لاكتشافِ أراضٍ جديدةٍ لم تكن معروفةً في السابق، وأيضاً يعرفُ أدب الرحلة بأنه كافة المؤلفات، والمدونات، والمخطوطات التي وصلتنا من العصور الماضية، والتي تحتوي على مجموعةٍ من المشاهداتِ، والقصص التي عاصرها الرحالةُ في الأماكن التي وصلوا إليها، ويشملُ أدب الرحلة على نقلِ مواصفات الطبيعة الموجودة في مناطق العالم غير المكتشفة، وأيضاً يحتوي على سردٍ حول العادات، والتقاليد السائدة عند الشعوب الذين عاشوا في تلك الأراضي، والمناطق.

تاريخ أدب الرحلة

يعتبرُ أدب الرحلة من أقدمِ أنواع الأدب المعروفة عند العرب، وقد اهتمّوا بهذا النوع من الأدب اهتماماً واضحاً، فتمّ تسييرُ العديد من الرحلات الاستكشافيّة للتعرفِ على المناطقِ، والبلدان المحيطة بهم، ويعتبر كلٌّ من الإدريسي، والمسعودي، وابن بطوطة، وابن فضلان، وابن جبير من أشهر الرحالة العرب، والذين اهتموا بتوثيق رحلاتهم، وكتابة القصص التي حصلت معهم في الأماكن التي ذهبوا لها، ومنهم من اهتم بجغرافيّة تلك الأماكن فعمل على رسم الخرائط التي تقدمُ وصفاً للتضاريس الجغرافية التي تعرفوا عليها.

يعدُّ القرن السادس الهجري من أكثر القرون العربية، والإسلامية التي شهدتْ نهوضاً ملحوظاً بأدبِ الرحلة، والذي احتوى على العديد من قصص الرحلات التي ألّفها الرحالة العرب، والذين كانوا يُسافرون من الجزيرة العربية لاكتشاف المناطق المحيطة بهم، أو الذين كانوا يسافرون من بلاد شمال إفريقيا، والأندلس إلى الجزيرة العربية بهدف الحج، والتعرف على الحضارة العربيّة الموجودة في تلك المنطقة.

شَهِدَ القرن الحادي عشر للهجرة العديد من قصص الرّحلات التي تمكّنَ فيها الرحالة العرب من الوصول إلى الكثير من المناطق، والتي لم يكتشفها أي أحدٍ من قبلهم، وأيضاً احتوى على مجموعةٍ من الرحلات التي توثقُ للعديد من الأحداث التاريخيّة المهمة، ومن أهمّها رحلة أحمد الحجري، والمعروف باسم أفوقاي الذي هربَ من الأندلس بعد سقوطها، وقام بتوثيق ما حدث من محاكم تفتيشٍ، والعديد من المشاهدات الأخرى التي جمعها في كتابه حول هذه الرحلة.

خصائص أدب الرحلة

  • يحتوي على مجموعةٍ من القصص والأحداث التي تساهمُ في نقلِ صورٍ تاريخيّة للقراء.
  • يصفُ طبيعة، ومراحل الرحلة التي شارك بها الرحالة.
  • يهتمُ بتسجيل المعلومات الجغرافيّة حول المناطق الجديدة.
  • ينقلُ وصفاً عن العادات السائدة عند سكان المناطق التي وصلها الرحالة.
  • يعتمدُ على نقل التاريخ بصورةٍ واقعية، أي يسردُ قصصاً حول شخصياتٍ حقيقية.

غياب أدب الرحلة

في أواخر القرن التاسع عشر للميلاد، وبدايات القرن العشرين للميلاد بدأ أدب الرحلة يغيبُ بشكلٍ ملحوظٍ عن الساحة الأدبية العربيّة، وذلك بسبب ظهور العديد من وسائل السفر الحديثة، والأجهزة التي تساعدُ على اكتشاف الكثير من المناطق خلال وقتٍ قصيرٍ مقارنةً بالماضي الذي كان يحتاجُ فيه الرحالة إلى شهورٍ، وسنوات حتى تنتهي رحلته، وهكذا أدّى التطور التكنولوجي، والمعلوماتي إلى اختفاء أدب الرحلة، ولم تبقَ منه إلا المؤلفات التاريخيّة المحفوظة في المكتبات.