أقوال في التوبة إلى الله
التوبة إلى الله
التوبة إلى الله تعالى هو باب مفتوح دوماً لكل عباده، فالله سبحانه وتعالى الغفور الرحيم بعباده، فما أجمل أن يعود المسلم إلى الله بعد أن يكون قد أذنب ذنباً نادماً وعازماً على عدم العودة إلى ذلك الذنب، فقد أحضرنا لكم باقة من أجمل الأقوال في التوبة إلى الله.
أقوال في التوبة إلى الله
- التوبة إلى الله ندم بالقلب واستغفار باللسان وترك بالجوارح وإضمار ألّا يعود.
- إنّ الفضحية عقبة أمام التوبة، ومن مزق الأستار التي لفته بها الأقدار فقد مهد لنفسه طريقاً إلى النار.
- الاستبداد أعظم بلاء يتعجل الله به الانتقام من عباده الخاملين ولا يرفعه عنهم حتّى يتوبوا.
- التوبة النصوح أن يتوب من الذنب، ثمّ لا يعود إليه، كما لا يعود اللبن في الضرع.
- الاعتراف بالخطأ أول خطوة على طريق التوبة.
- الناس نادراً ما يفعلون ما يؤمنون به، إنّهم يفعلون ما هو مناسب، ثمّ التوبة.
- ما أكثر المؤمنين الذين يرتكبون جميع ما يستطيعون من معاصىٍ معتمدين على التوبة فى آخر المطاف ، أو معتمدين على سعة المغفرة.
- يا بني: لا تؤخر التوبة إلى الله تعالى فإنّ الموت يأتي بغتة.
- لا يصدق التوبة إلا من جربها.. أمّا من لم يجربها فسيظل أسير الصورة الأولى لأنّه لم يعرف الثانية..
- ما أحلى اسم الله التواب! يعطي المذنب أملاً ليبدأ من جديد ويخرجه من دائرة الإحباط.
- إنّ للتوبة روحاً وجسداً فروحها استشعار قبح المعصية وجسدها الامتناع عنها.
قصيدة توبة
قصيدة توبة للشاعر مصطفى وهبي التل، هو شاعر أردني ولد في مدينة إربد كبرى مدن شمال المملكة الأردنية عام 1899م، وقد درس مصطفى وهبي التل المحاماة وبعدها عين مدرساً في الكرك إحدى مدن جنوب الأردن ومن بعدها قد عين حاكماً إدارياً لثلاث نواحي في الأردن (وادي السير، والزرقاء، والشوبك)، وقد كان الشاعر مصطفى وهبي التل يتقن كل من اللغات التركية، والفرنسية، والفارسية.
أمولانا أمولانا
- هجرنا الدن والحانا
وبدلنا من المنظوم
- والمنثور قرآنا
فمن هود إلى طه
- نرتلها ورحمانا
لتسبيح به برمت
- مخارج قول سبحانا
ومن ورد فتحت له
- بسوق الذكر دكانا
إلى ذقن أطلناها
- بعثنون لتزدانا
لعل الرشد يمسكها
- إذا ما الغي أرخانا
سلونا أم إحسان
- وجارتها وإحسانا
وأصحابا ألفناهم
- وخدنات وأخدانا
وطلقنا مغاني الأنس
- أقداحا وندمانا
فلا كأس تعل لها
- ة صادي الشوق تحنانا
ولا وتر يعيد إلى
- جوانحنا جوى بانا
سددنا عن سماع خلا
- أذان الشيخ آذانا
فال ذكرى تؤرقنا
- ولا آمال ترعانا
ولا حسناء تؤنسنا
- صبابتها بمنفانا
كأنا لم نكن بالامس
- من سكان ” عمانا “
ولم نسحب لكل هوى
- ” بوادي السير ” اردانا
ولا شم الهيام بغا
- نيات ” الحصن ” ريانا
- ولم تعرف اخا النشوات بنت الكرم نشوانا
فلم نشرب ولم نطرب
- ولم نلعب بدنيانا
- ولا قوضت للآلام بالأوهام بنيانا
- ولا في جرعة الوسكي قد أغرقت أحزانا
- لعمر الخمر هذا الأمر كاد يكون بهتانا
أأوراد وأذكار
- وقلب ذاب إيمانا
- فيا سلواننا اللذات لا بوركت سلوانا !
- أما بالنفس من أحوالها بالامس عنوانا ؟
أما بالقلب يا قلبي
- بقايا من بقايانا ؟
أمولانا أمولانا
- ” بأيلة ” طال مثوانا
وكم ” بالحصن ” فاتنة
- تذوب أسى لذكرانا
سعادتنا برؤيتها
- وغبطتها بمرآنا
- تظن وكم لعمرك خيب القانون ظنانا
- فقل للشوق أهل الذوق ما اهتموا بشكوانا
- وأبلغ شيخنا ” عبود ” عنا بعض ما كانا
لنستفتيه هل صحت
- بهذا الشكل تقوانا
خواطر في التوبة إلى الله
الخاطرة الأولى:
التوبة في الحقيقة هي الرجوع إلى الله – تعالى – بالتزام فعل ما يُحب ظاهرًا وباطنًا، وترك ما يَكره ظاهرًا وباطنًا، التوبة – في حقيقتها إذًا – اسم لمجموع أمرين: الرجوع إلى المحبوب، وهو جزء من مسماها، والرجوع عن المكروه، وهو الجزء الآخر، فليست التوبة إذًا مجرد الترك، وإن كان هذا هو ما يظنه كثير من الناس، وهو قصور في فَهم حقيقة التوبة؛ لأنه وإن كان ترك المكروه من لوازم التوبة، إلا أنها تتضمن أيضًا فعلَ المأمور، فمَن تَرَك الذنب تركاً مجرداً، ولم يرجع منه إلى ما يحبه الله – تعالى – لم يكن تائباً، إلّا إذا رجع وأقبل وأناب إلى الله – عز وجل – وحل عقد الإصرار، وأثبت معنى التوبة في القلب قبل التلفظ باللسان، فندم بقلبه، واستغفر بلسانه، وأمسك ببدنه، وبهذا يكون قد حقق مدلول التوبة الكاملة.
الخاطرة الثانية:
التوبة امتحان للتائبين ليعرف الصادقون والكاذبون.. كثيرون هم الذين يتوبون.. لكن قليلون هم الذين يصدقون في توبتهم ويثبتون .. إن التوبة والنجاة بالاستغفار لا بالتمادي والاستهتار، وإنّه من بذل الأسباب وصل إلى الأبواب .. إن الذنوب والمعاصي باب كلنا ولجناه .. وبحر كلنا سبحنا فيه .. ولا ينجو من ذلك إلا المعصومون ممن اصطفاهم الله واجتباهم من الأنبياء والرسل، فاللهم وفقنا لتوبة نصوح قبل الموت وشهادة عند الموت ورحمة بعد الموت يا رب العالمين.
الخاطرة الثالثة:
ليست التوبة إلى الله تعالى من فعل السيئات فقط، كما يظنّ كثيرٌ من الجهال، لا يتصورون التوبة إلّا عما يفعله العبدُ من القبائح؛ كالفواحش والمظالم، بل التوبة مِن ترك الحسنات المأمور بها، أهمُّ من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها، فأكثرُ الخلق يتركون كثيرًا مما أمرهم الله به، من أقوال القلوب وأعمالها، وأقوال البدن وأعماله، وقد لا يعلمون أنّ ذلك ممّا أُمروا به، أو يعلمون الحق ولا يتَّبعونه، فيكونون إمّا ضالين بعدم العلم النافع، وإمّا مغضوب عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته.
الخاطرة الرابعة:
في كل مرة يقع في الذنب، يشعر بكآبة وحزن شديد .. يكون في أول الأمر سعيداً متلهفاً لإشباع شهوة عابرة، أو اتباع هوى نفسه المتقلبة.. ثمّ تنقلب أموره حزناً، وهماً، وغماً، ونكداً، وضنكاً .. لكن تلك المرة كانت مختلفة تماماً .. قارف الذنب مجدداً بعد أن عزم مراراً ألا يعود إليه.. وبعد أن قضيت الشهوة وزالت اللذة والمتعة.. شعر بغصّة حزينة أليمة تعصف بقلبه.. شعر برغبة عارمة بالبكاء.. مزيج من مشاعر الضعف والانهزام والخسارة والذل تعصف به .. أحس بثقل شديد في جسمه النشيط .. رأى الدنيا وكأنّها مظلمة.. تملأها العوائق والمصاعب.. وقف صامتاً حزيناً شارداً بفكره.. غاب بفكره بعيداً عن عالمه الذي يقيده بأغلال المعاصي والآثام والشهوات والأهواء.. وصل إلى عالم الواقع الصادق الذي اختفى في عالم الواقع الواهم.. فتراءت له صور جميلة كثيرة.. منها صورة لنفسه !!.. صورة جميلة مشرقة .. رأى نفسه .. صاحب هدف كبير ورسالة عظيمة .. رأى نفسه .. خاضعاً منيباً ذليلاً مسلماً لله –عز وجل– وحده .. رأى نفسه مكرماً مفضلاً.. سعيداً محبوباً.. هانئاً منعماً..رأى نفسه في جنة على الأرض ..
رسائل في التوبة إلى الله
الرسالة الأولى:
القلب يمرض كما يمرض الجسم وشفاؤه بالتوبة..
ويصدأ كما يصدأ المعدن وجلاؤه بالذكر..
ويعرى كما يعرى الجسد وزينته التقوى..
الرسالة الثانية:
لا تيأس مهما بلغت أوزارك..
ولا تقنط مهما بلغت خطاياك..
فما جعل الله التوبة إلّا للمذنبين..
وما أرسل الأنبياء إلّا للضالين..
وما جعل المغفرة إلّا للمذنبن..
وما سمى نفسه الغفار التواب العفو الكريم..
إلّا من أجل أنك تخطئ فيغفر..
الرسالة الثالثة:
لا تكن بما نلت من دنياك فرحاً..
ولا لما فاتك منها ترحاً..
ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل..
ويؤخر التوبة لطول الأمل..
من شغلته دنياه خسر آخرته..