كيفية زراعة الكراث
نظرة عامة عن الكراث
يُعتبر نبات الكراث (بالإنجليزية: Leek) أحد الخضار التي يُمكن أكل ساقها الاسطوانية وأوراقها السميكة المتداخلة الممتدة من الساق، وهو نبات حولي يُحصد مرّة كل موسمين، أو مرّة كل موسم، وينتمي إلى عائلة الزنابق (بالإنجليزية: Liliaceae)، ويتراوح طوله بين 60سم إلى 90سم، وتُزهر نبتة الكراث زهوراً بيضاء، ووردية، وأرجوانية، إضافةً إلى أنها تُنتج بذوراً سوداء مُزرقّة في السنة الثانية،[١] ويُشبه الكراث البصل الأخضر إلى حدٍّ كبير إلاّ أنه أكبر حجماً وله أوراق مسطحة الشكل، ولا يشكّل بصيلات كالبصل العادي أو فصوصاً كالثوم، ونكهته أخفّ منهما، وله قاعدة بيضوية تمتد منها أوراق عريضة ومُسطّحة بقطر 5سم، ويتراوح طولها بين 15سم إلى 25سم،[٢] وتعتبر منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط موطن نبات الكراث، ويُمكن طهوه بالكامل كنوع من الخضار، أو يُمكن استخدام سيقانه في الحساء أو اليخنات المختلفة مع البطاطا.[٣]
كيفية زراعة الكراث
اختيار الصنف
تختلف الأصناف التي يُمكن زراعتها من نبات الكراث حسب الموسم، وهي كما يأتي:[٤]
موسم الزراعة | المدّة | الأصناف |
---|---|---|
الخريف | شهر آب إلى شهر تشرين الأول | أميريكان فلاج (American Flag)، جولانت (Jolant)، كيليما (Kilima)، الملك ريتشارد (King Richard)، بريمور (Primor). |
أواخر الخريف-الشتاء | شهر تشرين الأول إلى شهر كانون الأول | ديريك (Derrrick)، إليكترا (Electra)، جولدينا (Goldina)، جالوت (Goliath)، كيليما (Kilima)، تيفي (Tivi)، وينتروزين (Wintereuzen). |
الشتاء ويتم حصاده في الربيع | 80 إلى 120 يوم تقريباً | كارينا (Carina). |
اختيار الأرض
ينمو نبات الكراث في مناخ بارد إلى معتدل،[٤] ويتطلّب نموه شمساً ساطعة، مع وجود الظل أحياناً، وتربة خصبة غنيّة بالمواد العضويّة، ذات رطوبة جيدة، وتصريف جيد للمياه، ويتراوح الرقم الهيدروجيني الأمثل للتربة بين 6.2 إلى 6.8، لضمان غلّة وفيرة من المحصول.[٥]
تجهيز الأرض
يُفضّل زراعة الكراث في تربة مفتتة خالية من التكتلات أو الحجارة لأن جذوره سطحية، ويُمكن إضافة مواد عضوية إلى التربة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مع الانتباه إلى إزالة الأعشاب والحشائش الضارة من الأرض قبل زراعتها، وتتم زراعة الكراث في مساحات يتراوح عرضها بين 1.2م إلى 1.5م تقريباً حسب نوع المعدّات الزراعيّة المُستخدمة، ويمتد طولها إلى 30 متراً، وعمق يتراوح بين 18سم إلى 20سم تقريباً لمنع وصول يرقات البصل الطفيلية إليه، ويتم ترك مسافة 30سم تقريباً بين كل مساحة وأخرى، وتعتبر هذه الطريقة أحدى طرق الزراعة الحديثة التي تُتيح وصول المطر والمعدّات الزراعية إلى النبات بسهولة.[٦]
زراعة الكراث
تؤثر مسافات الزراعة على حجم نبتة الكراث، وتعدُّ زراعتها بمسافات متقاربة الأكثر شيوعاً اليوم وذلك لتنتج أوراقاً طويلة ورفيعة مع بصيلات أكثر بياضاً وأصغر حجماً، أما في حال زراعتها بمسافات متباعدة فسينتج نباتات بأوراق قصيرة وعريضة ويمكن في هذه الحالة تسويقها للصناعات الغذائية حيث إنها تعتبر غير مفضلة من قبل المستهلكين كنباتات طازجة،[٧] بالإضافة إلى ذلك تُساعد عملية الري المُنتظم في الحصول على سيقان رقيقة والحفاظ على نمو قوي وموحّد لنبات الكراث، ولا يؤثر نوع التربة في كميّة مياه الري لكنه يحدد مدى تكرار العملية؛ حيث تحتاج التربة الخفيفة ريّاً متكرراً بكمية قليلة في كل مرة، وتعتمد كميّة الري على تاريخ الزراعة، والاختلاف الموسمي، وصنف نبات الكراث المزروع،[٤] ويمكن زراعة الكراث عن طريق البذور أو الأشتال.[٨]
الزراعة بالأشتال
يُمكن زراعة أشتال نبات الكراث في مساحات حاضنة أو أحواض خارجيّة دون الحاجة لإضافة الأسمدة، ويطبّق ذلك عن طريق غرس البذور على عمق 1سم تقريباً في صفين إلى ستة صفوف في الحوض الواحد، مع مراعاة أن يبتعد كل صف عن الآخر بمقدار 10سم إلى 35سم تقريباً، ويبعد كل حوض عن الآخر من 90سم إلى متر تقريباً، ويعتمد معدل البذر على حجم البذرة والكثافة الزراعية المطلوبة، ويكون بمعدّل يتراوح بين 0.06 غ/م2 إلى 0.17 غ/م2، أي ما يعادل بذرة لكل 1سم تقريباً، أو يُمكن زراعتها داخل بيت بلاستيكي، حيث يتم بذر البذور على بعد 1سم تقريباً عن بعضها في صفوف متباعدة بمقدار 30سم إلى 36سم تقريباً.[٧]
يتم زراعة الأحواض الحاضنة للأشتال في الفترة بين تشرين الأول إلى نيسان، ويتم تشتيلها بعد شهرين إلى أربعة أشهر، بعد أن يصبح قطرها 1سم تقريباً ويتراوح طولها من 12سم إلى 20سم تقريباً، كما يُمكن تشذيب أو قص الجذور والقمم لجعل الشتلة بطول 12سم إلى 15سم تقريباً، ويفضل ذلك في حال كانت درجة الحرارة مرتفعة في مكان الزراعة، وتتم زراعة الأشتال الجاهزة في صفين لكل مساحة مخصصة للحصول على المحصول، ويتم إبعاد كل شتلة عن الأخرى بمقدار 5سم إلى 10سم تقريباً، ثمّ يتم ري الأشتال بعد زراعتها، وتكرر عملية الري أكثر من مرة خلال فترة نمو الأشتال، كما يُمكن إضافة النيتروجين لدعم نمو للأشتال.[٧]
يُمكن حصاد محصول الكراث الذي تمت زراعته في الفترة بين شهر تشرين الأول حتى شهر كانون الأول، في فصل الربيع في الفترة الممتدة بين منتصف شهر أيار إلى شهر حزيران، وتضمن عملية الحصاد المبكّر للمحصول سعراً جيداً له، بالرغم من عدم وفرة الغلّة في هذا الوقت من العام، أو يُمكن الحصول على غلّة وفيرة من المحصول الذي تمت زراعته في الفترة بين شهر كانون الأول وشهر شباط عند حصاده في فصل الصيف، كما يُمكن حصاد المحصول الذي تتم زراعته مباشرة في الحقول في آذار، ونيسان، وأيار، في فصلي الخريف والشتاء.[٧]
الزراعة بالبذار
يُمكن زراعة الكراث بالبذار أيضاً إلا أن هذه الطريقة تحتاج إلى مدّة زمنية طويلة للحصاد؛ حيث تستغرق ما يقارب 8 إلى 12 شهراً أو أكثر، إضافة إلى نقص أنواع مبيدات الأعشاب الموجودة التي يُمكن استخدامها،[٤] وتعتبر الزراعة بالبذر المباشر أقلّ تكلفة من الزراعة بالأشتال، ويعتمد اختيار إحدى الطريقتين على طبيعة الاستثمار الذي يريده المُزارع، ووجود حقل للزراعة، ووقت الحصاد للمحصول،[٧] وتُنفّذ عملية الزراعة بالبذار قبل حوالي 4 أسابيع من موجة الصقيع المُتَوقّع قدومها، عن طريق وضع البذور بعمق 1.27سم، وإبعاد البذور عن بعضها البعض بمسافة 2.5سم، ثمّ ترتيبها في صفوف تفصل بينها مسافة 51سم.[٥]
العناية بالنبات
يبين الآتي أهمّ الأمور التي يجب مراعاتها عند العناية بنبات الكراث:[١]
- تطبيق الريّ المنتظم لينمو النبات بشكل سليم، وتتمّ العملية مرة واحدة في الأسبوع عن طريق غمر التربة بالماء حتى عمق 46سم.
- تبييض الكراث عن طريق تدريج التربة حول ساق النبتة إلى أن تصل للأوراق، وذلك لإنتاج سيقان بيضاء طويلة، وتتمّ هذه العملية عندما يصل حجم نبات الكراث إلى حجم قلم رصاص.
- إضافة الأسمدة النيتروجينية.
- إزالة كافة الأعشاب الضارة حول النباتات مع مراعاة عدم اتلاف محصول الكراث عند إزالتها.
الحصاد
يحتاج نبات الكراث إلى فترة طويلة للنضوج لأنه ينمو ببطء؛ إذ يستغرق مدة تتراوح من 100 إلى 120 يوماً، ويمكن معرفة أن نبتة الكراث وصلت إلى مرحلة النضوج عندما يبلغ قطر ساقها 3.5سم، ويتمّ تنفيذ عمليّة الحصاد عن طريق خلخلة التربة حول الكراث، ثمّ سحبها من التربة بهدوء،[١] وتنتج الأرض التي مساحتها 4 دونمات ما يقارب 16.8طن من الكراث، ويعتمد وقت حصاده على وقت الزراعة، وحاجة السوق، والأنواع المزروعة، وقد يبدأ موسم الحصاد للكراث الصغير في شهر آب، أما الأنواع التي تتحمّل البرد والصقيع يمكن حصادها في أشهر الشتاء والخريف، ويكون الحصاد عادة يدويّاً، لكن في الوقت الحالي يمكن استخدام الآلات في عمليّة الحصاد.[٤]
أبرز آفات وأمراض الكراث
الأمراض
يبين الآتي أبرز الأمراض التي قد تُصيب نبات الكراث:[١]
- الذبول (بالإنجليزية: Damping-off): يعدُّ مرضاً فطرياً، ومن أعراضه تعفّن البذور، كما تظهر الجذور بلون أصفر، أو أحمر، أو أسود، وتنمو الشتلات ببطء إلى أن تبدأ بالذبول وبعدها تموت، ويمكن التغلب على هذا المرض بزراعة بذور خالية من المرض أو علاج البذور بمبيدات الفطريات، زراعة الأرض بمحاصيل مختلفة مثل الحبوب أو الأعشاب لتقليل مسببات المرض، وفي حال الإصابة بهذا المرض يمكن معالجته عن طريق تبخير التربة الذي بدوره يُقلل من مستويات العفن في التربة.
- العفن الأبيض (بالإنجليزية: White rot): يُعد العفن الأبيض مرضاً فطرياً، تظهر أعراضه على شكل أوراق مُصفرّة، وموت الأوراق وتساقطها، إضافةً لظهور طبقة بيضاء على أسفل بصلة النبات، بعدها ينتشر إلى الأوراق، ويمكن مكافحة هذا المرض بمبيدات الفطريات، لكنها غير فعّالة في بعض الظروف، ويمكن اللجوء لعلاج البذور بالماء الساخن قبل الزراعة، إضافةً إلى تناوب المحاصيل بنوع غير البصليات.
- البياض الزغبي (بالإنجليزية: Downy mildew): يعدُّ مرضاً فطريّاً، ويظهر على شكل بقع باهتة وطوليّة على الأوراق، إضافة لظهور طبقة زغبيّة على سطح الأوراق، مما يؤدي إلى اصفرارها وفي النهاية ذبولها، ويمكن مكافحة هذا المرض عن طريق زراعة الأرض بالمحاصيل غير البصليّة لمدة 3-4 سنوات، وتجنّب زراعة النباتات المُصابة بهذا المرض، إضافةً لاستخدام مبيدات الفطريات.
الآفات
يبين الآتي أبرز الآفات التي تُصيب الكراث:[١]
- نافقات الأوراق (بالإنجليزية: leafminers): يُسبب هذا المرض حشرة صغيرة سوداء وصفراء تضع بيضها في الأوراق، لتفقس وتكبر وتتغذى عليها، وتنتج مسارات بيضاء، مُتعرّجة ورقيقة على الأوراق، وكثرة المسارات يؤدي لظهور بُقع بيضاء، بعدها تتساقط الأوراق مسببةً انخفاضاً في محصول النبات، ويمكن مكافحتها عن طريق التأكد من خلو النباتات المراد زراعتها من المرض، ويمكن استخدام المبيدات الحشرية في حال التأكد من أن المحصول مُصاب بهذا النوع من الآفات.
- يرقات البصل (بالإنجليزية: Onion maggot): تُعدّ يرقات البصل ذبابة رمادية اللون، يبلغ طولها 1سم مع خطافات للتغذية، وتضع بيوضها على قاعدة النبتة، وعندما تفقس البيوض يخرج منها يرقات بيضاء صغيرة، ولمكافحة هذا المرض يجب الالتزام بتطهير الأرض، حيث يجب إزالة بقايا النباتات في نهاية الموسم، ويمكن استخدام المبيدات الحشريّة الحبيبيّة المناسبة، إضافة لتغطية النباتات بغطاء يمنع الإناث من وضع البيض على النبتة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج “Leek”, www.plantvillage.psu.edu, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ K.R.M. Swamy, R. Veere Gowda, “Allium ampeloprasum”، www.sciencedirect.com, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica (15-4-2019), “Leek”، www.britannica.com, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج “Leeks”, www.horticulture.oregonstate.edu,11-2-2010، Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ^ أ ب “Leeks”, www.gardening.cornell.edu, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ K.A. Delahaut (2003), Growingonions, garlic,leeks, and other alliumsin WisconsinA guide for fresh-market growers, U.S.A: University of Wisconsin-Extension, Page 6. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Ron Voss, Claudia Myers, “Leek”، www.gms.ctahr.hawaii.edu, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ Bob Polomski,Karen Russ (23-12-2016)، “ONION, LEEK, SHALLOT, & GARLIC”، hgic.clemson.edu, Retrieved 28-1-2020. Edited.