ظاهرة الرعد

ظاهرة الرّعد

تحدث ظاهرة الرّعد دائماً مرافقة لظاهرة البرق، لذلك فهما ظاهرتان متلازمتان؛ لا تحدث إحداهما دون الأخرى، ويرافقهما عادة تساقط كثيف للأمطار، ويتراوح صوت الرّعد بين الدّوي المنخفض أو الفرقعة الحادّة حسب طبيعة البرق وبُعد السّامع عن السّحابة، ويسقط بسبب عواصف البرق والرّعد أمطار غزيرة في فترة زمنيّة قصيرة.

يحدث الرّعد والبرق في أماكن مختلفة من الكرة الأرضيّة، ويتركّز حدوثه عادة في المناطق المداريّة الحارّة والرّطبة حيث التيارات الهوائيّة الرّطبة، ومن المناطق التي يحدث فيها الرّعد والبرق بكثرة الشّواطئ الجنوبية للولايات المتّحدة الأمريكيّة، وجنوب شرق البرازيل، وجزر إندونيسيا، والمناطق الاستوائيّة في إفريقيا، وجزيرة مدغشقر، وأواسط المكسيك، ويقلّ حدوثها عند القطبين حيث التيّارات الهوائيّة الباردة.

الفرق بين البرق والرّعد

البرق هو عبارة عن وميض ساطع من الضوء يحدث نتيجة التّفريغ الكهربائي في الغلاف الجوي في طبقات الجوّ العليا، أما الرّعد فهو عبارة عن صوت عال شديد ينتج من تمدّد الهواء بصورة فجائيّة بفعل الحرارة العالية جدّاً والضغط النّاتجين من شرارة البرق، ويعتمد ارتفاع الصّوت النّاتج عن الرّعد على كميّة التفريغ الكهربائي الحاصل، وحجم الغيوم، ويتّخذ البرق أشكالاً عدّة مثل الشّكل المتعرّج، أو الشّكل المخطط، أو الشكل الشّوكي.

يحدث البرق والرّعد في الوقت نفسه تقريباً، إلّا أنّنا نرى البرق قبل سماع صوته؛ وذلك لأنّ الضوء أسرع من الصّوت حيث تبلغ سرعته 300 ألف كيلومتر في الثّانية، بينما تبلغ سرعة الصّوت 330 متراً في الثّانية.

كيفيّة حدوث الرّعد والبرق

تختلف الشّحنات الكهربائيّة في السّحابة الواحدة؛ حيث تتجمّع الشّحنات السّالبة أسفل السّحابة، بينما تتجمّع الشّحنات الموجبة أعلاها، ويحدث البرق الذي ينتشر على شكل شرارات كهربائيّة في السّماء عندما يحدث تفريغ كهربائي بين منطقتين مختلفتين في الشّحنة في السّحابة نفسها، أو بين سحابتين ركاميتين مختلفتين متجاورتين، أو بين السّحابة والهواء عندما يصل فرق الجهد الكهربائي بينهما إلى حد معين، وفي أحيان أخرى تحدث ظاهرة خطيرة تسبب الدّمار الكبير للأرض تُعرف باسم الصّاعقة عندما يحدث التفريغ الكهربائي بين السّحب الركاميّة والأرض وما عليها من مبان عاليه وأشجار.

الآثار التّدميريّة للرّعد والبرق

يسبب الصوت المرتفع الناتج عن الرعد عادة الفزع والخوف لدى الإنسان، ويسمى صوت الرعد لغة الهزيم، أما البرق فيتسبب أحياناً عند حدوث ما يعرف بالصّاعقة بالحرائق والدّمار الكبير للمنشآت على الأرض، ممّا يؤدّي إلى كثير من الأضرار الماديّة والوفيات للأشخاص، ويمكن منع حدوث هذه الآثار الضّارّة النّاتجة عن الصّواعق باستخدام مانعات الصّواعق وهي عبارة عن قضبان معدنيّة تثبت في آعالي المنشآت، وتوصل بالأرض عبر أسلاك معدنيّة موصلة توصل الشحنات مباشرة إلى الأرض وتفرغها فيها، لمنع تفريغ الشحنات في المباني والأشجار.