أسباب انخفاض أسعار النفط

أسعار النفط

يَحظى الذهب الأسود بأهميّةٍ كبيرة على جميع الأصعدة حول العالم؛ حيث أثّرت هذه الأهميّة الكبرى لهذه المادة على الاقتصاد بشكل كبير، وبناءً على ذلك فإن التركيز يأتي على أسعاره فتؤثر سلباً وإيجاباً على الأسواق العالمية. تتصدّر الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى من حيث استهلاك النفط؛ إذ يقدّر بثمانين مليون برميل يومياً، أمّا من حيث الإنتاج فإنّ السعودية تتصدر المرتبة الأولى وفقاً لإحصاءات عام 2007م.

من الجدير ذكره أنّ العالم قد عانى من أزمة نفطية عام 2008م وأواخر عام 2007م حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعاً كبيراً، إذ تجاوز سعر البرميل الواحد نحو ستين دولاراً الأمر الذي أدى إلى تحطيم الحواجز القياسية لأسعار النفط، أما في شهر مارس من سنة 2008 فقد قفزت أسعار النفط قفزةً كبيرةً نحو المائة دولار للبرميل الواحد حيث كانت المرة الأولى التي يرتفع فيها لهذا السعر، وفي شهر يوليو من ذلك العام وصل سعر النفط إلى أعلى مستوياته وهي 147.27 دولاراً للبرميل الواحد، إلا أن هذا الأمر لم يدم طويلاً فعاودت أسعار النفط بالهبوط تجنباً لتراجع الطلب العالمي عليه نتيجة حدوث ركود اقتصادي عالمي على خلفية أزمة الرهن العقاري في تلك السنة.

أسباب انخفاض أسعار النفط

أشارت تقارير الوكالة الدولية للطاقة بأنّ أسعار النفط قد شهدت تراجعاً ملحوظاً في الأسواق العالمية الأمر الذي أثّر على اقتصاد عددٍ من الدول وخاصّةً تلك المُصدّرة للنفط، وأوضحت التقارير أن ما حدث فعلاً وأثّر على ذلك أنّ الأسواق قد شهدت فائضاً من النفط من حيث العرض، الأمر الذي أدّى إلى تكدّس كميات كبيرة وبالتالي تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها.

وفقاً لعلم الاقتصاد الجزئي فإن النفط يماثل أي سلعة أخرى فإنه يتأثر بنظرية العرض والطلب، أي إنّه في حال كون المعروض أكبر من الكميات المطلوبة سيؤدي إلى الكساد، وما زاد الأمر سوءاً هو تصدّر أمريكا فيما بعد قائمة الدول المنتجة لكل من مادتي الغاز والنفط فأدى ذلك إلى حدوث خلل ضخم في كميات النفط المعروض الأمر الذي أدى إلى مواجهة الدول ذات الاقتصاديات الناشئة حالة من الركود وبالتالي تراجع معدلات النمو.

أمّا فيما يتعلق بعام 2016م، فإنّ أسعار النفط قد تهاوت إلى الحضيض نظراً لارتفاع كميّات النفط المعروض؛ إذ تراجع سعر البرميل إلى أقل من ثلاثين دولاراً، وعلى الرّغم من كل الاختلافات حول العالم بمسألة النفط وقضاياه إلا أنّ الاتفاق بالإجماع قد كشف بأنّ أسعار النفط قد تهاوت نتيجة وجود الفائض النفطي المتمركز في المراكز النفطية في مختلف المخازن التجاريّة والاستراتيجيّة حول العالم.