أسباب تلوث المياه الجوفية

تعريف المياه الجوفية

المياه الجوفية: هي المياه التي توجد في باطن الأرض وفي نطاق الصخور والتربة المشبعة بالماء، ويمثل هذا النطاق خزاناً طبيعياً هائلاً يمتص ويخزن مياه الأمطار الساقطة في الأوقات الرطبة، ويصرفها ببطء في الأوقات الجافة. تمثل مياه الأمطار والثلوج الذائبة المصدر الأساسي والرئيسي للمياه الجوفية في باطن الأرض، وتعتبر المياه الجوفية مصدراً شائعاً للمياه في المنازل الفردية، والمدن الصغيرة، ومياه الآبار، والمياه التي تخرج على هيئة ينابيع، ويوجد ما يقرب من 98 في المائة من المياه العذبة السائلة كمياه جوفية، حيث تتشكّل المياه الجوفية في أعماق الأرض نتيجة تسرّب مياه الأمطار ببطء عبر طبقاتٍ واسعةٍ من التربة التي يسهل اختراقها وصخور تُسمّى طبقات المياه الجوفية، ويتم سحب المياه من طبقة المياه الجوفية عن طريق ضخها من بئر أو خزان جوفي، ويتم إنشاء الآبار بعدة طرق، اعتماداً على عمق وطبيعة طبقة المياه الجوفية، حيث يجب أن تخترق الآبار المستخدمة في إمدادات المياه العامة (التي يزيد عمقها عادة عن 30 متراً وقطرها يتراوح بين 10 إلى 30 سم) طبقات المياه الجوفية الكبيرة التي يمكن أن توفر عوائد يمكن الاعتماد عليها لمياه ذات نوعية جيدة. كما يتم حفرهذه الآبار باستخدام تقنيات حديثة للحفر وعادة ما تكون الأدوات مبطنة بأنبوب معدني أو غلاف لمنع التلوث، ويمكن استخدام المضخة الغاطسة التي يقودها محرك كهربائي لرفع المياه إلى السطح.[١][٢]

أسباب تلوث المياه الجوفية

تتأثر المياه الجوفية بالأنشطة السطحية المختلفة والتي قد تؤدي إلى تلوثها بناءً على مكان وجودها، حيث تزداد قابلية المياه الجوفية للتلوث إذا وُجد الخزان الجوفي بشكل حر وبالقرب من مستوى المياه على سطح الأرض، وفي حال وجود الخزّان الجوفي في منطقة صخرية مشققة أو ذات مكونات حصوية منتظمة الحبيبات وذات نفاذية عالية. في حين تقل قابليتها للتلوث في حال وجود الخزان الجوفي على عمق كبير، حيث يعمل الجزء غير المشبع بالمياه على التقليل من تركيز وقدرة الملوّثات على الترسب، وتقل قابلية المياه الجوفية للتلوث أيضاً إذا وُجد الخزّان الجوفي أسفل طبقة طينية سطحية، ووجود المياه في الخزّان تحت ضغط هيدروليكي. وفيما يأتي نذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية:[٣]

  • الأنشطة الزراعية: تمثل الأنشطة الزراعية إضافة المبيدات الحشرية والأسمدة وعمليات غسيل التربة والتبخر، حيث تؤدي هذه الأنشطة إلى ظهور العديد من الملوثات مثل المبيدات والأملاح الذائبة.
  • الأنشطة البشرية: تؤدي الأنشطة البشرية في بعض الأحيان إلى تلوث المياه الجوفية، نتيجة تسرب الفضلات العضوية من شبكات الصرف الصحي أو خزانات التجميع الأرضية والحفر الامتصاصية التي توجد بكثرة في القرى البعيدة عن وسائل الخدمات وشبكات الصرف الصحي، حيث تحتوي الفضلات العضوية بنسب متفاوتة على مركبات النيتروجين (أمونيا أو نيتروجين عضوي).
  • الأنشطة الصناعية: تمثل الأنشطة الصناعية المصدر الأكثر خطراً لتلوث المياه الجوفية، ويعتمد مدى تأثيرها على نوع الصناعة وطريقة التخلص من الناتج عنها. وبطبيعة الحال، معظم المصانع لا تتخلص من فضلاتها ومخلفاتها في باطن الأرض مباشرة، لكنها قد تتخلص منها في مياه الأنهار أو البحار مما يؤدي إلى تلوثها، ويحدث تسرب للعناصر الثقيلة مثل الرصاص، الزنك، والكروم، إلى الخزان الجوفي وبالتالي يحدث تلوث للمياه الجوفية.
  • السحب الجائر للمياه الجوفية: يؤدي السحب الجائر للمياه الجوفية إلى تلوث خزان المياه الجوفية عن طريق ارتفاع درجة ملوحة المياه، وخاصةً إذا تم السحب من خزانات المياه الجوفية القريبة من المكونات الجيولوجية الحاملة لمياه عالية الملوحة مثل الصخور الجيرية أو القريبة من ساحل البحر.

الحد من تلوث المياه الجوفية

يمكن التقليل والحد من خطر تلوث المياه الجوفية باتباع الطرق والأساليب الآتية:[٤]

  • إقامة شبكات صرف زراعي ذات بنية تحتية جيدة.
  • الحد من استخدام المبيدات الضارة التي تؤدي إلى تلوث البيئة والمياه الجوفية، واستخدام أنواع غير ملوِثة وصديقة للبيئة.
  • الحد من أساليب السحب الجائر للمياه الجوفية عن طريق استنباط أصناف نباتات مقاومة للجفاف باستخدام طرق التربية التقليدية أو الهندسة الوراثية، في حال استخراج المياه الجوفية للزراعة.
  • حماية المياه الجوفية من ارتفاع درجة ملوحتها بسبب السحب الجائر وغير المنتظم، نتيجة لوجود المياه الجوفية فوق مياه ذات ملوحة عالية، أو نتيجة لتداخل واختلاط مياه البحر مع المياه الجوفية.
  • حفر الآبار بأعماق آمنة مع ضرورة تنظيم معدلات السحب من تلك الآبار.
  • الحد من وجود خزانات التجميع الأرضية والحفر الامتصاصية عبر مد شبكات الصرف الصحي للمناطق النائية والقرى المفتقرة لهذه الخدمة.
  • تزويد الآبار بمياه نظيفة حتى يتم تحريك التلوث في منطقة بعيدة عن مواقع الآبار.
  • الحد من استخدام الأسمدة، واستخدام كميات مياه أقل لري المزروعات.

استنزاف المياه الجوفية

جاء في إحدى الدراسات حقيقة مفادها أن 1.7 مليار شخص في العالم يعيشون في مناطق تتعرض فيها المياه الجوفية لخطر الاستنزاف أو الاستغلال المفرط. ومن أهم هذه المناطق شمال وجنوب الجزيرة العربية ومنطقة الدلتا في مصر. كما أكدت دراسات أخرى على خطر الاستنزاف البشري للمياه الجوفية والذي يطال ثلث المخزون العالمي للمياه الجوفية، لا سيّما المياه الجوفية في المنطقة العربية، حيث صنف العلماء 13 خزاناً جوفياً من أصل 37 خزاناً بأنه خزان (فائق الإجهاد) أي إن كمية السحب أكبر بكثير من كمية التجدد الطبيعي لهذا الخزان، مما سيؤدي في النهاية إلى جفاف الخزان. وتمتدّ طبقة المياه الجوفية العربية – الأعلى إجهاداً حول العالم- لتشمل المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، وعُمان، واليمن، والأردن، ويبلغ معدل نضوب المياه الجوفية منها 10 ملليترات سنوياً بلا أي تعويض مماثل.[٥]

المراجع

  1. “Water Sources”, www.britannica.com, Retrieved 16-5-2018. Edited.
  2. داليا إسماعيل محمد، المياه والعلاقات الدولية، صفحة الصفحات غير مرقمة (عنوان الموضوع: المياه الجوفية). بتصرّف.
  3. محمد نصر الدين علام، المياه والأراضي الزراعية، القاهرة- جمهورية مصر العربية: المكتبة الأكاديمية، صفحة 166-167. بتصرّف.
  4. السيد حامد الصعيدي، الزراعة المستدامة للأراضي الجافة والمروية، صفحة 266. بتصرّف.
  5. “المياه الجوفية بين عدم التجدد والاستنزاف”، http://www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2018. بتصرّف.