ظاهرة وجود الماء على سطح المريخ

ظاهرة وجود الماء على سطح المريخ

يمتلك المريخ أرضاً قاحلة، وباردة، وقاتمة، وكئيبة، وطبقة رقيقة جداً من الهواء الذي لا يُمكن للبشر تنفسه أبداً، وقد أظهرت المركبات المختلفة من خلال العديد من الصور التي أرسلتها أنّ هناك إشارات تدل على وجود الماء السائل على سطح المريخ منذ زمن طويل، بالإضافة إلى إمكانية رؤية الغطاء الجليدي في القطبين الشمالي والجنوبي على سطحه.[١]

تعد المركبة الفضائية مارينر 4 أول مركبة فضائية من الأرض زارت كوكب المريخ في عام 1965م، ثم دارت العديد من المركبات الفضائية الأخرى حوله، أو هبطت عليه، أو طارت بالقرب منه، وأرسلت العديد من المعلومات عن عالمه المختلف بشكل كبير عن عالمنا.[١]

أهمية وجود الماء على سطح المريخ

يحتوي سطح الأرض بالكامل تقريباً على الماء، سواء كان ساخناً، أو مجمداً؛ لهذا وجدت الحياة عليه، أما التساؤلات المهمة المترتبة على وجود الماء على سطح المريخ هي: إذا تدفقت المياه على سطح المريخ، هل ستنمو عليه الحياة وتنجح؟ وهل يمكن أن يكون هناك حياة للكائنات الدقيقة كالبكتيريا على المريخ حتى الآن؟[١]

وجود بحيرة تحت سطح المريخ

أثار الباحثون ضجةً كبيرةً عندما أعلنوا أن المريخ قد يضم بحيرة مخفية تحت قطبه الجنوبي، حيث استخدمت المركبة الفضائية الأوروبية مارس اكسبرس رادارها المتقدم (MARSIS)؛ للكشف عن هذه البحيرة، فهو يخترق سطح الأرض، ويُرسل نبضات رادارية إليه، ثم يحدد الوقت الذي استغرقته حتّى ترتد، ويُشار إلى أنّ خصائص الطبقات تحت السطح تؤثر على الوقت الذي تستغرقه إشارات الرادار للعودة.[٢]

كشف بحث الرادار (MARSIS) أنّ القطب الجنوبي في المريخ يتكوّن من عدة طبقات من الجليد، وغبار على عمق كيلو ونصف تقريباً، يمتد على مساحة 200 كيلومتراً، كما كشف أيضاً عن وجود بحيرة تحت السطح أي في تجويف المريخ وفقاً لأصداء الرادار.[٢]

لا يتجاوز طول البحيرة المكتشفة العشرين كيلومتراً، وهي مدفونة على بعد 1.6 كيلومتراً تحت السطح تقريباً، ورغم عدم تأكد العلماء من عمق البحيرة إلا أنّهم أكدوا أنّه لا يقل عن متر واحد، ولا بد من احتوائها على الملح حتى لا تتجمد، ورغم تأكيد العديد من العلماء وجود هذه البحيرة إلا أن هناك باحثون آخرون يرون وجود حاجة للمزيد من الدراسات؛ للتأكد من وجودها فعلاً.[٢]

معلومات عن البحيرة تحت سطح المريخ

هناك احتمالية لأن تكون البحيرة مكوّنة من المياه غير النقية؛ نظراً لأنّ درجات الحرارة في قاع الصفائح الجليدية يصل إلى 68 درجة مئوية تحت الصفر تقريباً، وهذا يعني أنّ الماء النقي سيتجمد هناك مع وجود ضغط الجليد، ولكن وجود الكثير من الملح المذاب في الماء يُمكن أن يقلل درجة التجمد؛ مما يُبقي البحيرة سائلة، كما أن أملاح الصوديوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم الموجودة في أماكن أخرى على سطح المريخ، قد تساعد أيضاً في الحفاظ على سيولة البحيرة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Why do we care about water on Mars?”, spaceplace.nasa.gov,19-7-2016، Retrieved 11-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Nola Redd (17-8-2018), “Water on Mars: Exploration & Evidence”، www.space.com, Retrieved 11-10-2018. Edited.
  3. LISA GROSSMAN (25-7-2018), “Mars (probably) has a lake of liquid water”، www.sciencenews.org, Retrieved 11-10-2018. Edited.