تعبير عن حماية البيئة

حماية البيئة من أهمّ الأولويّات التي يجب أن يُنظر إليها بوصفها ضرورةً ملحّةً لا بدّ منها، وهي غايةٌ يجب العمل عليها سواءً على مستوى الفرد، والمجتمع، والدولة، وعلى مستوى العالم أجمع؛ إذ إنّ حمايتها من الأمور المتعلّقة بسلامة الحياة على كوكب الأرض، وإمكانيّة العيش عليه دون التعرّض إلى الكثير من المشاكل والكوارث البيئيّة والأمراض.

من أهمّ مميّزات البيئة أنّها مترابطة العناصر؛ إذ لا يمكن فصل بيئةٍ في مكانٍ معيّنٍ عن البيئة في مكانٍ آخر، لذلك يجب أن تكون حمايتها وفق خطةٍ متكاملةٍ وشاملةٍ للمناطق والبيئات جميعها، سواءً كانت بيئةً بريّةً، أو بحريّةً، أو بيئةً متعلقةً بحماية الهواء والغلاف الجويّ، وبهذا تضمن هذه الطريقة حمايةً شاملةً لمكوّناتها جميعها.

توجد عدّة خطواتٍ تضمن حماية البيئة، من أهمّها: عدم وضع أيّ ملوّثاتٍ سواءً كانت ملوّثاتٍ سائلةً، مثل: المواد الكيميائيّة، والنفط في التربة، ومياه البحار، أو مكوّناتٍ صلبةً، مثل: الملوّثات العضويّة، والمعادن الثقيلة، والموادّ البلاستيكية صعبة التحلّل، أو مكوّناتٍ غازيّةً، مثل: الأبخرة المتصاعدة من فوّهات المصانع والسيّارات، والمفاعلات النوويّة، وغيرها.

تتسبّب الملوّثات التي تُقذف في مياه البحار بتدمير البيئة البحريّة، وموت الكائنات الحيّة فيها، مثل: الأسماك، والحيتان، وغيرها من المرجان، والنباتات البحريّة، كما أنّ تصريف مياه الصرف الصحيّ إلى مياه الأنهار والبحار والمحيطات يتسبّب بتلويث المياه، وتغيير خصائصها، وهذا يشكّل خطراً حقيقياً على التوازن البيئيّ.

من أهمّ المخاطر التي يجب التصدّي لها أيضاً، والتي تسبّب دماراً حقيقياً للبيئة: مشكلة ثقب الأوزون، الذي يحدث بسبب تصاعد أبخرة الغازات الكيمايئيّة إلى طبقات الجوّ العليا، ممّا يؤدّي إلى حدوث خللٍ في طبقة الأوزون وتناقص تركيزها، علماً أنّها المسؤولة عن حماية الأرض والكائنات الحيّة من أشعّة الشمس الضارّة، خصوصاً الأشعة فوق البنفسجية، ومن أهمّ المشاكل البيئية كذلك مشكلة المطر الحمضيّ، التي تسبّب موت الكائنات الحيّة البحريّة، وتدمّر الغطاء النباتي، وتقضي على المنشآت والمباني، وتعدّ هذه الأمطار كارثةً بيئيةً حقيقيّةً، ولهذا السبب تكاتفت دول العالم جميعها لوضع خططٍ شاملةٍ؛ وذلك لإيقاف التلوث البيئيّ الذي سبّب هاتين المشكلتين.

حماية البيئة من أهمّ القضايا التي نادت بها الشرائع السماويّة على اختلافها، وخصوصاً الإسلام الذي جعل حمايتها عبادةً، وعدّ رميَ القاذورات والأوساخ فيها من الأفعال التي تستوجب العقوبة، وينال فاعلها الإثم، لذلك يجب علينا جميعاً أن نتكاتف لحماية البيئة، ومنع الضرر الذي قد يصيبها؛ حيث يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا ضررَ ولا ضِرارَ)[الأذكار].