ما أهمية دورة الماء

الماء

يعدّ الماء من ضروريّات الحياة، فهو من أهمّ المكوّنات الأساسيّة لأنسجةِ الكائنات الحيّة، ويُكوّن ما يقاربُ 75% من تركيب جسم الإنسان، ويستطيعُ الإنسان العيش دونَ طعام لمدّة شهرٍ كامل، إلا أنّه لا يستطيعُ البقاءَ على قيدِ الحياة لأكثرَ من أسبوع دونَ ماء، ويعتقدُ العلماء أنّ بداية الحياة في الماء، حيث أشارت الأبحاث والدراسات وكذلك الصور الملتقطة للأرض أنّ الأرض هو كوكبُ الماء، وأن كميّة الماء وجدت منذ القدم مع كوكب الأرض.

يغطّي الماء ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضيّة، فأكثر من 97% ماء مالح في البحار والمحيطات، و75% ماءٌ متجمّدٌ في القطبين والقمم الجليديّة، أما الباقي وهي 3% ماءٌ عذبٌ صالح للشرب، حيث قُدّر حجمُ الماء المستفاد منه نحوَ أربعة ألاف كيلومترٍ مكعّبٍ في السنة، ويتجاوزُ استهلاكُ سكّان العالم من الماء مقدار ثلاثة آلاف كيلومترٍ مكعّبٍ سنوياً، موزّعةً في الريّ بنسبة 70%، والصناعة 25%، أمّا الاستخدامُ المنزليّ نسبته 5%، ويتوقعُ أنْ يتضاعفَ مقدار الماء المستخدم خلال عقدٍ زمنيٍّ واحد؛ وذلك لأنّ استهلاكَ أهل الأرض للماء في تزايدٍ مضطّرد.

ظاهرة دورة المياه في الطبيعة

تعتبر دورةُ المياه في الطبيعة وتغيّراته من أهمّ الظواهر الطبيعيّة المرتبطة بتغيّر درجة الحرارة، كما أنّ لها دوراً هاماً في حياة الإنسان والحيوان والنبات، ويمكنُ وصف التغيّرات التي تحدث في هذه الظاهرة كما يلي:

  • يتكوّن بخار الماء نتيجةَ تعرّض مياه البحار والمحيطات لحرارة الشمس.
  • يصعد بخار الماء إلى الطبقات العليا، وذلك لقلّة كثافته.
  • يتحوّل بخار الماء إلى قطراتٍ مائيّةٍ صغيرةٍ جداً؛ نتيجة وصوله إلى طبقات الجوّ العليا -منطقة باردة جداً- مكوّنة ما يسمّى بالسحاب.
  • تحملُ الرياح هذه السحب من مكانٍ إلى آخرِ وفقَ نظامٍ دقيق الإحكام، حتّى إذا مرّت السحب على منطقةٍ جويّةٍ باردة، سقطت نحو الأرض على شكلِ أمطار، وتتكرّر الدورة: تبخّر، وتكاثف، وتكوّن سحب، وسقوط أمطار وهكذا.

أهمية دورة المياه في الطبيعة

  • الحياة في الصحاري: تعتمدُ معظمُ النباتات والمحاصيل في نموّها على مياه الأمطار والمياه الجوفية، فالمياه الجوفية تتجمع نتيجة سقوط الأمطار وتسرّبها تحت الأرض.
  • تحسين الطقس: تكمنُ أهميّة دورة المياه في الطبيعة في تلطيف الجو، وخصوصاً في أيّام فصل الصيف الحارّة.
  • تكوين الأنهار: يؤثّر تكوينُ الأنهار في نموّ النباتات، وإصلاح التربة، بالتالي وفرةِ المحاصيل الزراعيّة ونمّوها.
  • توزيع المياه في الأرض: فالماء لا يذهبُ عبثاً، بل يُخزّنُ في الأرض على شكل ينابيعَ عذبة يستفيدُ منها الإنسان في الشرب، وذلك لاستمرار الحياة؛ لقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر، الآية: 21]، فلولا أنّ الزرع لم يتحوّلْ إلى اللون الأصفر ويصبح حطاماً، ولو بقي دائم الخضرة، لما تجدّدت دورة النبات، ولما استفدنا من هذا النبات الأصفر المتحّول إلى بترولٍ ونفط عبر آلاف السنين.