تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس

تضخم بطانة الرحم (Endometrial hyperplasia) هي مشكلة تحدث في الرحم حيث تصبح بطانة الرحم سميكة مما يؤدي غالبًا إلى حدوث نزيف غير طبيعي، ويحصل بشكل شائع عند النساء بعد سن اليأس (Menopause) أو بعد فترة انقطاع الطمث، وهي حالة تستدعي التدخل الطبي حتى لا تتحول لمشكلة أكثر خطورة. 

سنتحدث في هذا المقال أكثر عن تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس من أعراض وأسباب وطرق التشخيص والعلاج:

أعراض تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس

يعد العرض الرئيسي لتضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس هو نزيف الحيض غير الطبيعي وفي الوقت المُفترض فيه أن ينقطع فيه الحيض، وتشمل أعراض تضخم بطانة الرحم بشكل عام ما يأتي: 

1. نزيف حيض غزير أو مستمر لفترة طويلة تتعدى المعتاد.
2. دورات شهرية تقل المسافة بينها عن 21 يومًا.
3. نزيف بين الدورات الشهرية.
4. نزيف بعد انقطاع الطمث ووصول سن اليأس. 

أسباب تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس وعوامل الخطر

يعد السبب الأكثر شيوعًا لتضخم بطانة الرحم أو فرط تنسجها هو حدوث عدم اتزان بين إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون الذين تعتمد عليهما الدورة الشهرية بشكل أساسي، حيث يساعد الإستروجين على نمو خلايا بطانة الرحم، ويتحكم البروجسترون بالتخلص من هذه الخلايا ومن بطانة الرحم عندما تنخفض مستوياته ولا يحدث حمل.

وفي حالة الوصول إلى سن اليأس فإن الإباضة تتوقف مما يعني أن الجسم لن ينتج هرمون البروجسترون بعد الآن، فيصبح مستوى الإستروجين في الجسم أكثر من مستوى البروجسترون مما يؤدي بالتالي إلى فرط نمو خلايا بطانة الرحم. 

ومن العوامل التي قد تسبب حدوث عدم الاتزان الهرموني وقد تزيد من خطر تضخم بطانة الرحم: 

• الوصول إلى سن اليأس أو مرحلة ما قبل سن اليأس التي لا تحدث فيها الإباضة بانتظام، أو مرحلة ما بعد سن اليأس التي قد يتم تناول الإستروجين فيها.
• الدورة غير المنتظمة لعدة أسباب منها تكيس المبايض أو العقم.
• السمنة.
• أخذ أدوية قد تعمل كعمل الإستروجين.
• بدء الدورة الشهرية في عمر صغير أو تأخر الوصول لسن اليأس.
• العمر أكبر من 35 سنة.
• الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري. 

طرق تشخيص تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف غير طبيعي، ولتحديد ما إذا كان السبب هو تضخم بطانة الرحم قد يطلب الطبيب إجراء أحد هذه الفحوصات أو أكثر:

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): حيث تستخدم الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور للرحم من شأنها أن تحدد ما إذا كان هناك سماكة في البطانة أم لا. 
• الخزعة (Biopsy): حيث تؤخذ عينات من بطانة الرحم لدراسة الخلايا للتأكد من وجود سرطان من عدمه. 
• تنظير الرحم (Hysteroscopy): حيث يتم استخدام أداة رقيقة مزودة بضوء تسمى بمنظار الرحم لفحص عنق الرحم والنظر داخل الرحم نفسه، ويمكن للطبيب أخذ خزعة من خلال هذه العملية أيضًا. 

علاج تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس

يعتمد علاج تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس على نوع التضخم والخلايا في بطانة الرحم، كالآتي: 

1. تضخم بطانة الرحم بدون وجود لا نمطية (Endometrial hyperplasia without atypia)

يعد العلاج الأكثر فعالية في هذه الحالة هو العلاج بالبروجسترون إما عن طريق جهاز اللولب الذي يتم تركيبه بالعيادة، أو أقراص البروجسترون تؤخذ يوميًا حسب الإرشادات المنصوص عليها لمدة 6 أشهر على الأقل، أما في الحالات التي لا يكون استخدام البروجسترون مناسبًا فيتم مراقبة الحالة فقط مع أخذ عينة أخرى بعد 6 أشهر من بطانة الرحم.

وفي جميع الحالات فإن المتابعة واجبة لمعرفة ما إذا كانت الخلايا ستعود إلى وضعها الطبيعي أم لا إما عن طريق الخزعة أو تنظير الرحم أو غيرها. 

2. تضخم بطانة الرحم مع وجود لا نمطية (Endometrial hyperplasia with atypia)

يعد استئصال الرحم (Hysterectomy) العلاج الأمثل في حالات فرط التنسج اللانمطي، إذ أن خطر الإصابة بسرطان الرحم أكبر. 

طرق الوقاية من تضخم بطانة الرحم بعد سن اليأس

هناك عدة طرق وخطوات يمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة بتضخم بطانة الرحم، ومنها:

• في حال تناول هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث فيُنصح بتناول أحد أشكال البروجيسترون لتقليل خطر تضخم بطانة الرحم بعد استشارة الطبيب.
• تناول شكل من أشكال البروجسترون لمنع بطانة الرحم من النمو أكثر فأكثر في حال عدم انتظام الدورة الشهرية بعد استشارة الطبيب.
• فقدان الوزن لمن يعاني من السمنة.