العضال الغدي: حالة قد تصيب الرحم

العضال الغدي هو حالة قد تصيب الرحم، فما الذي عليك معرفته عنها؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ وهل يمكن علاجها؟ معلومات هامة في المقال الآتي.

العضال الغدي: حالة قد تصيب الرحم

تعرف حالة العضال الغدي (Adenomyosis) بمسميات أخرى، مثل: الورم العضلي الغدي (Adenomyoma)، والانتباذ البطاني الرحمي الغائر (Endometriosis interna)، إليك أبرز ما عليك معرفته عن هذه الحالة: 

ما المقصود بالعضال الغدي؟

العضال الغدي هو حالة تنشأ جراء بدء أنسجة بطانة الرحم بالنمو في داخل جدار الرحم، قد تؤدي هذه الحالة لزيادة سمك جدار الرحم وتضخم الرحم فضلًا عن ظهور أعراض عديدة أخرى، أبرزها غزارة الدورة الشهرية.

غالبًا ما تصيب هذه الحالة المرأة خلال سنوات الخصوبة، كما تعد أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي سبق لهن الإنجاب، يمكن أن تصيب هذه الحالة منطقة بعينها من الرحم أو قد تصيب كامل الرحم، يعد العضال الغدي من اضطرابات الجهاز التناسلي الشائعة نسبيًّا، إذ تصيب هذه الحالة ما نسبته 20% – 65% من النساء، لكن ونظرًا لأنها قد لا تترافق مع أية أعراض في العديد من الحالات من الممكن أن تمر دون تشخيص. 

تعد هذه الحالة من الاضطرابات الحميدة، لكن تبعاتها الصحية قد تخل بجودة حياة المرأة.

يمكن لبعض العلاجات أن تساعد على إبقاء الحالة تحت السيطرة، لكن قد يستدعي الأمر الخضوع لعملية استئصال للرحم لعلاج العضل الغدي كليًّا، قد تتلاشى هذه الحالة تلقائيًّا بعد بلوغ مرحلة انقطاع الطمث.  

أسباب العضال الغدي 

ينشأ العضال الغدي عادة جراء نمو أنسجة بطانة الرحم في داخل جدران الرحم العضلية بدلًا عن نموها في داخل الرحم لتبطنه كالمعتاد، مما قد يؤثر على حجم الرحم مؤديًّا لتضخمه ليصبح هذا أكبر من حجمه الطبيعي بمقدار الضعف أو أكثر. 

في ما يتعلق بالأسباب الدقيقة لهذه الحالة لا يزال الباحثون عاجزين عن تحديدها، لكن يعتقد أن هذه العوامل قد تلعب دورًا في نشأتها: 

  • تعرض جدار الرحم لتلف أو لإصابة أثناء عملية الولادة أو أثناء الخضوع لجراحة ما.  
  • خلل في تكون الرحم خلال المرحلة الجنينية. 
  • إصابة الرحم بنوع من الالتهابات بعد الولادة؛ أي في فترة النفاس.

كما يعتقد أن بعض هرمونات الجسم قد تعمل على تحفيز الحالة، مثل: هرمون البرولاكتين، وهرمون الإستروجين، وهرمون البروجسترون. 

عوامل الخطر للإصابة بالعضال الغدي

إليك أبرز العوامل التي قد ترفع فرص الإصابة بحالة العضال الغدي:

  • الفئة العمرية، إذ تعد الحالة أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي تجاوزن عمر 30 عامًا، لا سيما اللواتي بلغن المرحلة العمرية الواقعة بين 40 – 50 عامًا. 
  • الخضوع مسبقًا لجراحة في الرحم، مثل: استئصال ألياف الرحم، والولادة القيصرية، وعملية التوسيع والكشط.  
  • حمل المرأة مسبقًا لمرة واحدة على الأقل، وولادتها لطفل بعد اكتمال فترة الحمل. 
  • الإصابة بأحد الأمراض أو المشكلات الصحية الآتية: الانتباذ البطاني الرحمي، وألياف الرحم.  

أعراض العضال الغدي 

تميل أنسجة بطانة الرحم النامية في عضلة الرحم للنزف أثناء الدورة الشهرية تمامًا مثل أنسجة بطانة الرحم الموجودة في داخل الرحم، كما تتأثر خلايا هذه الأنسجة بالمستويات المتذبذبة لهرمون الأستروجين طيلة فترة الدورة الشهرية، مما قد يؤدي لظهور أعراض عديدة. 

أحيانًا قد لا تظهر أية أعراض على المريضة، وإن ظهرت إليك قائمة بأبرز الأعراض المتوقعة:  

  • دورة شهرية غزيرة أو طويلة على غير العادة. 
  • تشنجات خلال فترة الدورة الشهرية، أو ما يعرف باسم عسر الطمث.  
  • شعور بالضغط في النصف السفلي من البطن. 
  • نفخة في البطن، لا سيما في الفترة السابقة لنزيف الدورة الشهرية.  
  • آلام في الحوض قد تكون مزمنة.  
  • عسر الجماع.  
  • نزيف مهبلي في غير وقت الدورة الشهرية. 
  • تشنجات رحمية تزداد سوءًا مع الوقت.
  • الشعور بألم أثناء إخراج الفضلات. 
  • تضخم الرحم.  
  • عقم. 

قد يؤدي نزيف الدورة الشهرية الغزير المرافق للحالة لفقر الدم.  

تشخيص العضال الغدي

إليك أبرز الإجراءات المتبعة: 

  1. الاطلاع على نمط الدورة الشهرية للمريضة، وتحري الأعراض الظاهرة.
  2. إخضاع المريضة لفحص الحوض.
  3. تصوير الحوض بالرنين المغناطيسي
  4. تصوير المهبل من الداخل بالموجات فوق الصوتية. 
  5. أخذ خزعة من أنسجة جدار الرحم.

لكن لا يمكن تشخيص الحالة يقينًا غالبًا إلا عندما يتم فحص الرحم عن كثب من قبل أخصائي في علم الأمراض بعد استئصاله.  

علاج العضال الغدي 

قد لا تحتاج الحالة للعلاج في حال لم تظهر على المريضة أعراض، أو في حال كانت المرأة اقتربت من سن انقطاع الطمث. 

إذا استدعت الحالة الخضوع للعلاج إليك أبرز الخيارات العلاجية المتاحة:

  • مسكنات ألم ومضادات التهاب لتخفيف حدة الآلام والتشنجات. 
  • موانع حمل هرمونية لإيقاف الدورة الشهرية أو لتخفيف حدة أعراضها، مثل: حبوب منع الحمل، واللولب الرحمي الهرموني.
  • عملية إصمام الشريان الرحمي، حيث يتم إيقاف تدفق الدم إلى المناطق المصابة بالعضل الغدي لتحفيزه على التقلص.  
  • جراحة استئصال الرحم، والتي تعد العلاج النهائي الوحيد المتاح للحالة. 

من الجدير بالذكر أن أعراض هذه الحالة تميل للتلاشي بعد بلوغ سن انقطاع الطمث، إذ تنمو أنسجة بطانة الرحم المرافقة للحالة عادة تحت تأثير هرمون الأستروجين، ومستويات هذا الهرمون تنخفض وتستقر عند بلوغ سن انقطاع الطمث. 

الفرق بين العضال الغدي والانتباذ البطاني الرحمي

تعد كلتا الحالتين من اضطرابات بطانة الرحم، لكن إليك بعض الفروقات الرئيسة بينهما: 

  • مكان ظهور أنسجة بطانة الرحم الزائدة: تنمو أنسجة بطانة الرحم المرافقة لحالة الانتباذ البطاني الرحمي خارج الرحم لتظهر في أماكن مثل المبيض، بينما تنمو أنسجة بطانة الرحم في حالة العضال الغدي في جدار الرحم العضلي نفسه.
  • الأعراض المرافقة للحالة: على الرغم من أن كلا الحالتين قد يكون مثيرًا للألم، إلا أن أعراضًا مثل غزارة الطمث تعد أكثر شيوعًا في حالة العضال الغدي مقارنة بحالة الانتباذ البطاني الرحمي.

من قبل
رهام دعباس

الاثنين 18 نيسان 2022


االمرجع : webteb.com