بطانة الرحم: أهم المعلومات حولها
ما هي بطانة الرحم؟ ممّ تتكون؟ وما الوظيفة التي تؤديها؟ وما أبرز المشكلات التي قد تصيبها؟ الإجابة عن هذه الأسئلة في المقال الآتي.
يتكون الرحم من طبقة خارجية من العضلات الملساء تُسمى عضلة الرحم (Myometrium) وطبقة داخلية تسمى بطانة الرحم (Endometrium)، وهي غشاء مخاطي يبطن الرحم من الداخل، ويحدث عليه العديد من التغيرات أثناء الدورة الشهرية، لكن ما وظيفة هذه البطانة؟ وممّ تتكون؟ وما هي المشكلات التي قد تصيبها؟
بطانة الرحم: الوظيفة
تتمثل الوظائف الفسيولوجية لبطانة الرحم في تحضير الرحم لانزراع البويضة المخصبة فيه والمحافظة على الحمل إن حدث انزراع للبويضة أو الحيض في حال عدم حدوث الانزراع والحمل، بالتالي فإن لبطانة الرحم دورًا رئيسيًا ومهمًا في عملية تكاثر واستمرار الجنس البشري.
وبشكل أكثر توضيحًا، فإن البطانة تمر بتغيرات محددة قبل الإباضة مباشرة، حيث تصبح الغدد الرحمية فيها أطول وتتكاثر الأوعية الدموية فيها، مما يؤدي إلى زيادة سماكتها وترويتها بالدم لتكون جاهزة لاستقبال البويضة المخصبة ودعم المشيمة.
فإذا لم يحدث الحمل، فإن هذا التراكم للأوعية الدموية والأنسجة يصبح غير ضروري، ويتخلص منه الجسم في عملية تُعرف بالدورة الشهرية أو الحيض، ويتكون الحيض من الخلايا المنسلخة عن بطانة الرحم، مخلوطة بالدم من الأوعية الدموية الصغيرة المحيطة بالغدد الرحمية.
مكونات بطانة الرحم
تتكون بطانة الرحم من غدد رحمية محاطة بنسيج ضام خلوي رقيق، وهي عبارة عن طبقتين عند النساء ممن هنّ في سن الإنجاب، وهما كالآتي:
1. الطبقة القاعدية (Stratum basale)
وهي الطبقة الداعمة العميقة التي تمثل ثلث بطانة الرحم وتتصل بعضلة الرحم، والتي تبقى لتجديد بطانة الرحم وتجهيزها للدورة التالية عند انفصال الطبقة السطحية للبطانة أثناء الحيض في حال عدم حدوث حمل، والتي تمثل ثُلثي البطانة.
2. الطبقة الوظيفية (Stratum functionale)
وتمثل الثلثين السطحيين اللذان يتكاثران ويُفرزان ثم ينسلخان في الحيض في حال عدم حدوث الحمل استجابةً للعوامل الهرمونية، ويعد هرمون الإستروجين الهرمون المسؤول عن تكاثر هذه الطبقة غالبًا.
وعلى الرغم من عدم وجود حدود بين طبقتي البطانة، إلا أنهما يمكن التمييز بينهما؛ لأن أنسجة الطبقة القاعدية تعد أكثر خلوية من الطبقة الوظيفية.
أبرز المشكلات التي قد تصيب بطانة الرحم
هناك مجموعة من المشكلات التي قد تصيب بطانة الرحم، وقد تؤثر بالتالي على الخصوبة، نذكر هنا بعضًا منها:
مشكلات في سماكة الرحم
تعد البطانة السميكة جدًا أو الرقيقة جدًا من المشكلات التي قد تؤثر على الخصوبة وتقلل من نجاح عملية الحمل، إذ وجدت الأبحاث أن ذلك قد يؤثر على انزراع الأجنة، ويزيد من فرصة الإجهاض حتى وإن حدث الحمل، ويتم قياس سمك البطانة عن طريق فحص الموجات فوق الصوتية المهبلية.
مشكلات الطور الأصفر (Luteal phase defect)
يلعب هرمون البروجسترون في الطور الأصفر وهي الفترة التي تتبع الإباضة وتستمر حتى حدوث الحيض دورًا مهمًا في تحفيز بطانة الرحم لإفراز العناصر الغذائية الأساسية والمواد التي تحافظ على البطانة، وتخلق بيئة صحية للجنين، وأحيانًا قد يكون هناك عيوب في الطور الأصفر مما يؤدي إلى عدم إنتاج كمية كافية من البروجسترون وهذا قد يؤدي إلى العقم.
انتباذ بطانة الرحم (Endometriosis)
وهي حالة ينمو فيها نسيج مشابه للنسيج الذي يبطن الرحم خارج تجويف الرحم، وتعد سببًا شائعًا للعقم.
الزوائد اللحمية الرحمية (Endometrial polyps)
وتتمثل في فرط نمو لبطانة الرحم، وغالبًا ما تكون حميدة وغير سرطانية، وقد تؤدي هذه المشكلة إلى حدوث عقم، إلا أن ذلك ليس بالضرورة.
العضال الغدي (Adenomyosis)
في العضال الغدي غالبًا عندما تنمو بطانة الرحم في عضلة الرحم، مما قد يسبب دورات شهرية مؤلمة وغزيرة.
متلازمة أشيرمان (Asherman’s Syndrome)
تحدث هذه المتلازمة عند حدوث التصاقات في الرحم، ناتجة عن نمو نسيج ندبي في صفائح داخل الرحم، وقد تسبب هذه المتلازمة مشكلة في الحمل، وتؤدي إلى الإجهاض المتكرر.
الالتهابات الفيروسية لبطانة الرحم
قد تؤدي الالتهابات الفيروسية، مثل: فيروس الهربس في بطانة الرحم إلى العقم، وفقدان الحمل المتكرر، إلا أن هذه لا تزال نظرية، وتحتاج إلى الإثبات والبحث.
سرطان بطانة الرحم
الذي يُعرف أيضًا بسرطان الرحم، وعادةً ما يتم تشخيصه بسرعة لتسببه بنزيف غير طبيعي، وفي حال العلاج المبكر فإن الحفاظ على الخصوبة يعد أمرًا ممكنًا.
االمرجع : webteb.com