أضرار عملية تحويل المسار: سوء تغذية، وأكثر

عملية تحويل مسار المعدة أو ما يسمى طبيًّا بالمجازة المعدية (The gastric bypass) هي أحد الأنواع العديدة المتاحة لجراحة السمنة (Bariatric Surgery) والتي قد يلجأ إليها البعض للتخلص من الوزن الزائد ولتقليل فرص الإصابة بالمضاعفات المرتبطة به. فلنتعرف على أضرار عملية تحويل المسار المحتملة في ما يأتي: 

أضرار عملية تحويل المسار 

قد تُؤدي عملية تحويل المسار لنشأة بعض المضاعفات والمشكلات الصحية، إليك قائمة بأبرزها:

1. التسربات التفاغرية (Anastomotic leak)

يعد التفاغر أحد أكثر أضرار عملية تحويل المسار المحتملة خطورة، وقد تنشأ هذه المشكلة الصحية جراء عدم تماثل جروح العملية والروابط الجديدة التي تم إحداثها في داخل منطقة البطن للشفاء كما يجب.

فإذا حصل خلل ما أثناء تعافي والتئام الأنسجة التي تم ربطها ببعضها، والتي عادة ما تكون بين الأمعاء والمعدة، فمن الممكن أن تبدأ محتويات المعدة من عصارات هاضمة وطعام شبه مهضوم بالتسرب إلى البطن من خلال موضع التفاغر (Anastomosis)، أي موقع الرابط الجديد الذي تم إحداثه. هذه بعض الأعراض التي قد تسببها التسربات التفاغرية:

• الحمى.
• آلام في المعدة أو الكتف الأيسر.
• تسارع نبضات القلب.
• هبوط ضغط الدم.
• تناقص كمية البول التي يتم إخراجها.
• تقيؤ وغثيان.
• خروج إفرازات غريبة من منطقة جرح العملية.

غالبًا ما تبدأ أعراض هذا النوع من المضاعفات بالظهور بعد الجراحة بفترة 3 أيام، ولكن من الوارد أن يستغرق التسرب فترة أطول حتى ينشأ وتبدأ أعراضه بالظهور.

كما قد تُؤدي التسربات الحاصلة لنشأة التهاب الصفاق (Peritonitis) الخطير، والذي يُصيب الغشاء المبطن لتجويف البطن، وهذه بعض أعراضه: ألم الظهر، والحازوقة، وضغط متزايد في منطقة الحوض. 

2. سوء التغذية

إحدى أضرار عملية تحويل المسار المحتملة أنها قد تجعل المريض عرضة لمشكلات سوء التغذية، فهذا النوع من الجراحات قد يقلل من كمية الطعام التي يستطيع الجسم هضمها، كما قد يحد من كمية العناصر الغذائية التي يمكن للجسم أن يحصل عليها من الطعام. 

وسوء التغذية عمومًا قد يرفع من فرص الإصابة بمضاعفات صحية عديدة على المدى البعيد، مثل: 

• فقر الدم.
• تلف دائم في الجهاز العصبي.
• تخلخل العظام.

 لذا غالبًا ما يوصى المريض بمتابعة حالته مع أخصائي تغذية بعد العملية، إذ قد يعمل أخصائي التغذية على تصميم حمية غذائية من الممكن أن تضمن للمريض الحصول على كفايته من العناصر الغذائية الهامة، لا سيما عناصر غذائية، مثل: الحديد، والكالسيوم، كما قد يوصى المريض بتناول المكملات الغذائية. 

3. متلازمة الإغراق (Dumping syndrome) 

تُشكل متلازمة الإغراق إحدى أضرار عملية تحويل المسار ومضاعفاتها المحتملة، فمتلازمة الإغراق هي مشكلة صحية تنشأ عندما يبدأ الطعام غير المهضوم بعد بالانتقال من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة وبكميات أكبر من المعتاد. 

تبعًا لتوقيت ظهورها، يتم تصنيف متلازمة الإغراق في نوعين، كما يأتي: 

• متلازمة الإغراق المبكرة 

تبدأ أعراضها بالظهور بعد تناول الطعام بمدة تتراوح بين 15-20 دقيقة، ومن أعراضها: النفخة، وتشنجات البطن، والدوار، والغثيان، والخفقان والتعرق.

• متلازمة الإغراق المتأخرة

تبدأ أعراضها بالظهور بعد تناول الطعام بمدة تتراوح بين 1 – 3 ساعات، ومن أعراضها: الجوع، والإرهاق، والتعرق والخفقان، والإغماء.

4. التضيق الفغري (Stomal Stenosis) 

التضيق الفغري هي مشكلة صحية قد تنشأ جراء حصول تضيق في الفتحة الجديدة التي تم استحداثها للربط بين المعدة والأمعاء، وقد يسبب التضيق الفغري مضاعفات صحية عديدة أبرزها الغثيان والتقيؤ بمجرد قيام المصاب بتناول الطعام أو الشراب. 

5. أضرار عملية تحويل المسار الأخرى 

قد تُؤدي عملية تحويل المسار للإصابة بمضاعفات أخرى، مثل: 

• تلف في بعض الأعضاء الداخلية، مثل: الطحال، والأمعاء أو تلف أحد الأوعية الدموية الرئيسة والنزيف الداخلي. 
• تكون ندوب في تجويف البطن من الممكن أن تؤدي مستقبلًا لحصول انسدادات في الأمعاء. 
• اضطرابات هضمية عديدة، مثل: الإمساك، والنفخة، والغثيان، والتقيؤ، وحرقة الفؤاد.
• العجز عن الحفاظ على نتائج خسارة الوزن التي تم تحصيلها أو عدم فقدان الوزن بالوتيرة المنشودة.
• مضاعفات عامة متعلقة بالتخدير والجراحة عمومًا، مثل: صعوبة التنفس، وردود الفعل التحسسية تجاه الأدوية، والخثرات الدموية، ومشكلات القلب. 
• مضاعفات أخرى، مثل: حصى المرارة، وصعوبات البلع، والتجفاف، والفتاق، وقرحة المعدة، وثقب المعدة، وهبوط سكر الدم. 

إرشادات هامة للوقاية من أضرار عملية تحويل المسار

من المُمكن خفض فرص نشأة المضاعفات المذكورة من خلال اتباع هذه التوصيات: 

• الالتزام بكافة تعليمات وإرشادات الطبيب التي يجب اتباعها بعد العملية، والتي غالبًا ستتضمن فرض قيود معينة على الحمية الغذائية المتبعة والأنشطة الجسدية المسموحة.
• تناول الأدوية والمكملات الغذائية التي وصفها الطبيب دون إهمال.
• التواصل مع الطبيب فور ظهور أي مؤشرات مثيرة للقلق، مثل: الألم المتزايد، وتورم منطقة الجرح أو خروج إفرازات منها.

حالات تستدعي التواصل مع الطبيب 

يجب التواصل مع الطبيب بشكل طارئ في حال ظهور أي من هذه الأعراض: 

• ألم أو ضيق في الصدر أو خفقان.
• ألم في الساق قد يكون مصحوبًا بتورم واحمرار، لا سيما إذا كان الألم متركزًا في الربلة، فهذا قد يكون مؤشرًا على الإصابة بجلطة دموية.
• نزيف حاد لا يمكن إيقافه.
• مشكلات متعلقة بالتنفس، مثل صعوبة التنفس.
• ألم لا يمكن السيطرة عليه على الرغم من استخدام المسكنات أو ألم حاد في البطن.
• تورم موضع جرح العملية أو احمراره، وخروج إفرازات غير طبيعية منه.
• أعراض أخرى، مثل: فقدان الوعي، والتقيؤ، والغثيان، والعجز عن التبول أو الإخراج، والحمى.