البوصيري

كَتَبَ المَشِيبُ بأَبْيَضٍ في أسْوَدِ بغضاءَ ما بَيْني وبينَ الخُرَّدِ خجلتْ عيونُ الحورحين وصفتها وصحفَ المَشيبِ وقُلْنَ لِي: لا تَبْعَدِ ولذاك أظهرتِ انكسارَ جفونها دعدٌ وآذنَ خدُّها بتوردِ ياجدَّة َ الشيبِ التي ما غادرتْ لنفوسنا…

ضلَّ النَّصارى واليهودُ فلا تكنْ بهِمِ عَلَى ُسُبل الهُدَى مَدْلُوُلا والمدَّعو التثليثِ قومٌ سَوَّغوا ما خالف المنقولَ والمَعْقولا والعابدونَ العجلَ قد فُتنوُا به ودُّوا اتخاذ المُرْسلينَ عجولا فإِذا أتَتْ بُشْرَى إليهمْ كَذَّبُوا…

وبأنهمْ لم يَخْرِجُوا مِنْ أَرْضِهِمْ فكأنهم حسِبوا الخُروجَ دُخولا وحديثهمْ في الأنبياءِ فلا تسلْ عنه وخَلِّ غِطاءهُ مَسْدُولا لَمْ يَنتَهُوا عَنْ قَذْفِ دَاوُدَ وَلا لوطٍ فكيفَ بقذفهم روبيلا وَعَزَوْا إلَى يَعْقُوبَ مِنْ أوْلادِهِ…

وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا وبأنَّ أموالَ الطَّوائِفِ حُلِّلَتْ لهمُ رباً وخيانة ً وغلولا

أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ شوكَ القتادِ لرأسهِ إكليلا ومضى بحملِ صليبهِ مستسلماً للموتِ مكتوفَ اليدينِ ذليلا كم ذا أبكتكمْ ولمْ تستنكفوا أنْ تَسْمَعُوا التَّبْكِيتَ والتَّخْجِيلا ضلَّ النصارى في المسيحِ وأقسموا…

وبِأنهمْ سَمِعُوا كلامَ إلهِهِمْ وسبيلهُمْ أنْ يسمعوُا المنقولا وبأنهم ضَرَبُوا لِيَسْمَعَ رَبَّهُمْ في الحَرْبِ بِوقاتٍ لَهُ وَطُبُولا وبأنَّ رَبَّ العالَمينَ بدالَهُ في خلقِ آدمَ يالهُ تجهيلا وبدا لَهُ في قَوْمِ نوح وَانْثَنى…

وجنوا على هارونَ بالعجلِ الذي نسبوا لهُ تصويرهُ تضليلا وَبأنَّ موسى صَوَّرَ الصُّوَرَ التي ما حلَّ منها نهيهُ معقولا ورضوا له غضبَ الإلهِ فلا عدا غَضَبُ الإلهِ عَدُوَّهُ الضِّلِّيلا وبأنَّ سِحْراً ما اسْتطاعَ لآيَة ٍ منه وَلا…

أسَمِعْتُمُ أنَّ الإلَه لحَاجَة ٍ يتناولُ المشروبَ والمأكولا وينامُ من تعبٍ ويدعو ربَّهُ ويرومُ من حرِّ الهجيرِ مقيلا ويمسُّهُ الألمُ الذي لم يستطعْ صَرْفاً لَهُ عنهُ ولا تَحْوِيلا ياليتَ شعري حين مات بزعمهم منْ كان بالتدبير عنهُ…