الشاعر

يا مَوْعِدا فات فأَبقى الجَوى من مُخلفٍ لِلوعْدِ حَلاَّفِ قَالَ وفَدَّاني فصَدَّقْتُهُ بِرقَّةٍ مِنْهُ وأَعْطافِ لِسَانُكَ الحُلْوُ الّذي غَرَّني مِنْكَ وفَدْ أَكثرْتَ إِخلاَفِي أَسْرفتُ في حُبِّك حتَّى لَقَدْ أَضَرَّ بي عِندك…

لأَبي الصَّقْرِ دَولةً مِثْلهُ في التَّخَلُّفِ مُزْنَةُ حِينَ خَيَّلَتْ آذَنَتْ بالتَّكشُّفِ عَلِمَ النَّاسُ بَرْدَهُ بَعْدَ طولِ التَّشَوُّفِ فَهُمُ بيْنَ خَائفٍ وَمَرُوعٍ ومُرْجِفِ

بَلوْتُ أَبا أَحمدٍ مَرَّةً فألْفيْتُ مِنْهُ بَخِيلاً سخِيفَا وَلَولاَ الضَّرورةُ لَمْ آتِهِ وعِند الضَّرورةِ آتِي الكَنِيفا

تَخَلَّفْتُ عن سَيْرِ المواكِبِ صاغِراً وما كُنتُ فيما قَدْ مَضى أَتَخلَّفُ وأَعْلِفُ مِنْ مالي فأَعلِفُ قاصِداً وأَنتَ آمْرُؤُ مِنْ غيرِ مالِك تَعْلِفُ وأَنت أَمِيرُ الرَّعْيِ في كُلِّ بلْدَةٍ فمنْ ثَمَّ مُهْرانا سَمينٌ وأَعجَفُ

إِياكَ تغْتَرّ أَو تَخْدعْكَ بارِقَةٌ مَنْ ذِي خِداعٍ يُرِي بِشْراً وإِلْطَافا فَلَوْ قلََبْتَ جميعَ الأَرضِ قاطِبَةً وسرتَ في الأَرضِ أَوساطاً وأَطرافا لم تلْقَ فيها صَدُوقاً صادِقاً أَبداً ولاَ أَخاً يَبْذُلُ الإِنصافَ إِنْ صافَى

أأفاق صَبٌّ مِنْ هَوىً، فأُفِيقَا، أمْ خانَ عَهْداً، أمْ أطاعَ شَفِيقَا إنّ السّلُوّ، كما تَقولُ، لَرَاحَةٌ، لَوْ رَاحَ قلْبي للسّلُوِّ مُطِيقَا هَذا العَقِيقُ، وفِيهِ مَرْأًى مَونِقٌ لِلْعَينِ، لَوْ كانَ العَقيقُ عَقِيقَا…

دَعْ دُمُوعي في ذَلِكَ الإشْتِياقِ تَتَنَاجَى بِفِعْلِ يَوْمِ الفِرَاقِ فعَسَى الدّمْعُ أنْ يُسَكِّنَ بالسّكْـ ـبِ غَليلاً مِنْ هَائِمٍ مُشْتَاقِ إنّ رَيّا لمْ تَسْقِ رَيّاً مِنَ الوَصْـ ـلِ، وَلمْ تَدْرِ ما جَوَى العُشّاقِ بَعَثَتْ…

أرَيْتُكَ الآنَ ألَمْعُ البُرُوقْ، أمْ شُعَلٌ مُرْفَضّةٌ عَنْ حَرِيقْ؟ في عَارِضٍ تَعْرِضُ أجْوَازُهُ، بينَ سَوَى خَبْتٍ، فرَملِ الشُّقُوقْ أسَالَ بَطْحَانَ، وَلَمْ يَتّرِكْ أنْ مُلئَتْ منهُ فِجَاجُ العَقيقْ نَبّهَنِي، عَنْ زَوْرَةٍ…